في حلوان.. تفاصيل اعتداء آخر أسفر عن مقتل "شقيقين"

كتب - محمد مهدي:
في مُحيط كنيسة "مارمينا" بحلوان التي شهدت اليوم، الجمعة، وفاة 9 مواطنين و5 مصابين في حادث إرهابي، ومقتل أحد العناصر الإرهابية، وضبط شريكه، وقع اعتداء آخر بمنطقة المشروع على محل للأدوات الكهربائية يملكه مسيحيان هما "روماني شاكر" وشقيقه "عاطف"، وفق بيان للكنيسة الأرثوذكسية، تسبب في مقتلهما قبل أن يلوذ الجناة بالفرار، وسط حالة من الرُعب بين الأهالي.

"سيد محمد" أحد أهالي المنطقة، كان في طريقه لشراء الإفطار لأسرته، قبل أن يدوي صوت إطلاق نيران في المكان، ليتحول الشارع الهادئ كعادته في يوم العُطلة إلى هرج ومرج. هرول الرجل الخمسيني إلى مكان الحادث "لقيت واحد ميت، وراجل تاني بيجري والناس اللي ماسكه سلاح وراه".

4 طلقات وصلت لأذن "ندى" طالبة الإعدادية بينما تجلس وسط زميلاتها تتلقى درسًا في مادة العلوم بمنزل معلمتها، المقابل لمحل الأدوات الكهربائية، هببن من الفزع، تاركات دراستهن ليجدن الدماء في كل مكان "كنا خايفين، مش عارفين إيه اللي بيحصل، وعايزين نطلع من المكان".

على مَد بصره، رأى "سيد" شخصين مسلحين يهرولان وراء شقيق القتيل "الناس بتقول إنه أخوه" قبل أن يُصيباه بطلق ناري، يسقط على أثره مضرجًا بدمائه، اندفع الجميع نحوه للتعرف على حجم إصابته "كان لسه فيه الروح، والناس عمالة تطلب الإسعاف عشان يلحقوه".

في منزل أستاذة العلوم، التوتر يملأ الوجوه، الطالبات لا يصدقن ما يجري، تتلقى كل منهن اتصالات من أسرتها للاطمئنان عليها، فيما ترغبن في انتهاء هذا الكابوس "لما عربيات الإسعاف وصلت الميس قالت لازم تمشوا قبل ما البوليس يجي والطريق يقف".

ابنة الـ 15 عامًا، شاهدت بينما تخرج من منزل أستاذتها، أحد القتيلين، مسجى على وجهه، أمامها مباشرة، وآخر بالوضعية ذاتها بعيدًا بأمتار "التاني كان مات ملحقوش ينقذوه". لم تعتد الطالبة ذلك المشهد، ارتجف بدنها وهي تبتعد عن مكان الحادث، فيما يتوافد ذوو الضحايا والمزيد من أهالي المنطقة.

رنين هاتف "سيد" لا يتوقف، يحاول الابتعاد عن الزحام من أجل الرد على أسرته، يقولون له إن هناك حادثًا كبيرًا في كنيسة "مارمينا"، فيحكي لهم ما شاهده بعينيه "الدنيا مقلوبة في المنطقة كلها"، بينما وصلت قوات الأمن لـ "المشروع" وفرضت كردونًا أمنيًا حول محيط الحادث، وسيطرت حالة التأهب القصوى.