لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"سندوتشات المدرسة".. ما فعله التضخم بطعام التلاميذ

03:28 م الثلاثاء 14 فبراير 2017

لم يتلق الأطفال المشاركين في هذا التقرير أي وجبات

كتبت – يسرا سلامة:
بدأت المدارس استقبال طلابها في النصف الثاني من العام الدراسي الحالي. وفيما يهم الطلاب بالذهاب، ينشغل بال والديهم بإعداد "سندوتشات" المدرسة، حيث يواجه الآباء أزمة بين أكياس طعام الصغار والتضخم الذي طال السلع الغذائية في الفترة الأخيرة.

قبل بداية النصف الثاني من الدراسة، استعدت مي صابر بشراء سلع الطعام لطفلتها "منة"، الطالبة بالصف الرابع الابتدائي، بجانب وجبة منزلية لطفلها "مصطفى" ذي الأربع سنوات. تتنوع وجبة الصغير بين اختيارات عدة، إما شطائر الجبنة واللانشون، بجانب الحلاوة أو المربى، أو سندوتشات المطعم الجاهزة "بتكلفني تقريبا 4 جنيه ونص لمنة وممكن نص التمن لمصطفى"، ولا تقل الوجبة اليومية كما تذكر الأم الثلاثينية عن ستة جنيهات.

في موجات الغلاء الأولى بالنصف الدراسي الأول استعانت الأم بصنع المربى منزليا، لكن ارتفاع أسعار السكر، جعل ذلك من الترف "الحاجة غليت نار.. الواحد مبقاش بإيده حاجة، والحالة واقعة مع الناس كلها". تستعين الأم كذلك بما تصنعه منزليا مثل البطاطس المحمرة أو البيض لطفلتها، ومع النصف الدراسي الثاني قلّصت استهلاك الجبنة الرومي؛ لتضاعف سعرها من 40 إلى 80 جنيها.

تبتسم الأم حين تأتي سيرة الألبان "ولادي الاثنين ملهومش تقل عليه"، ما يجعل الحالة أصعب على صابر أنها تركت عملها بعد وعكة صحية ألمت بها في حملها الأول، فيما يعمل زوجها باليومية، بعد واقعة تسريحه من أحد الشركات الخاصة منذ عامين؛ نتيجة تصفية الشركة.

وقبل عودة الدراسة بيوم واحد، أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن تسجيل التضخم السنوي لأعلى مستوياته خلال شهر يناير، ليصل إلى 29.6%، وكان التضخم (24.3%) في ديسمبر2016، وأوضح الجهاز في بيانه أن معدل التضخم ظهر في ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن والحبوب والمواد الغذائية، إذ زادت الحبوب بنسبة (9.0%)، ومجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة (11.5%)، ومجموعة الزيوت والدهون بنسبة (11.9%)، ومجموعة السكر والأغذية السكرية بنسبة (3.8%).

لم تعد وجبة الإفطار بنفس الكمية التي اعتاد رجب عطية شرائها لطفليه. يبحث العامل كفرد أمن بشركة خاصة والعائل لطفلين أكبرهم 16 عاما، عن طرق بديلة للتوفير، وهى الزيارة الأسبوعية لأحد المحال الشهيرة في منطقة إمبابة، يحصل منه على كيلوات الجبن والألبان وسط العروض، غير أن التخفيض لم يوفر له فرق جيد في الأسعار.

يكتفي الرجل الأربعيني أسبوعيا بـ6 بيضات بحوالي 9 جنيهات لأطفاله، حيث يقول إن البيض تجاوز مرحلة الجنون "البيضة كانت 75 او 80 قرش بقت بجنيه ونص يعني الضعف في كام شهر". كما يعاني أيضا من ارتفاع منتجات الألبان إذ وصل سعر كيلو اللبن إلى 10 جنيهات "وعلبة الجبنة الصغيرة اللي كانت بـ2 جنيه دلوقتي بقت بـ4 جنيه"، والعلبة أم 4 جنيه بقت بـ7 جنيه".

ومن الألبان للحبوب، تقلصت عدد أرغفة الفينو اليومية لأطفال رجب "بعد ما كنت بجيب 25 رغيف اكتفيت بـ20 جنيه في اليوم لينا إحنا الأربعة"، تتكلف الأرغفة نفس المبلغ بواقع خمسة جنيهات، مضيفا "الرغيف قل حجمه وبقى قد القلم الجاف"، يعزي الأب حاله "إحنا ممكن نيجي على نفسنا علشان عيالنا ياكلوا كويس، إحنا ممكن نقلل في استهلاكنا عشانهم".

لا يحرم رجب طفليه من مصروف يومي يصل إلى 3 جنيهات، وبحسبة بسيطة أدرك الرجل إنه ينفق قرابة 500 جنيه أسبوعيا على وجبات الإفطار فقط لطفليه، ومنذ غلاء الأسعار لم تتنزه أسرة رجب "آخر مرة كانت من 3 أسابيع.. وحتى لو الخروجة رخيصة برضه بتأثر على الميزانية".

فشل رجب في الحصول على بطاقة تموينية، وضع عليه عبئا زائدا، ليصبح واحدا ممن ينتظرون دعم الحكومة، وذلك في الوقت الذي أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في يوليو الماضي زيادة نسبة الفقراء لتصل نسبتهم إلى 27%، ووصفهم بأنهم "لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغير الغذاء".

لم يتلق الأطفال المشاركين في هذا التقرير أي وجبات غذائية بمدارسهم الحكومية، فيما تفكر نورا شعبان في طرق مبتكرة لطفليها حتى لا تشعرهم بانخفاض قيمة الجنيه أمام السلع، مثل حبهم للحلاوة بالقشطة، إذ تصنع القشطة بالمنزل، لكن سعر الحليب المرتفع كذلك هو أحد الأزمات. وتقول الأم العشرينية "الطفل ملوش دعوة بارتفاع الأسعار".

تحضر الأم الإفطار لطفليها علي( 7 سنين)، وعبد الرحمن (3 سنوات)، فيما تحضر كيس طفلها "بجيب جبنة من البيضاء السايبة وممكن لانشون وحلاوة حسب الأيام، بياخد مثلا أربع أرغفة في اليوم"، تذكر الأم أسعار مكونات ما يتناوله طفلها "كيلو الجبنة 37 جنيه، وبتكفي مثلا 15 يوم، الحلاوة القطعة الصغيرة بجنيه، البيضة بـ1.5، والفينو الأربعة أرغفة بـجنيه، وبرطمان مربى في الأسبوع بـ12 جنيه".

تحاول الأم تدبير 2 جنيه يوميا للطفل كمصروف بجانب وجبته، كما لا يتوقف علي عن طلب الزيادة خاصة بعد ارتفاع الأسعار، وتذكر الأم القاطنة بشبرا الخيمة "المشكلة أن الزيادة مش جنيه ولا اتنين.. دي تقريبا الضعف، وفي سلع أساسية، يعني مش هنقدر ما نشتريش لعيالنا ألبان وبيض وجبنة".

لا تتوقف تساؤلات الصغيرة "منة" عن الفاكهة كما تقول والدتها مي صابر، تذكر الأم أن "الفاكهة أسعارها غليت علينا وبنحاول نوفرها على قد طاقتنا"، وتجد الأم "نورا" الحل الذي أمامها بشراء الكميات الكبرى في العروض "ممكن لما اشتري للشهر يبقى أوفر"، فيما يقول الأب رجب "أنا عمري 43 سنة عمر ما شفت الغلا ده في حياتي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان