كيف تابع الفلسطينيون من أهالي "جزيرة فاضل" بمصر قرار ترامب؟ (فيديو)
كتبت – نانيس البيلي:
تصوير - ندى عمرو:
بترقُب يمتزج بالحُزن والغضب؛ جلس أهالي قرية "جزيرة فاضل" بمحافظة الشرقية والتي يسكنها بالكامل فلسطينيون، قبل دقائق من خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس الأربعاء، يعتصر الأسى قلوبهم، فالقرار المشؤوم الذي أعلنه "ترامب" باعترافه بأن القدس عاصمة لإسرائيل، أصابهم بوجعٍ عميق على وجعهم، وأسى على وطنهم الذين هُجروا منه بعد نكبة 1948.
"مصراوي" زار قرية جزيرة فاضل، وعايش مع الأهالي ردود الفعل على الخبر الصادم..
ضاربًا كفًا بالأخرى، يُطلق صيحات الغضب "ده قرار همجي، اليهود ياخدوا القدس بتاعتنا إزاي!"، جلس "شحتة سليمان"، رفقة زوجته وأبنائه الثلاثة داخل منزلهم البسيط بالجزيرة، يتابع خطاب إعلان القدس عاصمة للدولة العبرية، تعبيرات الصدمة والحِنق اعترت وجه الرجل الأربعيني، وأخذ أطفاله يسألونه ببراءة "هو ينفع إسرائيل تاخد القدس؟".
وجزيرة فاضل قرية يسكنها فلسطينيون، وتتبع مركز أبو كبير في محافظة الشرقية، ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 3500 نسمة، جميعهم من الفلسطينيين الذين نزحوا من منطقة بئر السبع في أعقاب نكبة 1948.
يروي "شحتة" حالة الغضب التي عمت القرية بعد الخطاب "الناس ملهاش حديث غير عن القدس، الوضع يزعل والناس حاسة باستفزاز"، ويقول إن ما زادهم غضباً هو شعورهم بتحدي ترامب للعرب بذلك القرار "بيقول أنا مضيت خلاص وبيوري للعرب أنا نفذت اللي في دماغي واللي معاكو اعملوه"، يصمت قليلاً ويصيح "هيرجع في القرار غصب عنه مش بكيفه.. ولو في إيدينا حاجة هنعملها حتى لو نروح القدس مشي".
بنبرة تملؤها الحزن والحسرة، تصف الزوجة "نعمة" القرار بالمجنون "حزينين ودمنا محروق على فلسطين والقدس اللي ضاعوا" وتقول إنهم يشعرون بالعجز لعدم تواجدهم في موطنهم "دي أرضنا وبلادنا لا قاعدين فيها ولا قادرين نعمل حاجة عشانها".
أمس الأربعاء؛ اعترف الرئيس ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل رسميًا. وزعم أن هذه الخطوة تصب في مصلحة عملية السلام، مُشيرًا إلى أنها تدفع قدمًا إلى اتفاق سلام مستدام بين الجانبين، بحسب قوله.
داخل القهوة الصغيرة بالقرية؛ اجتمع عدد كبير من الأهالي قبل دقائق من الخطاب "القهوة كانت مليانة على آخرها زي ما يكون فيه ماتش مصر في الكأس" يقول أحد سكان الجزيرة، ويضيف أنهم جلسوا يحبسون الأنفاس، ومع بدء حديث الرئيس الأمريكي وإطلاق قراره المشؤوم انفجر الجميع غضبًا "بقوا يضربوا كف على كف، وفيه اللي بقى يشتم ويتحسبن عليه، الكل كان مقهور على القدس".
قبل ساعة من الخطاب المرتقب؛ جلس الشاب الفلسطيني "أنور" أمام التلفاز بمنزله المتواضع بجزيرة فاضل، ومع ظهور الرئيس الأمريكي عبر الشاشة التحقت به زوجته وطفله "محمد" صاحب العامين "أول ما أعلن القرار أنا عيطت" يصف الشاب العشريني شعوره الممتزج بالصدمة والحزن، ويقول إن زوجته انتابتها حالة غضب، ولكنها أخذت تهدئ من روعه "مراتي بقت تطبطب عليا، دي مصيبة على كل العرب".
ومن جهة أخرى، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإعلان ترامب، وقال إن "أي اتفاق سلام يجب أن يتضمن القدس عاصمة للدولة العبرية"، وفق زعمه.
بين مواقع التواصل الاجتماعي ونشرات الأخبار؛ أخذ "أنور" ينتقل ببصره لمتابعة ردود الأفعال على القرار، ويقول إن الحسرة التي اختلجت نفسه جعلته يظل مستيقظًا حتى الفجر "النوم طار من عيني، كنت منهار على القدس اللي ضاعت مننا"، ويضيف أنهم يعتزمون الخروج في تظاهرة بالجزيرة للتعبير عن رفضهم للقرار، وكذلك تعليق صور القدس والمسجد الأقصى على المنازل.
يرى "أنور" خطورة القرار في كونه يُقوض أي أمل في حل القضية الفلسطينية "كنا قولنا القضية هتتحل قريب، كده انتهت للأبد، زي ما يكون جبتي واحد ودفنتيه في التربة، مش هيطلع تاني"، ويضيف أن ترامب تحدى العالم وانتقص من كرامة العرب "مش هيبقلنا مبدأ تاني، كرامتنا انداست خلاص".
فيديو قد يعجبك: