شعر الأبنودي يتحول إلى لوحات فنية على يد "الدمرداش"
كتبت-رنا الجميعي:
لم يكن الشعر قريب لقلب المصور والرسام "محمود الدمرداش"، لم تُصادفه قبلًا قصائد ليقرأها، إلا أنه، ومنذ شهرين تحديدًا، سمع الشعر العاميّ بصوت عبدالرحمن الأبنودي، لتستوقف أذنيه قصيدة بعينها، يقول الأبنودي في افتتاحيتها "شهرين دلوقت.. من يوم ما عنيكي يا فاطنة بلت شباك القطر.. لسوعت بدمعك ضهر يدي، لحضتها قلت لك: قبل ما عوصل عتلاقي جوابي جي".
حينما سمع الدمرداش قصيدة "جوابات حراجي القط"، قرر تحويلها للوحات فنية "مليانة مشاعر وكلام على أد ماهو بسيط فيه تشبيهات جميلة"، أحبّ المصور أهل الجنوب، وحفظ وجوههم كـ"بورتريه"، وهو ما جعله أكثر قُربًا لهذه القصيدة بالتحديد "بحس إني بتفرج على فيلم".
رغم غرابة الفكرة، إلا أنها المرة الأولى التي يُترجم فيها الدمرداش شعر إلى لوحة فنية، وهو ما كان غريبًا أيضًا على "نيهال كمال"، زوجة الأبنودي، حينما عرفت بالحدث الثقافي الذي سيُقام في الثالث من شهر مارس القادم، بجاليري فكرة، حيث ستكون السيدة نيهال ضيفة شرف المعرض.
تنقسم القصيدة إلى 23 خطاب من حراجي القط، العامل في السد العالي، إلى زوجته، لكل جواب لوحة يرسمها الدمرادش بريشته، بينما يستمع ويقرأ مناجاة حراجي لفاطنة، يقول الدمرداش إن كل خطاب يستحضر مشاهد في ذهنه، ويحوله إلى رموز وأيقونات مرسومة، ولم يعتمد فيه على الرسم الكلاسيكي.
اختير يوم الثالث من مارس تزامنًا مع العيد القومي لمحافظة قنا، التي جاء منها الأبنودي، ولا يقتصر المعرض على لوحات الدمرداش فحسب، بل سيشغله أيضًا صور لمحمود الهواري من قرية أبنود، مسقط رأس الشاعر.
أكثر ما تأثر به الدمرداش في خطابات حراجي القط، هو الجواب الأخير "فيها فلسفة كبيرة"، الذي يشرح فيه لفاطنة كيف أحبّ عمله بالسد العالي الذي علّمه الكثير، يقول الأبنودي بالجزء الأخير من الخطاب "عمري السابق ضاع.. لا فاكر له سنين ولا أشهر ولا أيام.. أنا كل اللي عشته ف عمري..كان في الست أعوام في السد..صحيح أنا شارب فيه المر.. لكن للمر يا فاطنه هنه.. طعم غريب.. غير مر الجبلاية تمام.. أنا هنا مولود موجودمفقود.. مع بعض".
فيديو قد يعجبك: