في الأزاريطة.. "العقار اتهد وحال المحلات مال"
كتب- محمد زكريا ومحمد مهدي:
تصوير: روجيه أنيس
في اليوم الثالث من شهر رمضان الجاري، هزت واقعة عقار الأزاريطة المائل الإسكندرية، هرع المواطنين من أماكنهم بعد مطالبات الحماية المدنية لهم بإخلاء المنازل، غير أن الكارثة لم تقف حد أصحاب البيوت المُهجرة بفعل الحادث، بل طالت أصحاب المحال المحيطة بالعقار الذي احتضن جدران آخر يقابله.
بعد أن مال العقار ذو الـ 14 دورًا، ساد الفزع قلوب أهل الحي، قطعت قوات الحماية المدنية جميع الخدمات عن المكان، غابت الكهرباء عن محيط الحي بالكامل، هرول محمد السكري إلى محل بيع العصائر الذي يملكه، حاول إنقاذ فاكهته السائلة من الفساد، فسارع إلى نقل عصائره إلى ثلاجة منزله بعيدًا عن الحي، غير أن الوقت لم يسعفه في إنقاذ بضاعته بالكامل "الفاكهة بتحمض بسرعة.. رميت مانجة بـ 3000 جنيه".
بعد يومين من الحادث عادت الخدمات إلى حي الأزاريطة، باستثناء محيط الكردون الأمني المفروض على البيوت المحيطة بالعقار المائل، أعاد السكري بضاعته إلى ثلاجة محله، متمنيًا أن تعود حركة البيع إلى طبيعتها، غير أن انقطاع التيار الكهربائي عن المكان بين الحين والآخر "حرقلي موتور تلاجة العرض.. واللي صلحتها بـ 2000 جنيه".
قبل بدء شهر رمضان، افترش هشام عبد الرحيم أمام محل بقالته، مائدة تحمل جميع أنواع "المخللات"، كعادته بحلول شهر الصيام في كل عام "بيبقى موسم وبنبيع كويس". غير أن وقوع حادث العقار، أربك خطة صاحب الـ 25 عامًا بالكامل.
صباح يوم الحادث، أغلقت قوات الأمن المداخل المحيطة بالعقار المائل "مبقاش في عربيات بتخش، ولا في بني آدمين بتعدي"، انتظر عبد الرحيم أن تُحل الأزمة عن القريب، غير أن استمرار أعمال الهدم لأكثر من أسبوعين أثرت على عمل صاحب محل البقالة كثيرًا "في زباين كانت بتقصدني مخصوص كل سنة، لكن من ساعة موضوع العمارة ده بقى أي حد يعدي ويلاقي الشوارع مقفولة والدنيا زحمة، يقول على أيه؟ ويمشي"، يقولها بينما ينشغل في لم بضاعته المفروشة أمام بقالته.
يوم الجمعة الماضي، بعد أن أنهى عبد الرحيم صلاته، افترش بضاعته المملحة أمام محله، انتظر رواج حركة البيع، طالبته قوات الأمن المنتشرة بمحيط المكان لمّ بضاعته "قالولي مدير أمن إسكندرية هيعدي، ومينفعش يشوف الترابيزات والفرش على الرصيف"، نزل الشاب العشريني على أوامرهم، لملم "مخللاته" المفروشة "ولا حد عدى ولا حصل حاجة.. منبناش غير التعب".
تراجع حركة البيع؛ أصاب عبد الرحيم بضيق شديد "مكسبي في رمضان قل حوالي 4000 جنيه"، بينما أثر على رواج منتجات السكري "كنت بعتمد على مطعم السمك اللي جنبي، واللي كان ىبيفرش ترابيزات بطول الشارع وزباينه بتطلب أزايز العصير بتاعتي، لكن من ساعة يوم الحادثة عربيات الأمن والإسعاف قافلين الشارع".
يوم السبت الماضي، بعد أن تم هدم العقار بالكامل، بدأ العمل في إزالة أثار الهدم، وصل الأهالي وعود من المسؤولين بقرب عودتهم إلى منازلهم، وإعادة خدمات الكهرباء والمياه التي انقطعت قبل أكثر من أسبوعين. استعد خالد علي، صاحب محل لبيع الحضروات بجانب العقار المُهدم، للعودة إلى عمله بعد أن هجره رفقة أهالي شارع الشخشاني نتيجة فرض الكردون الأمني بمحيط الشارع.
ينتظر علي فتح محله الذي أغلقه الهدم، يتحدث عن خسارة كبيرة: "أحسبها كده.. أنا قبل الكارثة دي كان بيطلعلي في اليوم مش أقل من 400 جنيه، بعد الحادثة فرشت في الشارع ومبقتش بعمل غير 100 جنيه"، يتمنى صاحب الـ 24 عامًا صلاح الحال في المستقبل "أصل المنطقة كلها مبانيها عشوائية وإحنا مش حمل خسارة تانية زي دي".
فيديو قد يعجبك: