بالصور- "حلاوتك يا تين".. رحلة فاكهة البسطاء من المزرعة للشارع
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
معايشة- أحمد الليثي:
تصوير- كريم أحمد:
عقب صلاة الفجر كانت سيارة أفراد التراحيل تُنزل عددا من العمال أمام حقل للتين الشوكي، في لحظات راحوا يتحلقون حول الأشجار القصيرة لقطف الثمار، يمتد عملهم لنحو ساعتين، يسارعون الزمن للانتهاء من تجميع أكبر كمية من التين قبيل سطوة الشمس في الأفق.
على بعد نحو 55 كيلو من وسط العاصمة، خلال مسار رملي متعرج من طريق مصر/ إسكندرية الصحراوي، وبالتحديد داخل منطقة أبو غالب، يهيمن اللون الأخضر على الأجواء لحقول تملأها الفواكه ومن بينها يظهر التين بشكل لافت وألواح تتوسطها الأشواك.
بين قهقهات الزملاء يشب عود شعبان صاحب الأربعة عشر ربيعا وسط سيقان الشوك الخضراء، يتقافز بين الألواح كلاعبي الأكروبات،. يرتدي جامعو التين ملابس تعينهم على المهمة الشاقة؛ يدهن أحدهم بنطاله بالبويات كي يغلق أي مسام أمام أشواك الثمار، ويلف ذراع آخر قطع من شكارة فارغة من السماد، ويسير ثالث داخل "بيادة" بلاستيكية تقي قدمه من الجروح، ويشد رجل خمسيني من أزر طفل يحتمي بقفاز؛ كي يشجعه على مجاراة الكبار.
لا تحتاج زراعة التين الشوكي لمعطيات جبارة؛ أرض صحراوية وقليل من الماء والسماد، كما يشرح الحاج عصام شعبان صاحب قطعة أرض -37 فدان- منزرعة بثمار النبات الشوكي بمنطقة أبو غالب ويشير إلى أن التين تنتشر زراعته في مناطق عدة على رأسها "البحيرة- سيناء- مطروح".
البداية تكون من خلال زرع ألواح أشبه بالصبار، وتتهيأ الألواح لإنتاج الثمار خلال الثلاث سنوات الأولى من عمرها، ثم تداوم الإنتاج سنويا، بحسب الرجل الأربعيني.
لا يهتم شعبان محمد، الطفل الذي أكمل عامه العاشر قبل أيام، بتفاصيل تخص التين وزراعته، إلا بتلك المعلومة التي تشير إلى توقيت جني الثمار في شهور إجازة نهاية العام "بحب أنزل اشتغل مع أبويا في الصيف، عشان هو عايزني أركز في المدرسة"، يزرع شعبان الأرض مرحا، ينافس الشباب، يراهن والده على إنجاز أكبر عدد من الثمرات، يخبره كل حين أن التعب لم يتملك منه، فتسعده بسمة الأب وهو يترقبه.
تروى الأرض 4 مرات في العام. وتهل بشائر الثمار في شهر فبراير، ومع مطلع إبريل يبدأ التين في الاستدارة على الألواح "جني الثمرة بيكون بين نص شهر 6 لحد أواخر شهر 8" يقول الرجل الذي يتم عامه الخامس عشر في زراعة التين الشوكي "دي الثمرة الوحيدة مبتقبلش أي حقن، الشجرة تبوظ على طول، هما حبة كيماوي لزوم مقاومة الشجر مش أكتر".
"درس في العطاء" هو ما يصف به الحاج عصام حال ألواح التين؛ فكل لوح يطرح الثمار يتوقف عن الإنتاج، غير أنه يعطي قبلة الحياة لفرع جديد ينبت من صلبه يكون هو الحامل الشرعي لحبات التين في السنوات المقبلة.
للتين الجيد مواصفات يعرفها أحمد عاشور عن ظهر قلب، بحكم عمله الدائم في جمع حباته قبل سنوات، الثمرة المتماسكة هي التي يتذيلها نطفة خضراء "عرقوب"، تمنع دخول الهواء داخل الثمرة مما يحفظها من العطب سريعا.
ويشير الشاب المقبل على عامه العشرين إلى أن الثمرة ذات المذاق المميز يكون لون جدارها الخارجي خليطا بين الأحمر والأصفر أو ما يسميه "مخطب". كذلك يعدد عاشور فوائد الثمرة "مفيدة جدا للمعدة، بس مينفعش تتاكل على بطن فاضية، لما تفطر كل شجرة وخليها على الله" يقولها بوجه تقاوم فيه الابتسامة مظاهر الإرهاق. أنهى عاشور دراسته الثانوية قبل شهرين، مفضلا استكمال مسيرته في جني الثمار على البحث عن عمل روتيني "أهو شوية نلم تين وساعات موز ويوسفي.. أصلي لو استنيت وظيفة من عند الحكومة هقعد أيدي على خدي".
قبل دقائق من انتهاء رجال جني الثمار لعملهم، كانت سيارة نصف نقل تجهز صندوقها لاحتواء أقفاص التين استعدادا لوصولها حي إمبابة الشعبي بالجيزة "العداية بيبقى فيها حوالي 70 صباع.. والفدان الواحد بيخرج 1000 عداية"، يبيع الحاج عصام القفص الواحد مقابل 30 جنيها فقط لتاجر الجملة، فيما يحصل التاجر على 10 جنيهات مقابل القفص الواحد، قبل ان يتعامل بدوره مع الباعة الجائلين "السريحة".
يفرز صاحب الأرض التين لنوعين؛ نمرة 1 وهي الثمرة كبيرة الحجم، مكتملة النضج. ونمرة 2 وهي لذات الحجم الصغير، يقول الحاج عصام إن هناك فجوة كبيرة في سوق التين بين المنتج والمستهلك بسبب عدم وجود سوق ثابت يضع فيه بضاعته "ببقى تحت رحمة الوسيط اللي بيوصل البضاعة للبياع في الشارع.. عشان كدة الحبة بتقف عندي بأقل من خمسين قرش وتلاقيها ع الرصيف بـ2 جنيه. بس الناس بتحبه وهتفضل تشتريه".
فيديو قد يعجبك: