ترقب وغموض في "الوكالة" والزمالك قبيل زيارة بابا الفاتيكان

كتب- محمد زكريا ومحمد مهدي:

حالة من الترقب والغموض تسيطر على أصحاب المحلات بشارع 26 يوليو بوسط المدينة، ومنطقة الزمالك، قبل ساعات من زيارة البابا فرنسيس للقاهرة، إذ تنتشر قوات الأمن في أرجاء المكان، التي طالبت عدد منهم بإغلاق محالهم خلال زيارة بابا الفاتيكان.

ويُقيم البابا فرنسيس داخل سفارة الفاتيكان بمنطقة الزمالك، أثناء زيارته الأولى لمصر بعد توليه منصبه في مارس 2013.

وانتشر عدد من أفراد الأمن في شارع 26 يوليو ومنطقة الزمالك، قبل يومين من الزيارة المرتقبة غدًا الجمعة، والتي تنتهي مساء السبت القادم.

ويقول "سلمان العدوي"، بائع بأحد المحال في "وكالة البلح" بشارع 26 يوليو، إن رجال الحي قاموا بإزالة عدد من الأشجار، وقَصف فروع بعضها، فضلًا عن منع انتظار السيارات.

ويلتقي البابا خلال زيارته بالرئيس عبدالفتاح السيسي والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قبل أن يُصلي مع الأقباط الكاثوليك بأحد المقرات العسكرية.

ويُضيف "العدوي" إنه فوجئ بتعليمات من رجال شرطة بإغلاق محل عمله اليومين القادمين مُضيفًا: "قالولنا اقفلوا، واللي هيفتح هنقبض عليه هو والعمال في المحل، وهنعمله غرامة".

كانت وزارة الداخلية أعلنت حالة الاستنفار والتأهب بالمنطقة خلال زيارة بابا الفاتيكان، وانتشار قوات العمليات الخاصة بالشوارع المحيطة بسفارة الفاتيكان-وفق مصدر أمني رفض ذكر اسمه.

يتداخل بائع أخر في سن العشرين مع حديث عدوي، قائلًا بأسى إنه سيتضرر في حالة إغلاق محل عمله :"كنا عاملين حسابنا إن الناس قبضت ويومين إجازة هيبقى فيهم بيع كويس"

وشهدت مصر في 9 أبريل الماضي، انفجارين في كنسيتي الأقباط الأرثوذكس مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، أسفرت عن مقتل 45 شخصًا.

وأشار البابا في رسالته لمصر قبل وصوله القاهرة إلى أن زيارته بمثابة عناق تعزية وتشجيع لجميع مسيحيي الشرق الأوسط؛ ورسالة ‏صداقة وتقدير لجميع سكان مصر والمنطقة.

أمام محل للأقمشة بـ"وكالة البلح" يجلس على كرسي خشبي "عم أمين"، يتابع مرور رجال الشرطة بالمنطقة قائلًا: "احنا سمعنا موضوع قفل المحلات دا بس محدش كلمني من الأمن، أنا هأجي بُكرة وأشوف الوضع".

يُجيب الرجل الأربعيني عن سعر بضاعته لأحد زبائنه، قبل أن يستكمل حديثه: "هيخلونا نقفل إزاي.. دا الواحد لما يفتح يبقى بيحمي المكان من دخول أي غريب".

ورفض البابا فرنسيس استخدام سيارة مصفحة خلال تنقلاته في القاهرة، موضحًا على لسان المتحدث باسم الفاتيكان، جريج بورك، أنه لا يشعر بالقلق.

بالقرب من "وكالة البلح، يجلس "مينا الراوي" على حافة النيل بمنطقة الزمالك، ممسكًا بصنارته، لن يحضر الرجل غدًا كعادته للممارسة هوياته المفضلة، بسبب زيارة بابا الفاتيكان.

لا يشعر الرجل الأرثوزوكسي بالضيق، يوضح بابتسامة: "مش مشكلة يومين يعني.. مفيش عطلة ولا حاجة دا حضور البابا بَركة للمكان".

في الشوارع المُحيطة بسفارة الفاتيكان، لا يعلم أصحاب المحال مصير عملهم غدًا، يقول عامل بمحل صغير بالمنطقة :"محدش عنده معلومة هنفتح بكرة ولا لا، والموضوع جديد على الواحد فمش عارف يتصرف إزاي".

وزار بابا الفاتيكان الأسبق يوحنا بولس الثاني مصر في عام 2000، حيث أقام قداسًا في استاد القاهرة الرياضي وذهابه إلى سيناء بدير سانت كاترين.

مع مغيب اليوم الخميس، استعد صاحب مطعم فول مواجه لمركز ثقافي شهير بالزمالك، لإنهاء عمله، يمر عليه أحد زبائنه متسائلًا: "هنفطر عندك بُكرة ولا هتبقى قافل؟"، يرد الرجل برضا: "أنا مش هأبرجل نفسي، الكلام كتير بس أنا فاتح بُكرة".