"فقد كل الحبايب".. الحوف يودِّع أقاربه في الحادث و"الروضة تقطر دمًا"
كتبت - شروق غنيم:
اهتزَّت مشاعر مصطفى الحوف، أحد أبناء قبيلة السواركة، ظهر اليوم، حينما واتته الأخبار عن استهداف مسجد الروضة غرب العريش، بعد حوالي ساعة كان قد وصل إلى المكان، واطلع على المشهد، كان أبشع ما رأته عيناه "بِركة دم، والجثامين مُلقى بعضها فوق بعض.. "دي مجزرة".
يُذكر أن عناصر مسلحة، استهدفت مسجد الروضة غرب العريش، ما أسفر عن استشهاد 235، وإصابة 109 مدنيين، بحسب بيان النائب العام حتى كتابة هذه السطور.
نقلت عربات الإسعاف المُصابين، فيما ساعد "الحوف" في حمل الراحلين وإيداعهم داخل أكياس بلاستيكية في انتظار دفنهم، يُدقق النظر في الوجوه، فيتعرّف على الكثير منهم؛ منهم أولاد أعمامه، الجيران، الأصدقاء "والصُحبة اللي كنت لسة بشرب شاي معاهم إمبارح".
لم يكن الوصول إلى مكان الحادث سهلاً بالنسبة لابن السواركة، كانت قوات الأمن قد أغلقت طريق بئر العبد- القنطرة بعد ما حدث "اتصلنا بمسئولين عشان نقدر نعدّي"، قاد الحوف سيارته الخاصة ووصل إلى المكان ومعه أقارب آخرون.
بين المتوفين كانت وجوه غير مألوفة تمرّ على أهالي الروضة "ناس مش من المكان عدّت من قدام الجامع بالصدفة ونزلت عشان تصلي"، فيما يقول إن هناك قرابة الثماني جثامين لم يتم التعرف عليها حتى الآن، ويستقرون داخل المسجد المُصاب.
يروي له الأهالي ما جرى؛ شرع الخطيب في تلاوة خطبة الجمعة، فباغتت عناصر مُسلحة المسجد وفتحت النيران بكثافة على كل من فيه، حتى من حاول الفرار "واللي نجا كان واقع تحت جثة ميتة"، فيما يقول الحوف إنه "محصلش أي تفجير، هما حرقوا عربيات المُصلين اللي كانت برة".
كان الحدث قاسيًا على الحوف "وضع صعب أنك تفقد أكثر من عزيز عليك، واللي كانوا بيسندوك مرة واحدة"، يتلو بعض أسماء من رحلوا بحُزن "رمضان سليمان، عمر سليمان، محمد سليمان، عيد مشاور، موسى أبو نصير، ومحمد سجني، تقريبًا كل الحبايب".
ويعتبر كل من رحل من معارف الحوف من قبيلة السواركة "إحنا كلنا ولاد عم وفروع في العيلة".
مر اليوم بثِقل على ابن السواركة، يقف حاليًا في مدافن الروضة، تحتضن عيناه الراحلين وسط تواجد أمني كثيف وعمليات حفر، "لكن الأمن رفض أن يتم تصوير الدفن نهائيًا"، فيما يقول إن مئات من الأهالي يحضرون اللحظة للتشييع "مفيش بيت إلا وفقد اتنين أو تلاتة في الحادث ده، سواء عيال ولا شباب أو كبار".
فيديو قد يعجبك: