الغضب في البنزينة.. "الدقي" تستعين على غلاء البنزين بالدعاء

كتبت – يسرا سلامة:

حالة من الغضب انتابت راكبي السيارات بأنواعها في محطات الوقود بمنطقة الدقي بمحافظة الجيزة. بين عدد من الركاب وكذلك بين عمال للبنزين إثر ردود الأفعال الغاضبة من مواطنين، تعرفوا على الزيادة الجديدة للأسعار أمام حاويات البنزين من مقاعد سيارتهم، "مصراوي" رصد الوضع عقب زيادة الأسعار بمحطة وقود الدقي الرئيسية، الواقعة بأول شارع مصدق، ومحطة وقود الأورمان، عقب قرار الحكومة برفع أسعار الوقود بداية من صباح اليوم.

كانت الأسعار مفاجئة لمحمود عبد الله، المحاسب وصاحب السيارة من نوع شاهين. يقول "الزيادة لما تيجي مبررة ممكن أقول ماشي.. لكن اللي بيحصل ده عبث". اضطر عبد الله لأن يملأ عربته اليوم ببنزين 80 بـ180 جنيه، بدلا من 120 جنيها منذ أيام.

يتوقع المحاسب الثلاثيني أن يصاحب ارتفاع سعر البنزين زيادة في مختلف السلع مع بداية الأسبوع المقبل، وهو ما توقعه خبراء اقتصاد لـ"مصراوي"، ويضيف عبد الله "لو أنا كمواطن شايف إن الرؤية للبلد إني هتعب شوية عشان أبقى أحسن هقول ماشي.. لكن إحنا ماشين في سكة ضلمة، محدش عارف إيه اللي جاي.. أنا كمواطن اتقالي استنى سنة وأنا استنيت 3 سنين، فإيه الخدمة اللي خدتها مقابل الزيادة دي؟".

فور سؤال عبد الله عن ردة فعله، أبطل المحاسب محرك السيارة، خوفا من إهدار البنزين. ينتقد المحاسب عدم وجود شفافية من قبل الحكومة في رفع أسعار المواد البترولية، مضيفا "الدولة دلوقتي بتحملني كل أعبائها.. المفروض إني أدفع ضرايب ورسوم، وهتحمل لوحدي 250 جنيه زيادة في البنزين بس، هل المفروض اركنها وامشي على رجلي؟!.. الزيادة دي هتحملني 800 جنيه على الأقل على كل الأسعار".

"الناس اتفاجئت بالأسعار الجديدة.. معظم الناس مكنتش عارفة حاجة".. يقولها صلاح إبراهيم، العامل بنفس المحطة، التي تحتوي على بنزين 80، 90، 92، يضيف العامل منذ 14 عاما "الزيادة كبيرة في فترة قليلة، فيه ناس الصبح لما عرفت الخبر سبت وشتمت، وإحنا ملناش ذنب". يقول إبراهيم إن أكثر الفئات غضبا من قرار رفع البنزبن منذ الصباح هم أصحاب الميكروبصات ثم أصحاب التاكسي الأبيض.

يقطع عامل البنزين نفسه الطريق من منزله للعمل بأجرة جنيه ونصف، لكنه اضطر في الصباح لدفع جنيهين، قائلا "مش هنقدر نقول للسواق حاجة.. كله مضطر يدفع ويمون.. المعدوم هما الناس اللي على الله.. هتعمل ايه؟".

على أحد مخارج "بنزينة" مصدق، كان محمد إسماعيل في انتظار انتهاء تنظيف سيارته، لم يكن يعلم بعد قرار زيادة أسعار البنزين قبل سؤال أحد العاملين، يقول "أنا بستخدم عربيتي قليل في المشاوير، وبستخدم عربية الشغل، يمكن القرار ميأثرش عليا كتير"، يتابع إسماعيل "الزيادة دي كان المفروض تحصل في 20 سنة، لكن يمكن تخلي الزحمة تقل، والناس ترشد استهلاكها، رب ضارة نافعة".

ورفعت الحكومة أسعار الوقود بداية من صباح اليوم في خطة تستهدف خفض دعم الطاقة في موازنة العام المالي المقبل.

(للتعرف على الأسعار الجديدة اضغط هنا). اضغط هنا

"الناس يهمها الحاجة تبقى موجودة، إن البنزين يكون موجود".. يقول محمود إسماعيل، المسؤول عن "بنزينة" الأورمان بمنطقة الدقي، مضيفا أن الحركة اليوم خفيفة؛ نظرا لكونها إجازة رسمية بمناسة ذكرى 30 يونيو، فيما اكتفى محمد عبد المقصود، المسؤول ببنزينة مصدق بالتعليق أن "الوضع مستتب والحمد لله".

"خراب بيوت" هو التعليق السريع الذي قاله هاشم السيد، سائق التاكسي الأبيض بعد "تموين" عربته، قائلا "ظلم وحرام واللي الحكومة بتعمله ده حرام.. والله العظيم حرام.. احط البنزين بـ100 جنيه؟ وامبارح حطيت بـ70 جنيه؟.. هروح اجرّشها دلوقتي"، يرفض السيد الزيادة على الزبائن مستطردا "هو فين الزبون اللي هيركب؟ الناس تعبانة ماشية في الشارع"، يضيف السائق الخمسيني أن الحكومة كان من الأفضل ألا تُعلي ثمن البنزين 80 والسولار، الخاص بمركبات الأقل دخلا.

"هنعمل ايه؟ هنسيبها على الله".. يقول سيف كمال، سائق التاكسي الأبيض، والذي كانت زيادة الأسعار بالنسبة له إشاعة حتى ظهر اليوم، بعد أن ملأ سيارته بالوقود "كنت بمون في آخر اليوم بـ50 جنيه، دلوقتي دفعت 80 جنيه.. ولو رفعنا الأجرة الشغل هيريح أكتر ما هو ميرح.. هنعمل إيه؟ نقلبها غاز؟ الغاز برضه زاد" حسب تعبير السائق.