كيف تواجه صحفيات العرب تحديات العمل الإعلامي؟
كتبت: يسرا سلامة:
أخذن زمام المبادرة لخوض العمل الإعلامي، الصحفي منه والتلفزيوني، أمام الشاشات أو خلف لوحات مفاتيح أو مراسلات في الميدان، لم تبتعد الضغوط عن عدد من الإعلاميات في العالم العربي، "مصراوي" التقى بعدة سيدات من 4 دول عربية من بينها مصر، على هامش برنامج تدريبي موجه للنساء في غرف الأخبار، لمعرفة التحديات التي تواجههن.
"مثل الابن اللي ربيته" تصف رشا حرز الله، عملها الصحفي، في وكالة الأنباء الفلسطينية وفا منذ قرابة السبع سنوات، لم يمنعها من خوض غمار العمل كمراسلة ومصورة صحفية في قلب الميدان، بخاصة الاشتباكات الدائرة وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة، الاحتلال يُعد أكبر التحديات التي تواجه الشابة.
تحدي إقناع الأهل بأهمية العمل الصحفي، كان بالمرتبة الثانية لدى الشابة الثلاثينية، لم تكن حر زالله تهتم بالبداية بالمجال الإعلامي، رأت المراسلة "شيرين عقل" -التي كانت بالجزيرة- بالميدان، وقتها كانت حرز الله لا تزال بالمرحلة الثانوية، لتراودها الأحلام بنقل صوت القضية الفلسطينية.
من فلسطين إلى مصر، تجد سمر سليمان، المحررة بقناة CBC أن الوضع الإعلامي إزاء النساء أكثر صعوبة، مشيرة إلى أن المناصب العليا تتوقف على الرجال، تتذكر عدة سيدات تقلدن قيادة غرفة الأخبار التي عملت بها، لكن ذلك يتطلب منهن التضحية لإثبات أنفسهن.
لم تكن التحديات نسوية فحسب، إذ تجد أسماء بريدي- 32 عاما- من لبنان أنه على الصحفي تطور أدواته التقنية والتحريرية. تجد الفتاة أن المراسل الحربي في الماضي كان عليه نقل الحدث في الميدان فحسب، أما الآن، فعليه أن ينقل ويصور ويبعث مقاطع الفيديو إلى موقعه، تضيف بريدي "هذا هو الاتجاه العالمي، أن نصبح متعددي المهام، شئ إيجابي لكن مرهق".
وفقا لدراسة حديثة أبرزت أن النساء يمثلن 38% فقط من قوة غرف الأخبار، ووفقا لدراسة أخرى من مؤسسة نيومن للصحافة بجامعة هارفرد، فإن تلك النسبة زادت 4% فقط في الثلاثين سنة الأخيرة، وفي تقرير لشبكة الصحفيين الدوليين، ذكرت أن النساء يشغلن فقط حوالي 15% من الوظائف التكنولوجية في أفريقيا.
"الاستهانة والمبالغة في التوقعات" بتلك الكلمات عبرت الإعلامية منى سلمان عن أكبر التحديات التي تواجه النساء في العمل الصحفي، مفسرة لـ"مصراوي" أن البعض يقلل من قيمة السيدات.
وتضيف سلمان "الصحافة مهنة عريقة.. كم لدينا سيدة في رئاسة التحرير؟ ولماذا حوصرن بالصحافة النسائية؟ ولماذا يُنسب فشل سيدة للجميع ولا يعم النجاح أيضا كما الفشل؟.. نحن نشكل نصف العالم"، توجه سلمان النصيحة إلى قريناتها من العاملين بالمجال الإعلامي أن يثقن بأنفسهن، يصقلن مهارات العمل، ولا يخضعن للصور النمطية، مضيفة: "كلما زاد عدد السيدات المؤهلات بالعمل الصحفي كلما كان التمثيل جيد للنساء".
من لبنان اختارت رولا عبد الله أن تعمل بجريدة المستقبل، قطعت أكثر من 18 عاما داخل الجريدة، تعزي تقدمها بالمهنة إلى مديرها "المدير الجيد هو اللي بيخليكي تدفشي -تبحثي- وراء القصص"، تذكر أن رئيس التحرير دفعها إلى كتابة العمود السياسي بالصفحة الثالثة للجريدة -أهم عمود بها- من أجل دفعها للتقدم.
ورغم الخبرة، لم تجد السيدة الأربعينية أي مكان داخل مجلس التحرير الجريدة، "ما في ولا سيدة"، تعتبر أن ذلك يشبه كثير من الجرائد بالمنطقة العربية، لكنها تجد أن التقصير منها بالاهتمام بالأطفال والأسرة أكثر "يمكن لو كنت ما اهتميت بأسرتي بكون رئيس تحرير"، فيما يدفعها الحماس وجائزة حصلت عليها منذ بداية علمها كأفضل مقال، تتابع "كل سنة بنقول هاى آخر سنة بالصحافة، وفيه كتير فللوا منها -تركوها، وعشان هيك فيه كتير مطلقين أو ما بيتجوزوا من الصحفيات"، بحسب رأيها.
الدراسة كانت التحدي الذي واجه رويدا الصعايدة من الأردن، والتي جاءت من دراسة العلوم السياسية إلى المجال الإعلامي "أخذت فترة كبيرة على ما فهمت الكتابة والصحافة للممارسة الاحترافية، وفي سلم العمل الصحفي تقف روايدا بين سبعة محررين بقسم الشباب، تجد أن التحدي الآخر يتعلق بإثبات الصحفية أنها تستطيع تقديم ما يمكن عليه الرجل بميدان العمل الصحفي.
فيديو قد يعجبك: