"الأنثى التي أنقذتني".. قصة امرأة هزمت شبح سرطان الثدي
كتبت- شروق غنيم:
عكفت غادة صلاح منذ عامين على تحويل تجربتها مع مرض سرطان الثدي إلى كتاب يحمل بين طياته كل المشاعر والمواقف التي خاضتها مع هذا المرض، حضرت ورش كتابة لتحسين أسلوبها، فكان "الأنثى التي أنقذتني"، وطُرِح الكتاب الخميس الماضي، عن دار الشروق، ويُشارك في معرض القاهرة للكتاب الدولي.
بدأت غادة رحلتها مع المرض منذ أربعة أعوام، اختبرت خلالهما مشاعر ومراحل مضطربة، وتقول لمصراوي إنها قسَّمت كتابها إلى 3 فصول؛ الأول يوثّق فترة التشخيص وصدمة معرفة إصابتها بالمرض وصولًا إلى بداية إجرائها عملية جراحية، والثاني عن محطات العلاج ومساندة الأسرة والأصدقاء لها، أما الثالث فيسرد حياة ما بعد السرطان.
آثرت غادة أن تكتب بطريقة "لقطات الكاميرا"، فخلال تجوُل القارئ داخل 3 سنوات من مقاومتها للمرض بالكتاب، يجد قصص مسّت قلبها وأثرت فيها. ومنحت غادة كل فقرة عنوانًا، سواء مقتطف من أغنية أو موقف غريب، أو مثل شعبي "متحوَّر".
"الجرح والدواء والخِل الغبي" من ضمن الأمثلة التي طوّعتها غادة وفق رحلتها، وتحكي عن السبب، إذ بعد كل عملية تُجريها، تخرج بـ"درنقة" متفرع منها أنبوبتين، صاحبتها غادة لمدة 18 يومًا، "كانت معايا دايمًا من وقت ما بصحى لغاية ما أنام عشان كدة سميتها خِل، وغبي بسبب الوجع".
تعتبر غادة أن الكتاب هدفه إلهام أي إمرأة تمُر بالمرض، حتى لا تشعر أنها تواجهه وحدها، في نفس الوقت تستهدف تغيير ثقافة المجتمع إزاء سرطان الثدي، الذي يعتبره البعض وصمة. فتقُص الكاتبة حكاية إمرأة حينما أُصيبت بالمرض، لم يتعامل معها أحد، ظنًا أن المرض مُعديًا.
ويحمل الكتاب معلومات طبية موثّقة في الهوامش أو عناوين مطبوعات مُفيدة لحاملات المرض أو تصحيح معلومات مغلوطة منتشرة، مثل كيفية التعامل مع الطعام، سقوط الشعر، النسيان بعد تناول العلاج الكميائي، والمشاعر "المتخبّطة" التي يمر بها النساء من العلاج الهرموني.
وتوضح غادة "بس ده مش في شكل إرشادات مباشرة، عشان ولا يكون تنظير أو كُتيّب.. الكتاب عبارة عن قصتي ومن خلالها نصائح طبية، اجتماعية، ونفسية"، وتتمنى غادة أن تُقدم ذلك في فقرة بالتلفزيون "هتوصل للناس أسرع".
ينصح البعض غادة أن تُغادر محطة تجربة المرض مثلما تتناسى من مرّت به، لكنها قررت تكريس حياتها من أجل مساندة من يخوضن التجربة "بعد ما دوقت حلاوة مساعدة الناس صعب أبعد".
بدأت علاقة غادة مع المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي كمتطوعة، لكن منذ عام ونصف تولت منصب مديرة مركز الخدمات، وتُعّد من خلال منصبها حملات لتشجيع السيدات بالكشف المُبكر، أو إمداد حاملات المرض بشعر مستعار، والدعم النفسي، كما تنظم جلسات يوجا بالضحك لرفع الحالة المعنوية.
لماذا عنوان الأنثى التي أنقذتني للكتاب؟ تحكي غادة أن قبل إصابتها بسرطان الثدي كانت شخصية أخرى؛ خجولة "ومش متصالحة مع شكلي" لكن التجربة غيّرت دفّة حياتها، وصارت شخصية أقوى ومُلهمة للآخرين.
تقول غادة "عملت صفقة مع الوحش-العلاج الكيماوي، وقولت زي ما بيشيل من صحتي، شعري، وحاجات كتير، لازم ياخد معاه الكراهية اللي بحملها لجسدي". وتضيف: "الأنثى اللي كنت حبساها طول عُمري، أنقذتني من المرض، وعملت لي طريق جديد في حياتي".
ساند الكاتبة في رحلتها كلٍ من عائلتها، أصدقائها، وابنائها الاثنين، وتنصح غادة -التي تُكمل عامها الـ51 بعد غد- كل من أُصيبت بالمرض "إن انتصار كل أنثى قُدِر لها أن تُصاب بسرطان الثدي، لا يكمن فقط في مقاومة مراحل علاجه، وإنما في التغلب على شعور أنه ينتقص من أنوثتها".
فيديو قد يعجبك: