لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ذهب للعمل فساعد في نقل المصابين.. مراسل سيناوي يروي تفاصيل ساعات الرعب

05:41 م السبت 25 نوفمبر 2017

كتبت- دعاء الفولي:

في الثانية عشر ظهر أمس، الجمعة، سمع محمد درويش عن حادث إطلاق نار بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد. هرع المراسل التليفزيوني إلى مستشفى بئر العبد الذي يبعد عن مسكنه 3 دقائق بالسيارة، تسلّح صاحب الثلاثة وعشرين عاما بالكاميرا، لكن بمجرد وصوله المكان "سبت حاجتي على جنب وقعدت أنقل مصابين".

حينما وصل درويش المستشفى "كان عدد الشهداء 30 بس"، لكن الارتفاع الجنوني فيما بعد أفزع الشاب، سقط قلبه بعدما عايش مشاهد الدم والهلع. منذ حوالي أربع سنوات بدأ درويش العمل الصحفي أثناء دراسته بكلية الإعلام جامعة الأزهر . قرر ابن العريش البقاء فيها لنقل ما يحدث قدر المستطاع، لاسيما مع صعوبة دخول المراسلين من خارج سيناء.

"الوضع مأساوي".. هكذا يصف درويش ما رأى، لم يتمالك الشاب نفسه "غصب عني بدأت أشيل مع الناس المصابين والجثث"، سادت حالة من الهستيريا في المستشفى "محدش فينا كان فاهم الأعداد دي جاية منين.. عربيات الإسعاف كانت حرفيا بترمي الناس وتجري"، كما أن نقل المصابين صار يتم بواسطة السيارات الملاكي وعربات النقل.

أعلنت النيابة العامة، صباح اليوم في بيان رسمي، عن ارتفاع أعداد الضحايا في الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء، ليصل إلى 305 شهداء من بينهم 27 طفلا، وإصابة 128 آخرين.

3 ساعات قضاها درويش في المساعدة. رأى فيها مشاهد عدة؛ أطباء يداوون جروح المرضى في الشارع لعدم سعة المستشفى، سيدات تصرخ وأطفال، فيما لا ينسى مشهد كبار السن الذين حظوا بالنصيب الأكبر من الإصابات "عمري ما أنسى راجل كبير اتقطعت صوابعه كلها بسبب الحادثة وكان كأنه في غيبوبة مع إنه واعي".

بعدما استفاق درويش من الصدمة، فوجئ بمأساة أخرى؛ فبعدما هم أن يتصل بأحد أصدقائه من داخل بئر العبد "قبل ما أتصل بيه قلت أسأل عنه حد من اللي موجودين في المستشفى"، ليقول له الأخير إن صديقه اُستُشهد في الحادث.

مع بداية اليوم لم يتخيل درويش أن تسوء الأمور بذلك الشكل "بقيت أتصل بالممرضات أقول لهم انزلوا مع إنه يوم أجازتهم". مرارا شعر المراسل بالعجز "الناس مرمية على الأرض قدامي ومش عارف أساعدهم"، يحكي أنه مع توافد المتبرعين على المستشفى "مبقاش في أكياس دم تشيل"، كذلك نفاذ المستلزمات الطبية جعل الصيدليات الخاصة في المنطقة تتبرع أيضا بما لديها.

لن ينسى درويش وقائع اليوم أبدا "الواحد أول مرة يحس إنه بيشتغل غصب عنه". استكمل الأحداث بذهابه إلى القرية ليلا "كنت رايح أعزّي الناس وأحاول أعمل شغل"، لكنه وجد نفسه عاجزا عن ذلك للمرة الثانية، فما بين استياء الناس وحزنهم، اكتفى الشاب بالمساعدة في دفن الجثامين، متمنيا ألا يغطي حدثا مشابها مرة أخرى.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان