صاحب الخدع.. محمود يهجر الهندسة لساعات من أجل "الانبساط"
كتب-شروق غنيم وإشراق أحمد:
يوم الجمعة المنصرف، نظم طلاب الجامعة الكندية، زيارة إلى قرية الغضان في بهبيت –العياط جنوب الجيزة، أثناء افتتاح مدرسة جديدة بها. بين عشرات الطلبة المتواجدين التف الصغار حول شاب يحمل في يده أوراق كوتشينه، لم تبرح عيناهم يداه التي أخذت تدور بالحيل.
منذ الصِغر؛ كانت الألعاب السِحرية تخطف انتباه محمود محمد شعبان، أحّب الأمر، وبينما كان يحضر عيد ميلاد لأحد أقاربه، ظل نظره مشدوهًا تِجاه الساحر، يتأمل خِفة يده في إتقان الخِدع، فيما قرر أن يحدثه بعد انتهاء الفقرة من أجل نصائح تُساعده في شّق نفس الطريق.
مقاطع الفيديو المختلفة الموجودة على موقع يوتيوب؛ كانت نافذة طالب الهندسة على دُنيا السِحر، أما دائرته من الأقارب والأصدقاء فكانوا النماذج التي يُطبق عليها ما يشاهده من خِدع "قلت مادام بقى عندي أساسيات اللعب هيبقى ليا إسلوب خاص بيا بعد كدة، وفضلت أطور من نفسي في الموضوع ده".
بدأ محمود التدريب على الألعاب السحرية وهو لايزال طالبًا في المرحلة الثانوية "فضلت أجرب سنة لحد ما بقى عندي جرأة ألعب قدام أي عدد وأي حد". وفي كل مرة يخفق قلبه سعادًة حينما ينبهر المتفرجين من حوله على الخدِع التي يقدمها لهم.
امتد الأمر لأكثر من هواية بالنسبة للطالب الجامعي "في مرشد سياحي كان قاعد جمبي مرة على القهوة وبالصدفة شاف اللي بعمله وعرض عليا اشتغل معاه"، فقدّم محمود عرضًا سحريًا لجروب سياحي في منطقة الحُسين، وهو ما تكرر خلال زيارته لمدينة شرم الشيخ "عملت فقرة وعجبت الناس".
لم يكن يعرف ابن السابعة عشر ربيعًا عن زيارة الجامعة الكندية لأطفال بهبيت، لكن أحد الطلاب المنظمين أبلغه بالذهاب معهم حتى يقدم فقرة أمام الأطفال "حضرت 5 ألعاب عشان أبهرهم، بس كانت أول مرة ألعب قدام عدد كبير من الأطفال".
ظن محمود أن مهمته في عزبة الغضان لن تتجاوز اللعب مع خمسة أطفال على أقصى تقدير، فيما تملك منه انطباع مصحوبًا بشيء من القلق "أنهم مش هيفهموا الحاجة اللي بعملها"، غير أن كل ذلك تلاشى فور لحظات مع الصغار داخل فصول المدرسة الجديدة "بعد أول لعبة لما قلت مين اللي عايز يشاركني فالأطفال كلها بقت ترفع إيديها وتقول أنا".
لم ينبهر الأطفال فقط بألعاب الشاب، بل التف حوله عدد من أهالي العزبة. في باديء الأمر كان فضول قبل أن يتحول إلى انبهار دام لأكثر من ربع الساعة، يلحون عليه لمعرفة ما يفعل، فيما تساعد طريقة حديث الشاب في بقاء معيار الانبهار مرتفعًا. يقاطعه أحدهم "أنت قالب الورقة اللي في نص الكوتشينه دي ليه"، وفي لحظة يخبره محمود "أنت عارف والله مش معايا في محفظتي دي غير ورقة واحدة"، يخرجها الشاب وتتعالى الضحكات. الورقة تحمل الرقم الذي اختاره الرجل ولم يخبر به صاحب الخدع.
فرحة غمرت نفس طالب الفرقة الأولى بالجامعة الكندية، بدلت رهبته الأولى من عدد الصغار. عاد محمود من التجربة بمشاعر يضيفها لسابقيها من ردود فعل اعتاد أن يجمعها بعد كل عرض يقوم به، لاسيما ذلك الطفل الذي قطع طريقه بينما كان يغادر المكان قائلا له "والله مش همشيك إلا لما تقولي عملت كده إزاي".
الخدع بالنسبة لمحمود هواية، بينما الهندسة طريقه المهني. لا يعرف محمود سبب انجذابه لهذا النوع من الألعاب، ودأبه على تطوير نفسه فيها، وعدم رد أي طلب له للقيام بعرض جديد، فقط يعلم أنه يهوى الأمر "وردود فعل الناس أكتر حاجة بتخليني مبسوط".
فيديو قد يعجبك: