في مهرجان الزهور.. "الجلاد" يحوّل الأشجار لقطع فنية
كتبت- دعاء الفولي وشروق غنيم:
في بداية حقبة التسعينيات كان عمر هشام الجلاد لا يتجاوز السادسة والعشرين عامًا، أنهى الشاب دبلوم الزراعة، لكنه هام حبًا في المهنة "شفت وقتها جذع نبات على شكل رجلين فقلت أجرب أعمل حاجة جديدة". بمقص حديدي أخذ يشذب الشجرة حتى خرجت في هيئة ديك "كانت الفكرة اختمرت في دماغي وقررت استمر".
المحاولة الجادة الأولى لصاحب الأشجار كانت في لفظ الجلالة "جبت شجرة كبيرة وبدأت اتعامل معاها"، لم يكن الأمر يسيرًا، فالنبات لا يطيع الآلات دائمًا "خلصت الكلمة كلها بس حرف الهاء فضل يبوظ مني"، استمر دأب الجلاد، حتى أنهى الشجرة بعد ٣ أعوام.
سنوات، شهور، ثم ساعات.. تطورت قدرة الجلاد كذلك على تشكيل النباتات، لكنه لم يكن قد عرف طريق المعارض بعد، إلى أن جاءته فرصة الانضمام لمعرض الشباب الذي أًقُيم بدار الأوبرا عام ٢٠٠٢ تحت رعاية وزارة الثقافة "شاركت بلفظ الجلالة لكن على نموذج شجرة مصغر"، علم الرجل الخمسيني أن حصوله على عضوية نقابة الفنانين التشكيليين سيصقل مهنته وموهبته، وهو ما تحقق عقب ذلك المعرض.
صار الجلاد ضيفًا على أكثر من مناسبة زراعية "شاركت في معرض صحاري الدولي وآخر معرض كان فلورا إيجيبت سنة ٢٠١٠"، أثناء وجوده في الأخير أُعجب المسؤولون بما قدم، طلبوا منه الذهاب إلى هولندا لتمثيل مصر في إحدى معارض الزهور الدولية "لكن الثورة قامت فكل حاجة اتلغت".
عام 2005؛ كان موعد الجلاد الأول مع معرض الزهور، المقام بحديقة الأورمان، لكنه انقطع بعد عام 2008، وّلى اهتمامه حينها للمعارض الدولية، لأنها لا تكلفه مقابل للاشتراك فيها "وهما اللي بيطلبوني"، فيما كلفته المشاركة بالمعرض هذا العام قرابة 3 آلاف جنيهًا، وهو ما يعتبره مبلغًا كبيرًا بالنسبة له.
طوال الوقت يبحث الجلاد، عن أنواع أشجار جديدة، لاستكشاف حجم أكبر أو نبتة تعيش لفترة أطول "وكمان بيديني فكرة لشكل جديد"، كما يعتبر ذلك يُعزز من مكانته في المجال "الناس وقتها بتقول ده مش مخلي حاجة إلا شغال فيها".
هناك من استلهم فكرة تشكيل الأشجار، وأخذت في الانتشار بعدما بدأها الجلاد، تتأرجح مشاعرة بين الفرح لنجاح فكرته، والزعل لعدم نسب بدايتها له.
لا يشترط صانع الأشجار شكل معين لتنفيذه "أي حاجة بتطلب مني بعملها، ويُرجع لك لأنه فنان "ومفيش مستحيل عندي"، لكن الشكل له اعتبارات، فمثلًا المكان يُقيد من الجحم.
لا يعتد الجلاد بالأموال خلال تنفيذ الشجرة "رقم واحد عندي إني أبدأ العمل فيها"، فيما تختلف الأسعار وفقًا لحجمها والوقت الذي استغرقه لصنعها، فمثلًا شجرة "لفظ الجلالة" تُكلِف ألف جنيهًا، كما أن الشجرة "بتعيش" بشكلها المصنوع، لا تحتاج سوى تهذيب كل فترة.
أكثر من ألف عمل؛ رصيد الجلاد في صناعة الأشجار بحسب قوله، فيما ألفت يداه الشجر وباتت أسرع في تطويعها وتنفيذ الشكل المطلوب "بعد ما كنت بعمل شجرتين في السنة، دلوقتي 50"، ويأمل أن تحمل الأيام المُقبلة المزيد من الأشجار من صنع يديه.
فيديو قد يعجبك: