حكايات الأهالي أمام لجان الثانوية.. أرواح معلقة بـ"ورقة البوكليت"
كتبت– يسرا سلامة:
أمام سور مدرسة "الشهيد أحمد محمد سيد إبراهيم" الإعدادية بالجيزة، والمقام بها لجنة لامتحانات الثانوية العامة، وقفت غلبة من السيدات وقلة من الرجال، في انتظار خروج أولادهم من أول امتحان للثانوية العامة، كثير من القلق انتاب أولياء الأمور خاصة بعد تطبيق نظام البوكليت.
في صباح اليوم، كانت "سهام محمد" قد قطعت وعدا مع ابنها محمد بألا تذهب للجنة الامتحان، "يا ماما أنا راجل كبير إزاي تيجي عند اللجنة؟"، تساؤل الطالب أسكن الأم بالمنزل، حتى فتحت قنوات الأخبار وشاهدت الأهالي حول المدارس في التقارير "قلبي اتنفض وقلت لازم أروح لإبني.. مجليش قلب أعد"، لتقف السيدة بجوار أخريات يحكين تفاصيل 10 أشهر مع "بعبع الثانوية العامة".
لم تجد داليا السيد تفسيرًا لوقفة أولياء الأمور حول اللجان إلا "قلب الأم"، الذي يود الاطمئنان على ذويهم، "الأمهات والآباء وكمان فيه إخوات جايين يطمنوا على الطلبة"، تذكر السيد مضيفة أن ابنها يوسف كان مثل طلبة كُثر –بحسب قولها- قلقون من أول تطبيق لنظام البوكليت هذا العام.
وانطلق مارثون الثانوية العامة صباح اليوم الأحد، بمادتي اللغة العربية والتربية الدينية، حيث يؤدي الامتحانات نحو 592 ألف طالب وطالبة على مستوى الجمهورية.
"أنا دافع دم قلبي عشان اعلمه.. لازم أجي وأقف" باندفاع تحدث "عبد السلام محمد" أحد أولياء الأمور من أمام المدرسة، مضيفا "الواد طلع عيني دروس ومصاريف، أقف ان شاالله لتاني يوم"، يذكر ولي الأمر أن ابنه يوسف هو "أول ثانوية عامة" بالمنرل، لم يقف الخوف عند حدود الأب القادم منذ الصباح وحتى انتهاء الامتحانات اليوم "كل البيت قلقان.. والإعلام عامل رعب للطلبة، لإن دي سنة تحديد مصير، الواد ركبه بتخبط في بعض".
جلس عدد من الأمهات أسفل شجرة تفاديا لدرجة الحرارة المرتفعة، فيما اتخذت أم أخرى ورقة جريدة تحميها من الشمس، وتمسك أخرى بمصحف للقراءة والدعوة للطلبة بالتوفيق والنجاح، إحدى الأمهات حصلت على إذن من عملها من أجل الوقوف والاطمئنان على ولدها قبل الذهاب للعمل، فيما اختار أحد الأشقاء تسلق سور المدرسة للاطمئنان على أخيه عقب الامتحان.
وفتحت اللجان أبوابها أمام الطلاب في تمام الثامنة والنصف صباحًا لتسهيل تفتيشهم قبل بدء الامتحان في التاسعة. واستعانت الوزارة بقوات تأمينية من أفراد الأمن الإداري، والشرطة، وشركة "فالكون" في 75 لجنة من لجان الشغب. وتواجدت قوة أمنية من الشرطة والأمن الإداري أمام اللجنة، لتأمين الامتحانات.
يرى أحمد شفيق، أحد الآباء من أمام المدرسة أن سبب تواجد الأهالي حول المدارس وقت اللجان سببه "الرعب" من الثانوية العامة، يقول شفيق "ثانية ثانوي مثلا أصعب من السنة الأخيرة بكتير، لكن إحنا شعب بيحب يعمل قلق، والإعلام بيساعد في ده"، بحسب قوله.
تكلفة الحصة الواحدة للدرس الخصوصي بحسب أولياء الأمور تراوحت من 50 جنيها إلى 70 جنيها، يرفض عدد من أولياء الأمور التخلي عن فكرة الدروس الخصوصية لأولادهم بمرحلة الثانوية العامة، يقول أحد الوقوف "ده أنا أجوع عشان أدي ابني دروس ويطلع أحسن مني".
بعد ثلاث ساعات من امتحان اللغة العربية، بدأ الطلاب يتوافدون، وقفوا خلف سور المدرسة ليطمئنوا أهلهم، "الامتحان كويس، نظام البوكليت سهل، النصوص بس فيها كام حاجة، ياريت الامتحانات كلها تكون كدة".. تعليقات وردت من طلاب المدرسة لأهاليهم، فيما لم يدرك أي طالب بتسريب جزء من امتحان اللغة العربية صباح اليوم، الذي أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم عقب بدء الامتحانات بساعة ونصف، بحسب رضا حجازي، رئيس امتحانات الثانوية العامة، في مؤتمر صحفي اليوم.
على باب المدرسة، وقفت "مريم مختار" الخالة لأحد الطلاب "أبانوب"، تقول السيدة "بأمانة كلنا شايلين هم أختنا وابنها.. كلنا كنا في ثانوية عامة"، تلقي السيدة باللوم على أكثر من جهة "الدولة مش بتتعامل معاها إنها سنة عادية، والمدرس بيقول للطالب دي عنق الزجاجة لو خرجت منها تبقى عديت، بيحسسونا إن الروح بتطلع".
فيديو قد يعجبك: