من القاهرة للفيوم.. لماذا قطع "ألبير صبحي" الرحلة سيرا على الأقدام؟
كتبت- يسرا سلامة:
لم يكن ألبير صبحي، 34 عاما، يضمن عودته، من الخميس الماضي الساعة السابعة صباحا، إلى منزله مرة أخرى، بعد أن أوهم عائلته بخروجه لقضاء "مشوار"، بينما يُقبل على رحلة طويلة داخل الصحراء سيرا على الأقدام.
يعمل صبحي منذ عشر سنوات في مجال تنظيم السباقات والرحلات، خاصة في الصحراء والمحميات الطبيعية، لكنها المرة الأولى الذي يقبل على الخوض في صحراء المحميات، بعد أن حاول تنظيم رحلة مع مجموعة من الأجانب مع منتصف هذا العام، إلا إن التصريحات الأمنية للأجانب عطلت المهمة، وقرر أن يقوم بالرحلة منفردا، لإيصال رسالة عن السياحة بمصر.
أقدم ألبير على السير قرابة 230 كيلو، من القاهرة إلى الفيوم، مارا بمحافظتي الجيزة وبني سويف، قاصدا المحميات بتلك المحافظات.
محطات عدة يمر بها ألبير خلال رحلته، بدأها من محمية وادي دجلة، المكان الذي سحره منذ زيارة لها مع أحد أصدقائه، ليمر بحلوان، كوبري المرازيق، منطقة آثار دهشور، منطقة أهرام ميديوم، مدينة ماضي الآثرية، وإلى وادي الحيتان بالفيوم.
يجد ألبير من الواحات بمصر كنز لم يصلح استغلاله بعد، يقول "مصر فيها 30 واحة.. وفيه بلاد كتير عندها واحات أقل وبتروج ليها بطريقة أفضل"، يقول إن الواحات بمصر لا تصلح جميعها لاستقبال رياضة السباقات الصحراوية، لكن محميتي "الريان ودجلة" شهدتا سباقات دولية كثير قبل ثورة يناير، وتوقفت تماما في 2013.
على مدار خمسة أيام، كانت رحلة الشاب، يسير على مدار يومين ثم يرتاح اليوم الثالث عند أحد الأصدقاء، والمرة الثانية –في اليوم الرابع- يساعده رئيس محمية وادي الريان دكتور عمرو هيبة، والذي كرمه بشهادة من المحمية، وحتى استقبله بالمحمية مجموعة من أصدقائه، وهو يلهث من مشقة الطريق، تحديدا في الاثنين الماضي الرابعة والربع عصرا.
يعشق ألبير حياة المغامرة منذ الصغر، نظم عدد من السباقات تمهيدا لهذا الحدث، الأول 10 كيلو والثاني 21 كيلو والثالث 50 كيلو للجري، كلها في محمية وادي دجلة، حتى اعتاد الصحراء، واعتادت عليه، يظهر في هزال جسده، يواجه مخاطر المغامرة بمصر، والسير بين أربع محافظات غير ممهدة لفرد على قدميه.
صعوبات الطريق لألبير لم تختلف عن صعوبات ما لاقاه في الطريق، بين غرباء يسألون عن هويته، خاصة بين مناطق ريفية، يتهرب من دعوات للركوب مع أصاحب عربات "كنت بقول إني بدور على شئ ضاع مني.. لو قعدت أشرح للناس يمكن ما يوصلش هدفي ليهم"، يحمل على كتفيه حقيبة سفر، فيها كشاف إضاءة، ملابس، طعام، بارو بانك لشحن الموبايل، ومياه.
يلتقط الشاب في كل نقطة مميزة "سيلفي" له، يوثق به رحلته وينشر الصورة عبر حسابه بفيسبوك، ثم يغلق هاتفه، حفاظا على البطارية أطول وقت ممكن، يتابع ألبير أن رياضة الجري في جماعة واستعداد جيد تكون أكثر يُسرا؛ إذ يتواجد محكمين ونقاط استراحة، وأيضا نقاط الاسعاف والسلامة والأمان، كل ذلك لم يكن متواجدا برحلته منفردا، مما زاد من احتمالات خطورتها.
عقب خمسة أيام قطعها ألبير في الصحراء، حصل الشاب على تكريم، وهو شارة المحمية وشهادة تقدير، من مدير محمية وادي الريان، مع شكره في جهود إزاء الجذب السياحي من خلال المحميات، يقول ألبير "التكريم ده كبير بالنسبة لي"، الدعم امتد لوزارة البيئة المصرية، والتي تواصلت معه، وعهدت إليه بإعادة التفكير في دعم سباقات الصحراء في الأيام القادمة، ينهي الشاب حديثه كل أملي إني ألاقي اهتمام من الناس بالرياضة، وأتمنى يكون ده حصل".
اقرأ أيضا:
"ألبير صبحي" يقطع 230 كم سيرًا على الأقدام للترويج السياحي للمحميات
فيديو قد يعجبك: