في المولد.. "خيمة كرم" 20 سنة "صدقة جارية"
كتب-شروق غنيم وإشراق أحمد:
موت الجد كان لحظة فارقة في حياته؛ تحول كرم سعيد من صبي صغير يمضي مع جده إلى الموالد على مضض، إلى صاحب مضيفة، يفتح ستائرها البالية للمترددين على الموالد أينما كان مكانها.
ارتبط كرم بوالد أبيه. دون إخوته اصطحبه في كل مكان، تعلق بجلبابه. كان المولد وجهة أساسية للحاج أحمد عبد الجواد، يقصده لإطعام الفقراء والمساكين من خلال "نصبة" يقيمها، وحرص أن يشاركه حفيده ابن السبعة أعوام.
لم يكن ما يقوم به الرجل المسن أمرًا محببًا للطفل، الذي لا يرغب في شيء سوى حلوى المولد، ومناكفة "المقاطيع" المترددين على مضيفة جده كما كان يسميهم، لكن بعد وفاته؛ غاص كرم في حزن شديد، فاق منه على رغبة في استكمال ميراث الحاج عبد الجواد، فقرر وهو ابن السابعة عشر عامًا ألا يبرح الموالد ولا أهلها، وأن ينذر كل مكسبه من بيع الخضار والفاكهة لأجل خدمة البسطاء، فصارت خيمة كرم في المولد "صدقة جارية" على روح الجد.
يختار كرم مكان خيمته بعناية؛ ينصُبها آخر شارع يعّج بمظاهر احتفالات المولد، كي يقي نفسه الزحام، فضلًا عن إحاطة الخيمة بمقامين "عشان أبقى جوار الأولياء". لا يُغادر ابن العقد الثالث من العُمر، المكان إلا للصلاة، يلفظ الطُرق المختلفة للاحتفال "المولد هنا في خيمتي". على مدار 10 أيام يُعد كرم الأطعمة؛ مكرونة، بطاطس، كوسة وأرُز. ألوان مختلفة يُقدمها للوافدين إلى جانب إعداد أكواب الشاي والحلبة "كُله لأجل سيدنا الحسين والأولياء الصالحين".
فيديو قد يعجبك: