إعلان

كيف ساهمت صيدليات العريش في إنقاذ الضحايا؟

04:45 م الإثنين 27 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

لم يكن مستشفى بئر العبد مُجهزاً لاستقبال كم كبير من الضحايا، لذا كان الوضع مربكًا حينما وقعت العملية الإرهابية في قرية الروضة، انتهت المواد الطبية في لَمح البَصر، أزمة قاتلة غير أن صيدليات المنطقة فتحت أبوابها ومخازنها من أجل مد العون لإنقاذ الضحايا "دا شيء طبيعي في ظرف زي دا لأننا كلنا أهل" يقولها "أبوجبر أحمد" صاحب صيدليتين بالمكان.

كانت العملية الإرهابية التي وقعت في مسجد الروضة، أسفرت عن استشهاد 305 أشخاص وإصابة 128-بحسب بيان النائب العام- من بينهم 27 طفلا.

يوم الجمعة، أثناء توجه "أبوجبر" إلى مسجد الروضة للصلاة، أتاه اتصال، أبلغوه بأن حادث إرهابي وقع أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، هرول إلى هناك مفزوعًا، بينما يتصل بالطبيب المتواجد في الصيدلية التي يمتلكها بالقرية المنكوبة "قولتلها طلع كل الطوارئ اللي عندك عشان يسعفوا بيها الناس".

الطوارئ بالصيدلية تحتوي على "قُطن وشاش ومحاليل وإبر وغيرها من الحاجات الضرورية" فور أن وصل "أبوجبر" إلى مكان الحادث، أخرج ما يمتلكه من أدوية واحتياجات في تلك الظروف أمام صيدليته القريبة من المسجد"عملت كوم كبير وسبته للي حابب يستخدمه" ترك الباب مفتوحًا لمن يحتاج إلى أدوية ثم انطلق إلى مسرح الجريمة.

أدرك الرجل حين وصل للمكان ضرورة نَقل الضحايا إلى مستشفى بئر العبد الذي يبعد عن قريته أكثر من 30 كيلو "كنا اللي بنقدر نعمله في مكانا بنحاول بس الحالات كانت صعبة"، شعر أن قدرة المستشفى لن تسعفه في التعامل مع الضحايا "كان فيه مستشفى تاني هتفتح قريب، استخدموها عشان المصابين بس برضه الحاجة مكفتش".

نداءات مُتكررة تخرج من مساجد مدينة بئر العبد، تطالب الناس إلى المشاركة بالتبرع بالدم والمواد الطبية، انتقل "أبوجبر" إلى صيدليته الثانية ببئر العبد، استئذن صديق له في استخدام سيارته "حملناها كلها أدوية ومستلزمات طبية وجرينا على المستشفى".

جميع الصيدليات بمدينة بئر العبد ساهمت في إنقاذ الضحايا- وفق أبوجبر "لموا كل الأدوية والإسعافات من عندهم ومخازنهم وبعتوها على المستشفى" تكاتف كبير بين أهالي المدينة، كل من يستطيع فعل شيء لا يتأخر "جمعنا خيوط جراحة، أكياس الدم، بنج كلي ونصف ومحاليل وغيره".

في نهاية اليوم استقرت الحالات، بعضها نُقل إلى مستشفيات بالعريش والإسماعيلية والقاهرة، وصلت إمدادات، انهمك الأهالي في دفن الشهداء، وانتهى الطلب على الصيدليات التي فرغت من محتواها برضا تام لأصحابها "لو دخلت أي صيدلية في بير العبد وطلبت قطن أو محاليل غالبًا مش هتلاقي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان