إعلان

رغم عزل "مرسي".. "وليد" مسجون بسبب التظاهر ضد "الإخوان"

11:15 ص الأربعاء 22 مارس 2017

كتبت- دعاء الفولي:

منذ أسبوعين تلقت والدة وليد محمد اتصالا من محاميه، يخبرها فيه بالحكم على ابنها بثلاث سنوات باتهامات منها "التجمهر واستعراض القوة، وقطع الطريق العام". بُهتت السيدة الأربعينية عند سماع الخبر، كما حدث مع المحامي مختار منير، إذ أن القضية التي صدر فيها الحكم على الشاب ذو الـ25 عاما، يرجع عهدها لتظاهرات شارك فيها مطلع 2013، ضد حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي.

آخر إبريل من العام 2013 سمع محمد عن مظاهرة تُنظمها حركة تمرد، ضد السياسات الاقتصادية للدولة، فلم يتردد قبل الانضمام.

أمام قصر الاتحادية اجتمع المحتجّون، باغتتهم الشرطة لتفض المظاهرة في دقائق ويلوذ البعض بالفرار، غير أن أحد أصدقاء الشاب وقع في أيدي الضباط، وحينما حاول التفاهم مع أفراد الأمن تم القبض عليه وترحيله إلى قسم مصر الجديدة، لتبدأ رحلته مع القضية رقم 5976 جنايات مصر الجديدة.

"قعد في الحجز شهر وبعدين خرج إخلاء سبيل على ذمة القضية"... تقول كريمة محمود-الوالدة-لمصراوي. في تلك الفترة كانت تظاهرات 30 يونيو على وشك الاشتعال، فأعاد الشاب كرّة المشاركة على أمل إزاحة الرئيس وتغيير الأوضاع للأفضل "كان وقتها الدنيا معاكساه في الشغل ونزلت معاه نتظاهر بس أدينا في الآخر مخدناش حاجة".

2

تخرّج محمد في أحد معاهد السياحة والفنادق، ليعمل في أحد شركات الأطعمة. كان ينوي الانتهاء من الدراسة والسفر إلى فرنسا ليعمل مع والده، غير أن تتابع الأزمات حال دون ذلك.

في نوفمبر الماضي علم محمد أن أحد أصدقائه الذين تم القبض عليهم من أمام الاتحادية اُعيدوا للسجن مرة أخرى "بعد ما القضية اتفتحت تاني بسبب تحريات الأمن الوطني" حسبما يقول المحامي مختار منير.

لم تمر أيام قلية حتى تم القبض على الشاب من مقر عمله بمدينة الشيخ زايد "فضل في قسم زايد وبعدين راح قسم مصر الجديدة تاني والقضية راحت في النهاية لنيابة استئناف القاهرة ومن وقتها وهو في سجن طرة".

اعتادت الأم زيارة الابن أسبوعيا، تتردد حالته النفسية دائما بين التفاؤل واليأس "كان بيقولي إنه أكيد مش هياخد حكم لأنه كان بينزل ضد مرسي ومعملش شغب"، فيما تؤكد الأم على حديثه، واعدة نفسها بحياة هانئة بصحبة ابنها الأكبر.

يقول منير إن تحريات الأمن الوطني، صبّت في صالح الشاب، إذ جاء فيها أنه خرج للتظاهر "ضد حكم محمد مرسي المعزول وجماعة الإخوان الأرهابية"، ما يعني أن التجمهر لم يكن إلا للاعتراض على الحاكم الذي خرج ضده الشعب عقب ذلك بأشهر "لو وليد بيتحاكم عشان نزل ضد الإخوان يبقى كل اللي نزل 30 يونيو متهمين كمان".

1

اعتمد المحامي على التحريات ليثبت براءة موكله مما نُسب إليه "اختلاف الظرف السياسي وأحوال البلد يبطل التهم"، حسبما يقول منير، موضحا أنه عرض على المحكمة شهادات تكريم للشاب من عمله، مؤكدا ابتعاده عن المجال السياسي عقب تظاهرات يونيو 2013، بينما أضاف المحامي أن الحُكم الذي تلقّاه الشاب أغلظ من آخر تلقاه أصدقائه في نفس القضية "بس الفرق إنهم في دايرة محاكم تانية غير وليد فاتحكم عليهم بسنة".

منذ أكثر من شهر لم تستطع الأم رؤية ولدها "هو سندي ودُنيتي واللي طلعت بيه"، تتجهز لزيارة مُحتملة في الأيام القادمة، لا تعلم كيف ستواسيه بعد الحكم "كان اللي بيصبّره إنه هيسافر، كان شايف إن البلد مش بتاعتنا.. دلوقتي لو فضل جوّة هيحصل له إيه؟"، وفيما صار تدبير الأمور المالية للمنزل أصعب، لا أمل للوالدة سوى الطعن الذي سيتم تقديمه على الحكم، ثم انتظار النتائج.

فيديو قد يعجبك: