إعلان

حكاية مصري على آخر رحلات الطيران بين القاهرة والدوحة

02:35 م الإثنين 05 يونيو 2017

كتبت-دعاء الفولي:

قبل السابعة مساء أمس، توجه المهندس المصري أحمد ماهر، لمطار القاهرة. انتظر الطائرة التي حملته إلى مدينة الدوحة، عاصمة قطر، دون معرفة أن ثمة ساعات تفصله عن قطع العلاقات بين البلدين وغلق الأجواء والموانئ البحرية.

في صباح اليوم وبينما يُتابع ماهر الأخبار، فوجئ ببيان الخارجية المصرية: "قررت حكومة جمهورية مصر العربية، قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر، وفشل كافة المحاولات لاثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر"، لم يستوعب الشاب العشريني ما حدث، ظل في حالة صدمة، حتى تأكد من صحة الخبر.

في أغسطس 2016 حصل ماهر على فرصة عمل في إحدى الشركات الهندسية، وقتها لم يفكر كثيرا، علم أنها فرصة أفضل للاستقرار "كنت مقرر إني أفضل في قطر شويتين لحد ما أأمن نفسي ماديا وأقدر أرجع مصر أعمل مشروع".

وأضاف البيان الصادر صباح اليوم "كما تعلن جمهورية مصر العربية، غلق أجوائها وموانئها البحرية أمام كافة وسائل النقل القطرية، حرصا على الأمن القومي المصري، وستتقدم بالاجراءات اللازمة لمخاطبة الدول الصديقة والشقيقة والشركات العربية والدولية للعمل بذات الإجراء الخاص بوسائل نقلهم المتجهة إلى الدوحة".

"أنا كنت مقرر إني أفضل مع أهلي يوم زيادة وأرجع إنهاردة في طيارة واحدة ونص".. يقولها ماهر بسخرية، موضحا أن طيارته التي استقلها على الخطوط القطرية، ربما تكون الرحلة الأخيرة التابعة لتلك الخطوط قبل قطع العلاقات.

منذ بدأ عمل ماهر في قطر، كان التوتر حليفه "أنا بجدد الفيزا من مصر كل 3 شهور لأني مكانش معايا إقامة"، ومع كل مرة يتوقع أن يتم رفض طلبه لأنه يعرف مدى صعوبة العلاقات بين الدولتين، لذا رغم صدمته حينما رأى الخبر "قلت في نفسي دي نتيجة طبيعية.. كان واضح التصريحات في الإعلام.. وفي الآخر مصر بتعمل اللي هي شايفاه في مصلحتها".

لم تتوقف الاتصالات بالمهندس المصري منذ حل الصباح "اللي يقولي بهزار انت فقري واللي خايف فبيطمن عليا"، فيما يعتقد ماهر أنه ليس هناك سببا للذعر، إذ يضع في حسبانه أسوأ الاحتمال "وهي إني يتم إجبارنا على العودة لمصر"، لكنه يتذكر أن عدد المصريين العاملين يناهز 300 ألف عامل "ومنهم شايلين شركات"، لذا من الصعب إعادة تلك الأعداد فجأة، فيما يضيف أن المصريين المحيطين به في الدولة العربية لم يتأثروا بعد بما جرى "الناس جايه تأكل عيش وكل واحد في حاله".

على الجانب الآخر ما يُزعج ماهر، هو حصوله على إقامه في قطر منذ فترة قليلة "كانت هترحمني من إني أجدد الفيزا وكنت هقدر أجيب زوجتي لو احتجت غير سهولة شراء عربية أو عقار وهكذا"، غير أنه حاليا لا يعرف مصير الإقامة التي كانت متوقفة فقط على الإجراءات الحكومية في الدولتين.

فيديو قد يعجبك: