إعلان

في ذكرى وفاتها.. "زها حديد" طاووس هندسة المعمار (بروفايل)

08:11 م الأربعاء 31 مايو 2017

زها حديد

كتب- محمد زكريا:

"هناك 360 درجة، لماذا علينا أن نتمسك بواحدة فقط؟"، لم تكن هذه مجرد مقولة شائعة، للمعمارية زها حديد بل كانت فلسفة حياتية كاملة صاحبتها على مدار أربعة عقود من العمل الهندسي، حتى وفاتها في 31 مايو من العام الماضي.

بعد أن أنهت الشابة العراقية، دراسة الرياضيات بالجامعة الأمريكية في بيروت، دفعها الشغف بهندسة المعمار إلى دراسته في أوروبا، فانتقلت إلى إنجلترا في العام 1972، لتبدأ أولى خطواتها بكلية الجمعية المعمارية بلندن، وتلتحق بالدراسة على يد اثنين من أفضل المعماريين العالمين ريمينت كولهاس وإيليا زينيليس، واللذين كانا أول من تلقى شكرها وامتنانها لهما أثناء خطابها في احتفالية تسلمها "ميدالية بريتزكر".

كانت زها كالطاووس، متعددة الألوان، اعتادت المعمارية طوال حياتها السير بخطوات متمردة. بعد تخرجها من الجمعية المعمارية، عملت كشريكة لريمينت وإيليا في مكتبهما المعماري الشهير (OMA)، وكان من النادر أن يُعين خريج حديث كشريك مباشر في كيان شهير، غير أن بزوغ نجم موهبتها بتصاميم شديدة الغرابة على مدار سنوات دراستها بلندن، أهلها لنيل تلك الثقة الفريدة.

خلال عملها في سبعينيات القرن الماضي، انتهجت زها طريقا غير مألوف أثار حفيظة مجتمع المعمار الأوروبي، ومن التحديات التي واجهتها بمرور السنين؛ صعوبة قبولها كامرأة وسط مجتمع معماري سيطر عليه الرجال تماما، علاوة على تميزها في الجمع بين الحدية التصميمية والتنافر بين الخطوط، وبين الانسيابية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، في الوقت الذي كان فيه النمط العالمي يعتمد على تكرار الخطوط وحدتها فقط فيما عرف بالاتجاه التفكيكي المعماري.

وفي طريقها إلى جائزة البريتزكر الشهيرة، كانت مقولتها: "كل ما يتوقع مني، كامرأة، هو أني أريد لكل شيء أن يكون ناعما، وأن أكون لطيفة أنا أيضا، وهو تفكير بريطاني أصيل، أنا لا أصمم مبان ناعمة ولا أحب هذه المباني عموما، أحب الهندسة المعمارية التي تحتوي على بعض من أصالة وبدائية العالم، الفظة، الحادة، والحيوية أيضا".

في أبريل من العام 2004، داخل قاعة متحف الأرميتاج بمدينة سانت بطرسبورغ الروسية، كان توماس بريتزكر أحد أعضاء العائلة التي أوجدت الجائزة الأهم في عالم الهندسة المعمارية، يخطب في أهم رموز المعمار الحديث والذين حضروا للفوز بالجائزة التي احتكر المهندسين الرجال تسلمها لعقود طويلة، قبل أن يشد توماس الجمع الحاضر بإعلانه فوز السيدة زها حديد بميدالية بريتزكر الشهيرة وسط احتفال مهيب.

بعد عام واحد من تقليد "زها" بأرفع جائزة معمارية عالمية، تم افتتاح منطقة تخص عملاق صناعة السيارات الألماني "بي إم دبليو"، وفازت المصممة العراقية بتصميم مبناها الرئيسي وسط منافسة محتدمة بين أفضل 25 مصمما عالميا، ووصفت الشركة الألمانية في عقدها تصميم زها المعماري بـ"الثوري".

مشوار مديد، حصلت زها خلاله على جوائز تعدت الـ105 جائزة حول العالم، علاوة على سمعة عالمية كإحدى أشهر المعماريات في العصر الحديث، بجانب إرث شاهد حضوره حتى اللحظة على تمرد هندستها، قبل أن تتوفى عراقية المولد وبريطانية الجنسية عن عمر ناهز 65 عاما إثر أزمة قلبية مفاجأة.


مصراوي| تابعونا في صفحة متخصصة تواكب شهر رمضان بتغطية خاصة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان