لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد أسبوعين من اقتياده.. مصراوي يكشف تفاصيل اختفاء شاب قسريًا

04:30 م الأحد 05 فبراير 2017

كتب- محمد زكريا:

مساء الثلاثاء السابع عشر من يناير الماضي، ترددت "حنان كريم" على غرف أبنائها الأربعة، اطمأنت الأم على سلامتهم، توجهت إلى غرفتها للنوم في أمان، غير أن ساعات قليلة مضت، حولت ليلتها الهادئة إلى يوم عصيب، بعد أن اقتادت "قوات الأمن" ولدها الأكبر "أحمد صبري"، فيما تظل الأسرة حتى اللحظة تجهل مصير الشاب الذي لم يتعد عمره الـ19 عامًا.

في الثالثة والنصف فجر الأربعاء، فزعت الأم من نومها، بعد أن ضجت أرجل ثقيلة مدخل منزل الأسرة القابع بحي العباسية بالقاهرة، حاولت الأم تفهم الأمر، وفي دقائق قليلة كان الرعب يحتل ملامحها.

"سمعنا شتيمة ورزع على الباب" تقول الأم بصوت مبحوح، توجهت الأسرة مُسرعة نحو باب الشقة، فتحت الأم: "لقينا شرطة، وناس مُلثمة باين عليهم أمن دولة، وكانوا عدد كبير مش صغير".

بعد دخول قوات الأمن إلى الشقة، تساءل أفراد الشرطة عن أعضاء الأسرة بالكامل، احتضنت الأم بناتها وولديها، لم يمر الكثير من الوقت "نيموا أحمد وأخوه على الأرض، خلوهم يحطوا أيديهم ورا ضهرهم زي ما بنشوف في التلفزيون، وحطوا رجليهم على ضهرهم" حسب رواية "حنان كريم"، وسط مطالبات الأم وبناتها بالكف عن الأمر.

تساؤلات الأم لا تتوقف "قعدت أقولهم بتعملوا فيهم كده ليه"، جاءها الرد من شرطي "هناخد منهم كلمتين ونسيبهم"، قبل أن يطالبها آخر بإحضار جميع الأجهزة الإلكترونية التي يحويها المنزل "جبنالهم لاب توب وآي باد وكاميرا، ودي حاجات تخصنا كلنا، وعليها صور البنات الخاصة، ورغم كده خدوها".

دقائق ثقيلة مرت، تم حجز الأم وبناتها داخل غرفة بالمنزل، فيما "وقف أمين شرطة على الباب عشان منخرجش". بعدها تم نقل ولديها كلًا في غرفة منفصلة لاستجوابهما "سمعنا الصوت وهما بيضربوا أحمد بالقلم". وقبل أن تمر ربع ساعة كاملة، غادرت قوات الأمن منزل الأسرة ومعها "أحمد".

على سلالم منزل الأسرة، رمقت الأم "باب العمارة مكسور"، حدثها حارس العقار عن سؤال الأمن لحظة قدومه عن "العيل اللي بيسوق العربية"، سرحت الأم قليلًا، تساءلت في صمت "أنا مش مصدقة أن ابني يكون عمل حاجة". تقول الأم في غضب: "ده بيغني في فرقة مسرح حبايب مصر، وطفل مرفه بيلف بالعربية في المنطقة ولا له في السياسة ولا في غيرها".

الدقائق تمر ساعات، توجهت الأسرة بالكامل إلى قسم الوايلي "روحنا حافيين بالبيجامات"، تساءلت الأم عن مصير الطالب بالصف الثاني الثانوي "قالولنا مش عندنا"، تعرفت بنتها الصغرى على أمين شرطة كان مصاحبًا للقوة الأمنية "المُقتحمة" لمنزلهم، بعدها رد أحد الضباط على طلبهم المُلح قائلًا: "أمن الدولة خدوه، رَوحوا عشان متتبهدلوش".

لم تستسلم الأسرة للأمر، توجهت إلى "قسم أول مدينة نصر" ومنها إلى "قسم ثاني" بنفس الدائرة، بعدها بأيام استعلمت الأم عن الابن بداخل قطاع الأمن الوطني، فيما جاءها النفي قاطعًا "مفيش أي جهة رسمية قالت إن أحمد عندهم"، بعدها أرسلت الأم تلغرافات للنائب العام ووزارة الداخلية ونيابة الوايلي، في الوقت التي تتواصل فيه الأسرة مع عدد من المحامين.

على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، نشر أسامة الجوهري، محامي أحمد صبري، فيديو يشير فيه إلى "استغاثة أسرة أحمد صبري"، ويؤكد بنفس المنشور أن "أسرة أحمد لديها فيديوهات لكاميرات مراقبة العمارة موثقة لحظة الاعتقال"، ويضيف المحامي عبر الفيديو: "الخوف من فكرة الاختفاء إنه ممكن يكون بيتعذب ومش هنعرف نثبت ده.. وحتى لو عنده تهمة الموضوع المفروض يمر من خلال النيابة".

يقول أسامة الجوهري، في حديث تليفوني لمصراوي، إنه قام بتقديم بلاغ إلى المحامي العام لنيابات غرب القاهرة، يحمل رقم 165 عرائض غرب القاهرة، يختصم فيه مدير مباحث الأمن الوطني ومأمور قسم الوايلي ورئيس مباحث الوايلي، باحتجاز الطالب الثانوي دون وجه حق.

ويضيف المحامي، أنه تم إحالة البلاغ إلى نيابة الوايلي الجزئية، وفي انتظار سماع النيابة لأقوال أسرة أحمد صبري.

حاول مصراوي التواصل مع اللواء طارق عطية، مساعد وزير الداخلية للعلاقات العامة والإعلام، واللواء خالد فوزي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، ولم يتسن لنا الحصول على رد.

حتى اللحظة لا تعرف الأم مصير ولدها الغائب "مبنمش من غير مهدئات، بتجنن لما بفكر أنه ممكن يكون مش بخير"، يزيد جنونها مع مرور يوم جديد دون الحصول على إفادة بصحة حياة ابنها "ده حتى لو متهم، في حاجة اسمها محكمة.. بس مش هنسيب حقه وهنفضل نسأل بحرقة أحمد صبري فين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان