إعلان

مصمم الجنيه "المعدن".. له في كل جيب حكاية (فيديو وصور)

01:48 م الأربعاء 26 يوليو 2017

 كتبت– يسرا سلامة:

تصوير- إسلام مصدق:

في مطلع السبعينات، تولى الشاب "حامد أحمد العجمي" عمله بمصلحة صك العملة، التابعة لوزارة المالية، ليتدرج بمنصبه حتى تولى منصب مدير قسم البانتو جراف، والمنوط بتقديم تصميم عملات جديدة. في 20 يونيو الماضي، رحل العجمي عن عالمنا عن عمر يناهز السبعين، تاركا أسرة تحفظ سيرته وذكرى في جيب كل مصري.

"الجنيه والنصف جنيه المعدن" هما أبناء العجمي من عمله، إذ قدم تصميمهما في نهاية عام 2005، بعد طلب من وزير المالية آنذاك بطرس غالي، عكف وقتها قُرابة الأربعة أشهر يبحث عن أهم الرموز لنحتها على الجنيه والنصف جنيه، اختار باب الفتوح والنصر وتصميما من الأزهر، وكذلك كليوباترا وتوت عنخ آمون، اللذان نجحا في الظهور على العملتين، النصف جنيه والجنيه، على السواء.

على أنغام "الليل لمَا خلي" لعبد الوهاب، أو لدندنة لأم كلثوم، في أجواء الليل أيضا، كانت طاقات "العجمي" تبدع في الفن، لم يكن موظفا بوزارة المالية فحسب، لكنه فنانا تخرج من كلية الفنون التطبيقية قسم المعادن، درس بالمعهد العالي للنقد الفني، ومارس النقد السينمائي، كما تروي زوجة "ياقوتة مصطفى" لمصراوي. واشترك بعدة معارض للفن التشكيلي بما قدمه في فن النحت بنوعيه البارز والغائر، وقدم أعمالا فنية حتى من "كرتونة البيض".

شارك في تدعيم فن "الميدالية"، والذي يقدم المنحوتات على أشكال قطع صغيرة، صنع منحوتات لعدد من الشخصيات العامة، عبد الوهاب، نصير شمة، فاروق حسني، طه حسين وبليغ حمدي، وكذلك لعدد من الأحداث التاريخية آخرها شعار لثورة يناير، الذي قدمه بمعرض لوزارة الثقافة، مطلع العام الماضي.

سعى العجمي قبل الجنيه والنصف جنيه لتصميم عدد من العملات التذكارية، بحسب ما تروي زوجة الراحل، صمم عملات لوزارة الصناعة، لمصر للطيران، ولمصلحة صك العملة نفسها. تابع السيدة إنه قدم مقترح الجنيه والنصف جنيه قبل خروجه لدرجة المعاش بشهور.

"كان بيحس أن الفراعنة عملوا معجزات في فن النحت، وعشان كدة اختار رموز فرعونية في التصميم".. تتابع السيدة، فيما كانت تملؤه الفرحة حين يجد عملات صممها في يد الناس، يقول فرحا "الجنيه ده أنا اللي صممته"، ويعرف نفسه للناس، ولم يخفِ حزنه القليل مع ظهور "جنيه قناة السويس"، تفسر أرملته "كان حاسس إن سيرته ممكن تتنسي".

جمع الجنيه المصري ومصممه حتى بالنهاية، فالوهن الذي أصاب العملة عقب التعويم، كان في بالتزامن مع مرضه، قبل أن يوارى العجمي الثرى، تاركا لوحات فنية عديدة تملأ منزله –ومرسمه بنفس الوقت- بمنطقة المطرية بالقاهرة، منها ما لا يزال معلقا حتى الآن، ومنها ما بقى مغلفا ينتظر معرضا قادما، بعد آخر معارضه في مطلع هذا العام "حياتي".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان