في تفجير طنطا.. القدر ينقذ طفلاً من الموت.. وآخر يعلم بوفاة شقيقة صدفة
كتب- محمد مهدي:
تصوير – محمود أبو ديبة:
مساء أمس، تشاجرت دميانة-اسم مستعار- مع ابنها، أصرت على نزوله مبكرًا في صباح اليوم التالي، لحضور صلاة السعف، حاول الفتى الصغير إقناعها بتركه على راحته، تدخل الأب، لكن دون جدوى، أخبرته أنها ستلحقه عند الساعة الواحدة، غير أنها استيقظت مفزوعة على صوت انفجار الكنيسة، اعتصر الألم قلبها "يا حبيبي يا ابني، دانا اتخانقت معاه عشان ينزل من بدري".
المشهد كان مخيفًا، تدافع العشرات من قَلب الكنيسة، الجميع غارقون في دمائهم "وناس ايديها مقطوعة وإصابات خطيرة"، كلما رأت أحد الضحايا انخلع قلبها، هرول الأب إلى الجهة المقابلة للاطمئنان على الابن، قبل أن يعثر عليه بين المندفعين إلى الخارج.
"كان دايخ ويقولي مش سامع كويس" فور أن شاهدته أمام عيناه احتضنته، بكت، لم تصدق أنها كادت أن تتسبب له بمكروه، حتى وإن كانت لا حول لها ولا قوة فيما جرى، يحكي الفتى متلعثمًا وقع الانفجار، سقوطه بعيدًا عن أصدقائه، سماعه لأصوات الصراخ، مشاهد الدماء، واندفاعه بعيدًا عن مكمن الموت.
بعد قليل، يُخبرها الأب بأسماء القتلى، الكثير منهم أصدقاء الابن، تصرخ "دول كانوا جمبوا! مكنتش هسامح نفسي لو حصله حاجة"، فيما يواسيها زوجها "انتي مالك بس، دا نصيب ومكتوب".
شقيقه بين الضحايا
أمام مستشفى طواريء جامعة طنطا، زحام شديد، أهالي الضحايا يحاولون الاطمئنان على ذويهم، الأخبار التي تصل إليهم لا تسر، صراخ يخرج من حين لآخر يُشعل الأجواء، فيما يندفع "مجدي لطيف" بين الجموع.
يحصل الرجل الثلاثيني على ورقة المتوفين، يتحلق حوله الناس، يتلو الأسماء، كلما ذكرا اسمًا علا صراخ أحدهم، قبل أن يذكر اسم شقيقه فجأة، حُبست أنفاسه، لم يستوعب الأمر، أعاد قراءة الاسم من جديد، تأكد من الأمر، ولم يتمالك نفسه "ربنا يكون في عونه صدمة كبيرة، وصدفة أغرب".
فيديو قد يعجبك: