"إيناس والأطفال".. قصص في التربية تساعد الأهل على "فيسبوك"
كتبت – يسرا سلامة:
تحمست الطبيبة إيناس فوزي لتدشين صفحة "إيناس والأطفال" عبر موقع فيسبوك، لتقدم من خلالها عددا من الاستشارات للوالدين، الطبيبة التي تخرجت من كلية الصيدلة قررت التوجه لمجال الاستشارات بعد حصولها على دبلومة التنمية البشرية للعائلة أو family diploma، واتخذت من عالم الفيسبوك وسيلة للتواصل لحل مشكلات الأطفال منذ قرابة الست سنوات، بالتواصل مع الوالدين من خلال تلك الصفحة التي وصل متابعيها لأكثر من نصف مليون حساب على الموقع الأزرق.
"إيناس والأطفال" يستهدف الأهل بتقديم مجموعة من الاستشارات، سواء في الواقع من خلال الاتصالات والجلسات أو افتراضيا، لتجد أن أزمات الأطفال بنسبة كبيرة يتسبب فيها الوالدين "لما بدأت مع الطفل وجدت أن الأهل هم من يحتاجون العلاج، وسألت نفسي ليه ما نخاطبش الأهل مباشرة؟".
"ماما ضربتني بالمقشة"، "أمي عصبية جدا".. تلك التعليقات وغيرها تصل إلى الطبيبة عبر الصفحة، تعبر عن معاملة أهاليهم، تحاول أن تقدم النصائح من واقع تجربتها مع الأهالي. تؤمن الطبيبة أن ولي الأمر هو من يقود ولده إلى المشكلات النفسية، تقول "الأزمة إننا بنفرغ غضبنا وطاقتنا السلبية في أولادنا، رغم إنهم عجينة لم تتشكل".
العناد، عدم التركيز، التبول اللاإرادي وعدد آخر من المشكلات يصل إلى الطبيبة، تذكر أن تلك الأزمات لا تختلف من أهل في طبقة اجتماعية محددة "ممكن يكون أب من أساتذة الجامعة لكن بيعنف أولاده".
توجه الطبيبة عدد من النصائح للأهل في التعامل مع الأطفال "أولى النصائح هى عدم إفراغ الضغوط في الأبناء؛ لإن ذلك سيدفع الأهل لاحقا في إنهم يدفعوا التمن"، تجد أن المعاملات الفظة مع الأطفال تحولهم إلى "كارثة على قدمين"، توجه النصح باستخدام المجسمات والألعاب لإقناع الطفل وليس التعنيف والضرب. نصيحتها الثالثة أن يتفهم الأهل أن الطفل الحركي –الشقي- ليس مريضا أو يستحق العقاب، لكن يحتاج إلى أن تستغل طاقته بشكل مفيد. نصيحتها الرابعة للأهل في رحلة التربية أن يتم تعديل سلوك المربي "لازم يفهم أن السيطرة على الطفل لن تفيد من تعديل سلوكه".
ووفقا لدراسة أقامها المجلس القومي للأمومة والطفولة في عام 2015، فإن هناك اعتقاد سائد بأن العقاب البدني والعنف بأنواعه هو المدخل السليم لتربية وتقويم الطفل ولذلك يمارس بعض الآباء والمدرسين العنف ضد الأطفال من أجل تربيتهم وهذا ما أظهرته نتائج الدراسة الاستطلاعية التي تم تنفيذها في القاهرة والإسكندرية وأسيوط، في الوقت الذي تدلل فيه "فوزي" أن الأرقام مرتفعة للأطفال اللذين يعانون من مشكلات نتيجة لعنف أهلهم.
في العام الماضي، اختارت فوزي -عقب الاستماع لعدد من التجارب- أن تلجأ لأسلوب مبتكر في صفحتها، أن تحكي عددا من القصص الحقيقية مع تجهيل الأسماء، من أجل إيصال قيمة القصة، فيما ظهر لاحقا في أول رواية لها باسم "قبل أن نضيع"، والتي تعد رواية تربوية تحكي قصة أسرة وحلول تلك القصة.
تجد الطبيبة – الدارسة أيضا للسيناريو من معهد السينما- أن القصة وسيلة إيضاح، يساهم في تعديل أسس التربية، وهو أيضا ما ظهر عبر الصفحة من خلال "بريد عم جمعة"، تسمية لأحد القصص المنشورة على الصفحة عن رجل باسم مستعار كان عاملا في أحد النوادي، وشكت له أحد المراهقات عن بشرتها السمراء ومضايقات زملاء لها، ليحفزها ألا تستجيب لكل تلك التعليقات، وحتى وصلت إلى كلية الطب، توفى جمعة وحكت السمراء قصتها لفوزي، ومعه تفاعل القراء، وبدأت الصفحة سرد قصص مماثلة في الدعم التربوي.
تفصح صاحبة الاستشارات أن التربية "موهبة مكتسبة"، ليس الجميع لديه تلك المهارة، لذا فالمربيين يحتاجون لاكتساب العلم، تفتح باب المبادرة للأهل "نصيحتي إن أي اتنين متجوزين ياخدوا كام شهر في معرفة التربية، بالقراءة والبحث، الأمر بيفرق". نصائح قصيرة عبر فيسبوك بجانب القصص، أسلوب آخر يظهر على الصفحة التي تجذب حوالي 550 ألف متابع، ومنها "حبي اختلاف ابنك عنك.. مش لازم يبقي زيك".
فيديو قد يعجبك: