إعلاميون لبنانيون بعد تراجع الحريري عن استقالته: اليوم.. لا خوف على لبنان

بيار أبي صعب: يوم 22 نوفمبر "سيبقى بلا شك في تاريخ لبنان يوم إعادة ولادة زعيم حقيقي"

مكاوي: أتوقع مفاوضات لبنانية داخلية "شبه شكلية لن ترضى عنها أمريكا والسعودية"

كتبت – نانيس البيلي:

في كلمة ألقاها من القصر الرئاسي اللبناني في بعبدا، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أمس الأربعاء، تراجعه عن الاستقالة.

القرار وصفه كثيرون بأنه "خطوة خففت من أزمة سياسية كبرى"، حيث جاء بعد17 يومًا من إعلان الحريري استقالته المفاجئة، في خطاب متلفز من العاصمة السعودية الرياض، والتي تسببت في أزمة سياسية كبيرة، دخلت فيها أطراف دولية بينها السعودية وإيران وفرنسا ومصر.

وقال الحريري، في خطاب تلاه من القصر الرئاسي بعد لقاء مع عون: "لقد عرضت اليوم استقالتي على فخامة الرئيس عون، وقد تمنى عليّ التريث في تقديمها والاحتفاظ بها لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها السياسية، فأبديت تجاوباً مع هذا التمني".

"مصراوي" استطلع آراء عدد من الإعلاميين اللبنانيين بشأن القرار، الذي لاقى ترحيبًا منهم، ووصفه البعض بأنه يومًا سيسجل في تاريخ لبنان، وأن الأحداث الأخيرة أعادت رسم التحالفات على الساحة اللبنانية.

يوم إعادة ولادة زعيم

"موقف ليس مستغربًا من الحريري الذي يطالب دائمًا بحل الخلافات عبر التفاهم والحوار".. بهذه الكلمات عبرت الإعلامية اللبنانية رشا خطيب عن ترحيبها بقرار التراجع عن استقالته، فيما وصف الصحفي والناقد الثقافي اللبناني بيار أبي صعب يوم 22 نوفمبر بأنه "سيبقى بلا شك في تاريخ لبنان يوم إعادة ولادة زعيم حقيقي".

أما الناشطة اللبنانية بموقع "تويتر"، رانيا الخطيب، فقالت: الحريري بموقفه في التريث بتقديم الاستقالة أخذ قراراً شجاعًا يريد به أن يحمي الاستقرار الذي تنعم به لبنان.

وأشارت إلى أن الحريري أكد بموقفه سياسة النأي بالنفس، فهو لم يتراجع عن قناعاته أو ثوابته، ولكن المؤكد أن هناك "طبخة" دولية ما بين الدول الكبيرة الرئيسية لضمان استقرار لبنان.

تأثير سلبي على السياحة اللبنانية

وترى الإعلامية اللبنانية روعة أوجيه، أن التغطية الإعلامية الكبيرة للشأن اللبناني وتسليط الضوء على الأزمة السياسية في لبنان عقب إعلان الحريري استقالته من السعودية قبل 18 يومًا، لا يسهم أبداً في تشجيع السياحة بها بل على العكس تؤثّر سلبًا عليها.

وتوقع الكاتب اللبناني سمير مكاوي، أن يكون هناك مفاوضات لبنانية داخلية، ولكنها ستكون "شبه شكلية لن ترضى عنها الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية".

تغطية إعلامية واسعة للأحداث اللبنانية

وأشارت رشا خطيب التي تعمل مقدمة برامج بشاشة تليفزيون المستقبل اللبناني، إلى أن المحطات العربية واللبنانية أفردت مساحة واسعة لتغطية الشأن اللبناني خلال الأسابيع الماضية، وأوضحت أن استقالة الحريري كانت "حدثا غير متوقع ومفاجأة للجميع وكان من الطبيعي أن تسلط عليها الأضواء الإعلامية خصوصًا وأن لها تداعيات على الحياة السياسية اللبنانية".

كان الحريري أكد لحشد من المواطنين والأنصار الذين تجمعوا أمام منزله أنه باق معهم ولن يترك لبنان وسيدافع عن عروبته، وقال "أنا باق معكم، وسنواصل عملنا كخط دفاع عن لبنان، واستقرار لبنان، وعروبة لبنان".

ويعتقد مكاوي، الذي ينشر مقالات بعدة صحف لبنانية مثل النهار والمستقبل والأسبوع العربي، أن الأزمة اللبنانية الحالية هي بمقاس الخارطة الإقليمية، وأن اللاعبين فيها أكبر من شعوب وأنظمة الإقليم وأن حجمهم هو بحجم الدول العظمى من الولايات المتحدة الى روسيا، قائلاً "المسألة أكبر من الحريري وحزب الله".

استقرار لبنان أمل 2 مليون نازح سوري

وتلفت رانيا الخطيب إلى أن هناك حرص من معظم دول المنطقة على استقرار لبنان، لأهميته بهذه المرحلة خصوصا مع وجود مليوني نازح سوري في لبنان طموحهم الهجرة إلى أوروبا، ويعتبرون استمرار الاستقرار في لبنان هو استقرار لهم ويحافظ على أمنهم.

وقالت المذيعة بتليفزيون المستقبل اللبناني إن الحريري من صناع السلام ونجل رئيس الوزراء الأسبق الشهيد رفيق الحريري، وأنه بفضل حكمة اللبنانيين وقيادتهم وإرادتهم بالحياة تجنبت لبنان عدم الاستقرار الأمني.

إعادة رسم التحالفات على الساحة اللبنانية

الأحداث الأخيرة في أعقاب استقالة رئيس الحكومة خلقت جواً من الالتفاف حول الحريري، وأعادت رسم التحالفات على الساحة اللبنانية، بحسب ما يقول عدد من الإعلاميين اللبنانيين، ويشيرون إلى أن الحراك السياسي موجود دائمًا في لبنان الذي لم يكن معروفًا أبداً بأنه بلد هادئ، وأن سعد الحريري نفسه جاء رئيساً للحكومة بتسوية واتفاق لإخراج لبنان من أزمة فراغ رئاسي دامت عامين.

ويتطلع الصحفي اللبناني بيار أبي صعب إلى أن يتخذ الحريري خطوات مدروسة تكون بحجم ثقة اللبنانيين به، قائلاً "الآن صار سعد فعلاً زعيمًا وطنيًا شرعيًا وشعبيًا.. عساه يستمر بما يجعله على مستوى الأمانة، والحمد لله على سلامة لبنان".

لا خوف على لبنان

وفي حين استبعد الكاتب اللبناني سمير مكاوي اندلاع حرب أهلية في لبنان، أبدى تخوفه من وجود بعض المخاطر على لبنان خاصة فيما يتعلق بالمفاجآت لجهة الاغتيالات التي تستهدف الحريري وما أسماه بـ"تبدل جذري بمواقف بعض أحزاب الدرجة الثانية لصالح التهديد بقلب الطاولة في المشهد السياسي".

على العكس، تقول رشا خطيب: لا خوف على لبنان الذي اعتاد أن ينهض دائمًا بعد كل نكسة "كلني ثقة بحكمة الرؤساء الثلاثة".