لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصريون في قطر بعد قطع العلاقات: بأي حال عدت يا عيد؟

11:49 ص الإثنين 26 يونيو 2017

كتبت- دعاء الفولي:

منذ عدة أيام اتصلت رانيا أحمد، المقيمة في قطر، بوالدتها، لتخبرها بعدم استطاعتها العودة إلى مصر، في 20 يونيو الجاري. صمتت الأم دقائق قبل أن يكسو الحزن صوتها "كان نفسي أشوف بنتك وتقضوا معانا العيد".. لم يكن بمقدور الشابة العشرينية فعل شيء، إذ منعها تخبط مواعيد حجز الطيران من القدوم واضطرت لتأجيل السفر حتى 30 يونيو.

في الخامس من يونيو الحالي، قطعت كل من مصر والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، بسبب دعم الأخيرة بالإرهاب والتدخل في شؤونها، حسبما جاء في بيانات تلك الدول، ما ترتب عليه توقف حركة الطيران بين الدوحة والقاهرة.

يقيم حوالي 300 ألف مصري في قطر، حسب تصريحات، محمد العراقي، رئيس الجالية المصرية هناك. منذ عام و3 أشهر تعيش أحمد رفقة زوجها في الدولة العربية "قضيت عيد الفطر هناك السنة اللي فاتت ومكنش عندي استعداد أجرب تاني السنة دي"، تذكر الشابة أن أماكن الخروج محدودة جدا "مولات بس ودرجة الحرارة 50 مفيش شوارع وبنبقى مخنوقين".

حين وصلت أخبار قطع العلاقات "خفت إن شغل جوزي يتأثر والشركة تمشيه"، وما أن اطمئن قلبها حتى بادرت بالذهاب لمكتب مصر للطيران "كنت عايزة أبدّر الحجز بتاعي اللي من شهر مارس عشان خفت الدنيا تتعقد"، وقتها أخبرها موظفو المكتب بأن تعود قبل ميعاد حجزها بأيام قليلة لمعرفة المستجدات "ولما روحت حسب الميعاد المتفق "قالولي مفيش حجز غير يوم 30 يونيو".

حاولت أحمد وزوجها بشتى الطرق العودة للوطن قبل العيد، واكتشفا طريقة تسمح بذلك لكنها شبه مستحيلة "إننا نرجع على الخطوط القطرية للكويت ومن الكويت مصر للطيران تاخدنا ولما حسبنا لقينا إننا هنتكلف حوالي 50 ألف جنيه مصري"، لذلك لم يبق أمام الأسرة سوى الامتثال للميعاد الجديد، مع محاولة تخفيف ساعات الترانزيت قدر المستطاع، ما تطلب من الزوجين التردد عدة مرات على مكتب مصر للطيران فيما بعد.

نفس الأزمة واجهت سامح أكرم، الشاب الذي يعمل في قطر منذ أربع سنوات "حظي الأحسن إني كنت حاجز على الخطوط الإماراتية"، إلا أن تغير الظروف لم يسعفه بالعودة قبل العيد.

ذلك العيد ليس الأول الذي يقضيه أكرم في قطر "انا بنزل كل سنتين"، وبالتالي يحاول التأقلم مع الابتعاد عن أسرته "العيد هنا بيبقى في عروض فنية والواحد بيحاول يتبسط بيها".

لم يتخيل أكرم أن توتر العلاقات بين الدولتين سيؤدي إلى قطعها تماما، وكذلك أحمد، التي ترددت يوميا على مكتب شركة الطيران المصرية لمعرفة المستجدات "هناك شوفت مصايب لناس تانية حالها أصعب مني".

تحكي أحمد عن ذلك الشاب الذي توسل للموظف كي يجد له حجز بأي طريقة "قال له انا فرحي أول يوم العيد.. كدة كل حاجة هتبوظ"، لم يقدم الموظف شيئا سوى أن طلب منه المتابعة لعل الأوضاع تتغير "الراجل قعد على الأرض والدموع مالية عينه وقعد يقول لنا هرجع يوم 30 يونيو إزاي.. ده بعيد جدا" حسبما تروي الشابة المصرية.

معاناة العودة وصلت آثارها أيضا لسلمى إبراهيم، التي تعيش في قطر منذ خمسة أعوام، ولها تجربة سيئة مع السفر، إذ تُوفيت والدتها بمصر، وهي في البلد العربي العام الماضي ولم تودعها، فيما تدهورت حالة والدها الصحية مع مطلع الشهر "وكان نفسي أقضي العيد معاه"، لكن مسّها ما حدث مع الآخرين من تأخير.

مع تأكيد الحجز آخر شهر يونيو، تحطمت خطط السيدة رانيا "كنت هقابل إخواتي ونسافر بعد العيد"، غير أن أكثر ما أزعجها هو أن والدتها لن ترى حفيدتها الأولى "انا خلفت من 6 شهور وماما مستنية اليوم اللي هنزل فيه بفارغ الصبر". فيما تفتقد الشابة طقوس العيد المصري "لما قضيت العيد اللي فات هنا حاولت أعمل كحك أو أشتري ملقتش غير واحد بس بيعمل وكان طعمه سيء جدا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان