بالفيديو- "دودة كتب".. الخروج من الورق إلى يوتيوب

كتبت – يسرا سلامة:

لم يكن غريبا أن تختار ندى الشبراوي اسم "دودة كتب" لمبادرتها، وهو الاسم الذي أطلقه أصدقائها عليها لشغفها الكبير بالقراءة. على يوتيوب ومن قبلها على فيسبوك انطلقت الشبراوي، وقد نجحت -حتى الآن- في قراءة 680 كتابا متنوعا.

تداوم خريجة الحقوق من جامعة المنصورة على القراءة منذ الصغر، وتقدم كذلك مقترحات لأصدقائها، أو مثل "مستشار كتب" أو reading advisor، ففكرت في أن تقدم أشبه بـ"ريفيو" مبسط للكتب في شكل فيديو، بشكل يعتمد على تشويق المستمعين لقراءة الكتاب، و"دودة كتب" هو في رحلة مستمرة بين الكتب المنوعة، الفكرة اقتراح من جارتها الكاتبة غادة عبد العال.

تكمن فكرة "دودة كتب" في أن غالبية محبي القراءة يملكون الكثير من الكتب مقابل الوقت المحدود، وعليه اختارت ندى أن ترشح لمتابعيها مجموعة من الكتب المنوعة بهذا الريفيو، وكذلك لمن يتحمس لقراءة كتاب دون البدء فيه بعد.

بين الروايات والكتب الجدية، تعمد الفتاة العشرينية في تلك المراجعات للكتب، تضع كذلك مبدأ ألا تحرق أحداث الروايات في مراجعاتها، مراعاة للتشويق.

قبل بداية مجوعة الفيديوهات، أصبحت ندى "دودة كتب" بفعل عادات ألزمت نفسها بها، نتيجة لحب القراءة، لا تهتم الفتاة بالكم وحده، لكن كذلك بنوعية ما تقرأه، تذكر أن القراءة تحولت إلى أسلوب حياة يومية "بستغل وقتي وأنا رايحة الشغل وأنا راجعة عشان أقرأ".

بدأت ندى القراءة من صغرها، من مكتبة أخواتها، ثم لمرحلة الشراء، ومعرفة الكتاب المشهورين لأول مرة، تستعين بمواقع مثل good reads لاختيار الكتاب الذي تقرأه وتقدمه من خلال قناتها على يوتيوب، تحاول أن تقول لمتابعيها من خلال القناة معلومات عن الكتاب مثل معلومات عن الكاتب، وظروف كتابته، تستعين كذلك بالآراء الإيجابية حول الكتب المختارة.

تنتبه كذلك الفتاة لما تنتقيه، بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الكتب، ولا سيما المترجم منها، ترفض شراء الكتب "المضروبة" والمباعة بسعر منخفض، تقرأ كثيرا أيضا خلال الكتب الإلكترونية.

تحرص ندى على وقت متابعيها، بألا يزيد وقت الفيديو عن الخمس دقائق، حتى في الكتب الصعبة تحاول أن تبسطها، مثلما في كتاب "اللاهوت العربي والعنف الديني" للكاتب يوسف زيدان، وتتابع عاشقة الكتب المؤلفات من مختلف البلدان وليس مصر فحسب.

عدد من ردود الفعل الإيجابية وصلت لندى، ليس من أصدقاء فحسب، ولكن أيضا من مؤلفين للكتب ذاتها التي صورت عنها حلقات، مثل الكاتب طلال فيصل "مؤلف بليغ" والكاتب بلال فضل، الذي قدمت ندى مراجعة كتابه "فتح بطن التاريخ"، متمنيا لها التوفيق، ومثنيا عليها لشبه ببرنامجه السابق "عصير الكتب".

في بداية الحلقات، كانت تقيم ندى الكتب بالأرقام، وفقا لرأيها الشخصي، من معيار الأسلوب والألفاظ واللغة والحبكة، قررت بعد عدة حلقات أن تتوقف عن التقييم "فيه ناس ممكن ما تقراش لو قيمت كتاب تقييم سلبي"، توضح الفتاة إنه حتى من المفيد قراءة كتب سيئة من وقت لآخر "بتخلينا نحس بقيمة الكتب الحلوة.. وبنتعلم".

لا تحلم الفتاة إلا بأن يكون لما تقرأه وتحكي عنه في "دودة كتب" تأثيرا إيجابيا لمن يتابعها، تقول "مش حلمي يكون ليا برنامج في التلفزيون أو متابعين كتير، لكن لو حد قرر يقرا بعد الفيديو هيفرق كتير". تعطي ندى النصيحة لمن يريد استثمار وقته في القراءة "إحنا بنقضي وقت على مواقع التواصل، لو نظمنا وقتنا هنلاقي وقت للقراءة".