إعلان

صاحبة الكلمة الأولى في منتدى شباب العالم: رسالتي وصلت وتمنيت دعمًا أكثر للأفكار

04:21 م الأربعاء 08 نوفمبر 2017

راتشيل سيباند

كتبت - دعاء الفولي وإشراق أحمد:

معها بدأت الكلمات الأولى لشباب العالم في مدينة شرم الشيخ. أطلت راتشيل سيباند بثقة أمام الحضور. بهدوء وإنجليزية تتكئ على مخارج ألفاظها أخذت تحكي قصتها التي بدأت قبل خمس سنوات، حين أطلقت أول موقع تكنولوجي في مالاوي –جنوب شرق إفريقيا، تشارك المستمعين قصص نجاح ساهمت في تكوينها بعملها الريادي في بلدها الإفريقي، قبل أن تفاجئ الجميع بدعوة طفل صغير يبلغ 10 أعوام، يدعى باناتشي كومبوجي، انضم إليها لتجري معه حديثا زاد من حماس التصفيق.

لفتت السيدة السمراء الأنظار، في زيارتها الأولى لمصر، التي استعدت لها منذ سبتمبر المنصرف، حيث تم إخطارها، ليس فقط بمشاركتها في منتدى شباب العالم، بل كونها المتحدث الأول في افتتاح ذلك الحدث.

لم يكن لدى مؤسسة أول مركز تكنولوجي في مالاوي، خلفية عن المنتدى سوى أنه فاعلية لالتقاء الشباب، حسبما قالت لـ"مصراوي"، لكن شعورًا حماسيًا تملّكها حين أرسل لها المنظمون بريدًا إلكترونيًا يؤكد مشاركتها "كنت أتشوّق للاستماع إلى تجارب الشباب الآخرين في مختلف أنحاء العالم".

درست راتشيل علوم الحاسب الآلي في جامعة رودس في جنوب إفريقيا، وولعت بالتكنولوجيا الرقمية، وكيفية استفادة بلدها الإفريقي الذي يعاني مشاكل اقتصادية، لذا حين بدأت راتشيل مؤسستها "mHub" لم تكن الفكرة من أجل الربح فقط "بل هي منظومة اجتماعية نسعى فيها لحل أزمات التكنولوجيا"، وذلك من خلال المواقع الإلكترونية والتطبيقات والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ثم استخدام الربح العائد لتعليم الأطفال والفتيات والشباب كيفية بدء مشروعاتهم الخاصة في مجال ريادة الأعمال.

1

في مجال التكنولوجيا بمالاوي، صنعت راتشيل بصمة لا تُخطئها عين؛ إذ قامت شركتها بتطوير تطبيق على الهواتف يُتيح للمواطنين التحقق من صلاحية هوياتهم الشخصية للانتخابات، في عام 2014، وقامت بتصدير الفكرة لتنزانيا عام 2015.

حين أرادت راتشيل دراسة علوم الحاسب الآلي، كان المجال مُغلقًا على الرجال "لكن مع المثابرة والإصرار أصبح لي مكان" تقول السيدة، قبل أن تضيف "وهأنذا أقف في مصر وأمثّل بلدي".

"جئت من أرض الحضارة الأولى، من الأرض الطيبة التي تسعى للسلام والحب. جئت من إفريقيا" بتلك الكلمات خطفت راتشيل انتباه الحضور في منتدى شباب العالم، الذي بدأ قبل ثلاثة أيام، ويستمر حتى 10 نوفمبر الجاري. أمام التصفيق المتواصل مع خطابها شعرت السيدة العشرينية "بالتواضع الشديد" حد تعبيرها، ذلك الإحساس فور كل إنجاز تحققه.

مازالت سيدة التكنولوجيا تذكر رد فعلها عام 2016، بعد اختيارها من قبل مجلة "فوربس" الأمريكية ضمن أفضل النساء الواعدات بمجال ريادة الأعمال تحت سن الثلاثين "تفاجأت للغاية، وسعدت في نفس الوقت"، لكن ذلك النجاح لم يكن الأول؛ إذ حصلت عام 2015 على منحة في شركة جوجل لاستكمال أبحاثها في مجال التكنولوجيا.

8 آلاف طفل وفتاة وشاب قام مركز راتشيل بتدريبهم منذ إنشائه إلى الآن، من بينهم اختارت الطفل باناتشي أن يشاركها وجودها في مصر. قدمت السيدة مسيرة المبرمج الصغير، قبل أن يظهر الصبي متحدثًا بنفسه، فمنذ علمت بمشاركتها في المنتدى لا يفارقها هدف رغبت في أن يبلغ الحضور "أردت أن يصل للجميع أننا نستطيع تنشئة عقول خلاقة ومبتكرة من عمر صغير، فمن الممكن أن نبتكر بصرف النظر عن العمر، اللون، الأسبقية".

2

أفكار واعدة تملكها السيدة، إلا أن تأسيس مشروع في مدينة راتشيل "كان أمرًا صعبًا.. إذ إن رأس المال الذي أردنا بدء شركتنا به لم يكن متوافرا"، بالإضافة لارتفاع مصاريف تأجير مقر للشركة، لكن مع الوقت استطاعت الشابة البالغة من العمر 29 عامًا تذليل تلك العقبات ثم الانطلاق.

ولأن أحد مصادر دخل مالاوي الأساسية هي الزراعة، فتعمل راتشيل على تطوير تطبيقات تتيح للمزارعين الاستماع للنصائح عن محاصيلهم بالصوت والصورة عبر الهواتف، وبطرق يسيرة، كما تحاول استخدام التكنولوجيا لتطوير برنامج يُحدد منسوب المياه الجيد الذي يفيد المزروعات.

ينتهي منتدى شباب العالم غدًا، تشعر راتشيل أن رسالتها وصلت للحضور "بشكل جيد جدًا"، تعود لبلدها لتعكف على مواصلة عملها، والموازنة بينه وتربية أبنائها الثلاثة، فيما تمنت لو حاز المنتدى على "دعم أكثر في التمويل والخبرة التكنولوجية للمبتكرين الشباب والأعمال الحرة لتطبيق أفكارهم وأعمالهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان