بدون صلة قرابة.. "بيتر" يحمل اسم "إيفيلين" في عزاء شهداء حلوان

كتبت - رنا الجميعي وشروق غنيم:

في منتصف العزاء الجماعي المُقام بمطرانية العذراء لشهداء حادث كنيسة مارمينا بحلوان؛ وقف بيتر مُمسكاً بورقة مطبوع عليها اسم "إيفيلين شكر الله عطا الله".

يُخيل للمرء أنه أحد أقاربها لكنه حضر بمفرده دون أي صلة قرابة تربطه بالشهداء، حضر مشاركاً ومُعزياً فيما كانت دموعه قد تحجرت في مقلتيه.

يتجلى الحداد في كل ركن من الكنيسة، في الملابس، أعين الأطفال وشحوب وجوه الحاضرين حُزناً على سقوط 8 ضحايا من الأقباط في هجوم مسلح تبناه تنظيم داعش.

يحكي "بيتر" لمصراوي أنها المرة الأولى التي يشارك فيها موقف صعب هكذا "حضرت جنازات قبل كده لكن عمرها ما كانت مؤلمة زي المرة دي".

بنبرات مختلفة؛ مرّ اسم "إيفيلين" وأسرتها على مسامع بيتر، أحدهم يسأله بثبات عن موقع أقاربها داخل العزاء، أخرى تنهار في تلك اللحظة، يحاول الشاب التماسك، أن يربت على أحزانهم بعبارات الصبر، بينما نبع عيناه على وشك الانهمار حزناً.

الأمس كان أثقل بكثير على نفس صاحب الـ17 عاماً خلال مراسم الجنازة "لما سمعت العياط والصويت قلبي كان بيتوجع معاهم رغم إني معرفهمش".

فيما تسارعت وتيرة اللحظات الصعبة حينما استقرت الجثامين داخل التوابيت لبدء الصلاة "كله كان بيودع حبايبه بقهر، مش هنسى طول حياتي اليوم ده".

رغم صعوبة الأمس على نفسه، وتزامن يوم العزاء مع امتحاناته لم يتردد "بيتر" في التواجد مُجدداً "الناس دي زي أهلي مينفعش أسيبهم لوحدهم، لازم أجي أصلي وأدعي معاهم".