إعلان

تاريخ حافل لمكتبة الموصل وبصمة سوداء لداعش

04:01 م الأربعاء 22 مارس 2017

كتب – محمد الصباغ:

شهد العراق فاجعة ثقافية وحضارية منذ أكثر من عامين، وتحديدًا في فبراير 2015، فقد وضع إرهابيو تنظيم داعش بصمتهم على جامعة الموصل بعد الاستيلاء على المدينة.

وأحرق التنظيم آلاف الكتب والمخطوطات التاريخية داخل مكتبة الجامعة المركزية، والتي وضعت منظمة اليونسكو بعضها على قائمتها للمواد الواجب حمايتها لأنها نادرة.

وحررت القوات العراقية جامعة الموصل ومكتبتها من التنظيم في يناير الماضي في إطار حملة عسكرية لتحرير مدينة الموصل، وصل فيها عدد النازحين من شطري المدينة منذ انطلاقها إلى 355 ألفا.

وخرج 181 ألفا من غرب الموصل منذ بداية العمليات لاستعادة الشطر الغربي، وفقًا لمصادر حكومية عراقية لرويترز.

وقالت إيرينا بوكوفا رئيس منظمة اليونسكو، في بيان لها آنذاك، إن ما حدث "واحد من الأفعال التدميرية المفجعة في المكتبة على مر التاريخ البشري"، مضيفة إلى أن التدمير شمل متاحف ومكتبات وجامعات في الموصل.

أحرق التنظيم آنذاك المكتبة المركزية، وبها نسخ لجرائد منذ بداية القرن العشرين، بجانب خرائط تاريخية، ومجموعات كتب تعود إلى العصر العثماني. ولم يتوقفوا على ذلك بل قاموا بتفجير المبنى.

أنشأت مكتبة الموصل المركزية، وفقًا لموقعها الرسمي على الإنترنت، عام 1967 وتعاقدت جامعة الموصل آنذاك مع شركة دانماركية لتأثيث المكتبة.

احتوت المكتبة على مجموعة مطبوعات بلغت أكثر من نصف مليون مادة ثقافية، وصحف أجنبية وعربية ومجموعات أخرى مثل رسائل الدكتوراة والمطبوعات الحكومية والكتب التي تصدر عن المنظمات التابعة للأمم المتحدة والكتب النادرة وغيرها.

وقال رئيس جامعة الموصل الأستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي، في تصريحات لصحيفة الخليج، الشهر الماضي إن خسارة مباني جامعة الموصل كبيرة لكن الخسارة الأكبر تتمثل في مكتبة الجامعة المركزية.

وقال إنها "لا تعوض، لكونها أفضل مكتبة جامعية على مستوى العراق، كانت تضم أكثر من 70 ألف كتاب، وكم هائل من أعداد قديمة لمجلات علمية وبحثية ووثائق ومستندات، بجانب آلاف المخطوطات النادرة والأثرية".

كما تحدث الروائي العراقي، محود سعيد، عن المكتبة معتبرًا أنها ما جعله كاتبًا.

وعن تاريخ المكتبة قال إن الأموال المخصصة لها كانت قليلة وغير كافية لشراء الكتب التي كانت عادة تُطبع في بيروت أو القاهرة.

وأضاف أن القراء الأثرياء والمتخصصين من الطبقة الوسطى مثل الأطباء والمهندسين كانوا قادرين على شراء الكتب، وكانوا يقرأون الجديد لكن لا يحتفظون بها لأنفسهم بل يضعونها في خزانة بمكتبة الموصل. وبعد ذلك، هذا الكتاب يكون متاحا لكل القراء.

وقال في حوار سابق مع موقع الأدب العربي، في عام 2015، إن بعض الكتب كانت ممنوعة في العراق لكن بعض القراء كانوا يؤمنون بالديمقراطية ويشترون الكتب في مختلف المجالات مثل الشيوعية والاشتراكية والجنسية والتي كانت ممنوع تداولها في البلاد.

وقال "كانت أغنى مكتبة في العراق.. بعد مكتبة بغداد العامة".

أجبر داعش الأساتذة بمكتبة الموصل على النزوح ودمر المكتبة تمامًا، لكن هناك من يحاول الحفاظ على التراث الثقافي للمدينة وللعراق، حيث أنشأ أحد المؤرخين مدونة "عين الموصل" ومن خلالها بدأ في البحث عن مصادر لإحياء المكتبة وإصلاحها بعد تدمير داعش.

وجمع المؤرخ الذي لم يذكر اسمه خوفًا على حياته الشخصية، حوالي 200 ألف كتاب كتبرعات دولية لإعادة المكتبة وغيرها في أنحاء العراق.

وروى الرجل ما حدث بعد فترة قصيرة من دخول داعش للموصل، وقال "أحد المحاضرين قال لمقاتل من داعش، ماذا نفعل بكتب شكسبير؟ نحتاجها لتعليم الطلاب اللغة الإنجليزية. ليرد الداعشي: وماذا قدم شكسبير للمسلمين؟"

وتابع المؤرخ "أدركت منذ هذه اللحظة ما سيفعله تنظيم داعش".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان