إعلان

في الأزاريطة.. فاعلو الخير أصلحوا ما أفسدته العمارة المائلة

11:31 م الأحد 18 يونيو 2017

في الأزاريطة فاعلوا الخير أصلحوا ما أفسدته العمارة

 

كتب- محمد مهدي ومحمد زكريا:

تصوير- روجيه أنيس:

 

كانت مفاجأة، عندما ترك أهالي منطقة الأزاريطة بيوتهم دون سابق إنذار، صاروا في ساعة زمن خارج مساحة الأمان، الشارع لا يرحم، وأموالهم وملابسهم ومستلزماتهم خلف الأبواب، لن يصلوا إليها قبل هدم العقار المائل بشارع الشخشاني، لذا ظهر فاعلي الخير كمُنقذين للأزمة، ورغم انتهاء الأزمة إلا أن الأهالي لا يكفون عند الحديث عن هؤلاء، الذين ساندوهم في وقت الغُمة.

بعد ساعات من الكارثة، واستقرار نحو 150 شخصًا من الأهالي داخل مسجد "علي إدريس" بجوار العقار المائل، بات كل رجل يُفكر في كيفية توفير وجبة الإفطار والسحور لأسرته "الواحد ساب حاله ومحتاله في الشقة ومنعونا نطلع تاني" لفظها "فتحي السيد" بأسى، لا حل يلوح في الأفق قبل أن يصل إلى المكان عدد من فاعلي الخير.

____ 1

هؤلاء سألوا عن عدد الأسر المتضررة "وقالوا إنهم عايزين يجيبوا فطار بشكل يومي للأهالي"، كان المتبرعين 5 أشخاص، جميعهم لديه الرغبة في إرسال عدد الوجبات نفسها كل يوم، شعر "فتحي" وهو واحد من أقدم الأهالي بالمنطقة أن ذلك فائض عن الحاجة "فقولنا لازم نقسمهم على مدار الأيام اللي هنقعد فيها".

انضم للمتبرعين أعداد جديدة، من بينهم رجل كبير يصلي بالناس دائما بالمسجد، أبلغهم بتجهيز وجبة السحور لكافة المتضررين، فيما مر موظفين تابعين لوزارة التضامن الاجتماعي، لحصر أعدادهم، استعدادًا لتوزيع 100 جنيه على كل شخص من الأسر، زادت بعدها إلى 300 جنيه "بس أهل الخير هما اللي قاموا بالواجب".

تخوفًا من وقوع أخطاء أو منعًا للقيل والقال، شكّل الأهالي من بينهم لجنة تتابع حالة المتضررين، ونقل المساعدات لهم، يقول فتحي إنه شارك في اللجنة برفقة 3 أشخاص آخرين من أهل الثقة بالمكان "عملنا قايمة بأسماء الناس اللي محتاجة عشان محدش يدخل في النص وياخد حاجة من حقه".

____ 2

الملابس أزمة عانى منها الأهالي، خاصة السيدات والأطفال "كان ممنوع نطلع بيوتنا، وفيه مننا عمل كدا بصعوبة عشان الأمن"، ظل الجميع يرتدي الملابس ذاتها، قبل أن يتدخل عدد من فاعلي الخير "جابوا شنط هدوم جديدة من جميع الأنواع" استلمها خادم المسجد "محمد أبوغنيمة" وفق روايته- وتم توزيعها لإنهاء تلك الأزمة.

كم يوم مضى دون أن تُهدم العمارة المائلة ويعود الأهالي للديار؟ لم يعد أحد يحسب رغم مرارة الساعات وقسوة الانتظار، ينصتون كل ليلة لضجيج الهدم والوعود باقتراب إعادتهم لمنازلهم، لكن شيء لا يحدث رغم الجهود المبذولة من المسؤولين، فيما تظل أعمال الخير طاقة نور في تلك العتمة القاتمة.

____ 3

ظن البعض من الأهالي أن الأمور قد تطول، مما دفع عدد منهم إلى التوجه إلى المتضررين وتقديم عرض سخي في زمن صعب "قالوا احنا عندنا كام شقة بنأجرهم، مستعدين نسيببهم ليكم تقعدوا لحد ما ربنا يأذن"، طالبوا بأرقام زهيدة لا تتساوى مع قيمة تلك المنازل إنقاذًا لجيرانهم العائشون في المسجد.

 

 

مزيدًا من الخير تدفق على المتضررين، جاءهم-وفق رواية عدد منهم- طبيب صيدلي مشهور بالمنطقة "طلب روشتات علاج عشان يوفرها للناس المريضة"، لم يصدق أحد لكثر الاحتياجات، غير أنه غاب لساعات قبل أن يعود محملًا بالأدوية المطلوبة.

تحول المكان إلى مساحة للخير، دفع بعض المتسولين أو من يصطادون في المياه العكرة إلى الزج بأنفسهم بين المتضررين للحصول على المساعدات، لكن اللجنة التي شُكلت من أهل الثقة كانت تقف بالمرصاد "عشان الحق يوصل لصحابه" يذكرها "فتحي" بحزم.

____ 4

بعد صلاة الجمعة، أول أمس، كان الحديث في الأنحاء عن قُرب هدم العقار المائل، استعد الجميع لمغادرة المسجد في اليوم التالي أو الأحد على الأرجح، بينما وصل إليهم من يرغب في التبرع بأموال لسكان "العمارة اللي اتهدت"، رفض إمام المسجد منعًا للشبهات "عنده حق عشان الكلام الكتير، والحكومة برده لازم تقوم بدورها وتعوض الناس".

 

مصراوي| تابعونا في صفحة متخصصة تواكب شهر رمضان بتغطية خاصة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان