بحثًا عن "الوَنَس".. داليا تكتب وترسم على فيسبوك

كتبت - دعاء الفولي:

كان الرسم هو الأقرب لقلب داليا رشوان منذ صغرها، تُتقنه وتستمتع به، وحينما وصلت للمرحلة الثانوية عثرت على مدونة للشاعرة والرسامة سوزان عليوان "فعجبني أسلوبها عشان رسوماتها لطيفة وبسيطة"، تمنت الشابة ذات الـ23 عامًا لو تعبِّر عما يدور داخلها بنفس الطريقة، حتى جاءتها الفرصة بعد التحاقها بكلية حاسبات ومعلومات "لقيت نفسي في الرسم الديجيتال"، قبل أن يتحول الشغف إلى مشروع فني.

منتصف العام الجاري أنشأت داليا صفحة تحمل اسمها على موقع فيسبوك "كنت بنشر في الأول على صفحتي الشخصية بس لما بقى في متابعين أكتر قلت أعمل الصفحة".

لم تكن داليا ملتزمة دائما بكتابة الجُمل جانب الرسومات "بس لقيت إني وأنا برسم في جملة بتتردد في ودني.. فبقيت عايزة أسجّل الصوت دا على الورق"، كان ذلك منذ 3 سنوات، ومع الوقت تغيّر الوضع، صارت داليا ترسم أحيانًا بسبب جُمل بعينها "لو حاجة حركتني بفكر لها في رسمة"، سواء الكلمات من تأليفها أو لشخص آخر.

لا تفضّل الشابة اللوحات المزدحمة "بحس إن الرسمة بتعبّر أكتر لما تكون بسيطة"، تتشابه أعمالها في الإطار العام، لكن التفاصيل مختلفة تمامًا، ذلك النوع من الرسم يُسمى Illustrations، أو الرسم التوضيحي.

حينما بدأت داليا الصفحة كان غرضها مشاركة الفن مع الآخرين، مع الوقت قررت طبع لوحاتها على الأكواب وبيعها للراغبين، ثم نقلت فكرة الطبع للبورتريهات بأحجام مختلفة "بس في الآخر أنا مش برسم بالطلب، بحب الموضوع يكون تلقائي".

ردود أفعال جيدة تتلقاها داليا على ما تُقدم "بتبسط لما الناس تقولي رسوماتك بتدينا أمل"، لكن أكثر ما يسعدها "إنه الناس تهادي بعض بالرسومات دي أو تقولي إنها بتفكرهم بناس عزاز عليهم"، بين ما يقوله الناس تشعر الشابة بأن الأقرب لقلبها "الأعمال اللي بتعبر عن الامتنان والحب للأب والأم.. يمكن لأن أبويا وأمي ناس عظام فعلاً".

بعض الجُمل التي تخطها داليا مُبهجة، غير أن ذلك لا يتسق أحيانًا مع طابع رسوماتها الحزينة "معرفش.. يمكن مثلاً ببقى عايزة أصالح الرسمة بالكلام الحلو".. تتمنّى الشابة القاطنة بمحافظة أسيوط أن تتسع مساحة فنّها "وأعمل معرض في كذا محافظة"، إلا أن أمنيتها الأكبر أن يظل ما تُقدم مُلهمًا "يفتكروا شيء من الرقة برسوماتي.. نفسي أفضل أونِّسهم، خاصة في وسط الحياة اليومية المتعبة".