لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لحوم الكلاب تلقى رواجا كبيرا بين الإندونيسيين

12:41 م السبت 15 أبريل 2017

لحوم الكلاب تلقى رواجا كبيرا بين الإندونيسيين

جاكرتا (د ب أ)
في مطبخ مشبع بالبخار داخل مطعم بالعاصمة الاندونيسية جاكرتا، يقلب الطباخ مايكل كينزو ببطء مقلاة كبيرة ممتلئة بلحم داكن اللون مختلط بالفلفل والتوابل، والعرق يسيل على وجهه.

ويتطوع كينزو، دون أن يسأله أحد، قائلا "هذا لحم كلاب... نحن نطهي منه حوالي 20 كيلوجراما يوميا".

ويطلق على هذا الطبق اسم (ريكا-ريكا)، وهو أحد الأطعمة الغريبة التي تحتوي على لحوم حيوانات مثل الخفافيش والقردة والثعابين وتشتهر بها منطقة ميناهاسا بإقليم سولاويسي الشمالي بإندونيسيا.

ويقول خبراء إن البيانات الموثوقة بشأن حجم تجارة لحوم الكلاب في اندونيسيا نادرة جدا، ما يجعل من الصعب تحديد معدلات استهلاكها.

لكن بعض المدافعين عن حقوق الحيوان وأصحاب المطاعم يقولون إن الشهية في تزايد تجاه تناول لحوم الكلاب حتى بين أفراد الجماعات العرقية الذين لا يأكلون عادة لحوم الكلاب.

وفي منتجع جزيرة بالي وحدها يتم ذبح وتناول ما بين 60 ألف إلى 70 ألف كلب سنويا، على الرغم من المخاوف المستمرة بشأن انتشار داء الكلب، وذلك عقب تفشى المرض هناك قبل بضع سنوات، وفقا لجمعية بالي للرفق بالحيوان.

وتقول لولا ويبر، من مؤسسي جمعية "تشانج فور أنيمالز فونداشن": "نعلم أن عشرات الملايين من الكلاب لا تزال تذبح سنويا في جميع أنحاء آسيا لتلبية الطلب على لحومها".

وتابعت "ورغم ذلك ... فإن شعبية لحوم الكلاب في هبوط شديد بين الأجيال الشابة، خاصة مع ما نشهده من ازدياد في ملكية الحيوانات الأليفة".

وفي مطعم تينور بيرماي، الذي يعمل فيه كينزو والواقع بوسط جاكرتا، يستمتع أندرو مورلاندو بوجبة الغداء مع زملائه بعد انتهاء قداس الأحد في الكنيسة. وأمامهم على الطاولة بعض من الأناجيل.

ويوضح مورلاندو: "في عائلتي، أكل لحوم الكلاب تقليد ... لقد تناولت لحوم الكلاب منذ أن كنت طفلا".

ويهز أصدقاؤه، الذين يشاركونه أيضا أكل لحوم الكلاب والخنازير، رؤوسهم في تعبير عن تأييدهم له.

ويقول مورلاندو، 37 عاما، الذي تنحدر أسرته من مدينة مانادو الواقعة في مقاطعة سولاويسي الشمالية وتقطنها أغلبية مسيحية، إن "طعمها لذيذ، تماما مثل غيرها من اللحوم، بالإضافة إلى أنها تبقي دمي دافئا".

وليس من الصعب العثور على لحوم الكلاب في جاكرتا حيث يعد تناولها قانونيا، على الرغم من أن حوالي 85 في المئة من سكان إندونيسيا البالغ عددهم 250 مليون نسمة مسلمون.

وتناول لحوم الكلاب غير جائز للمسلمين، بالإضافة إلى أن الكثيرين منهم يعتبرون الحيوان دنس وغير نظيف. ولكن رغم ذلك، فإن عدد المسلمين الذين يأكلون لحوم الكلاب في ازدياد، كما يعتقد كينزو.

ويقول كينزو: "أعرف حاجا يشتري لحوم الكلاب بانتظام من هنا"، في إشارة إلى مسلم ادى فريضة الحج إلى مكة.

ويضيف كينزو: "يعتقد الكثير من الناس أن لحوم الكلاب لها خصائص صحية مثل تعزيز الفحولة، وعلاج الربو ومشاكل الجلد".

ولكن الخبراء يقولون إن معظم الفوائد الصحية المزعومة مجرد خرافات، بل هناك مخاطر صحية مرتبطة بتناول لحوم الكلاب، من بينها الإسهال الناجم عن بكتيريا الكوليرا.

ويقول جوستاف مولر، طبيب بيطري في جاكرتا، إن "الكلاب لا تصنف على أنها مواشي، وبالتالي فإن تجارتها غير منظمة".

ويضيف "الكلاب التي يتم تربيتها بهدف الذبح لا تخضع أبدا لعمليات تفتيش على السلامة من قبل السلطات، قبل وبعد الذبح، على عكس الأبقار والدجاج والخنازير".

ويقول دوني هيردارو تونا، مؤسس جمعية " أنيمال ديفيندارز إندونيسيا"، إن الكلاب المباعة من أجل لحومها غالبا ما تكون مسروقة وتعرضت لمعاملة وحشية.

ويتابع: "غالبا ما يقوم الباعة بضرب الكلاب على رؤوسها حتى تفقد الوعي، ثم يقومون بشيها وهي على قيد الحياة لإزالة شعرها وبعد ذلك يقومون بتقطيعها إلى إجزاء".

واضاف "انهم يعتقدون ان هذه المعاملة تجعل طعم اللحم افضل".

وتقول ويبر، المدافعة عن حقوق الحيوان، إن "قسوة تجارة لحوم الكلاب في إندونيسيا تصدمني حتى بعد سنوات من العمل على الحملات المناهضة للحوم الكلاب في كوريا الجنوبية وفيتنام والفلبين".

وتتابع "استهلاك لحوم الكلاب له صلات قوية بالعادات والطب بالإضافة إلى إنها جزء من التقاليد الغذائية، مما يجعلها عادة من الصعب تغييرها".

وتضيف أن لحوم الكلاب غالبا ما تعتبر "مصدرا رخيصا للبروتين، أرخص من أنواع اللحوم الأخرى".

وفي مطعم تينور بيرماي، تبلغ قيمة وجبة "ريكا-ريكا" 80 الف روبية (حوالي 6 دولارات)، وهو ثمن باهظ لكثير من الاندونيسيين.

ويجب أن يتم طهي اللحم على مدى عدة ساعات كي يصبح قابلا للهضم.

ويقول كينزو إنه باستثناء الرأس والامعاء، فإن كل شيء صالح للأكل، ويصبح طعم لحوم الكلاب افضل إذا تم إعادة تسخينه وتناوله في اليوم التالي.

ويقول الطاهي إنه شخصيا، من محبي الكلاب ولكنه لا يأكل لحومها على الإطلاق. انه فقط يتذوق الصلصة ويفحص اللحم لمعرفة ما إذا كان جاهزا لتقديمه.

ويقول كينزو "ليس لدي الشجاعة الكافية لتناولها ... أنا أفعل ذلك فقط لأنها وظيفتي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان