"ادعموا سوق الفسطاط".. مبادرة لإنقاذ أكبر مكان "للهاند ميد" بالقاهرة
كتب- محمد مهدي:
قُرب الساعة الخامسة تُغلق المحال بسوق الفسطاط، وفق تعليمات أمنية، ينظر البائعون بيأس إلى بضاعتهم من الصناعات اليدوية والأقمشة والأحجار، لم يحضر أحد، حركة الشراء معدومة، رغم جمال المكان وموقعه المتميز بجوار مجمع الأديان، دفع ذلك "حسن خالد" أحد أصحاب المحلات إلى طرح مبادرة لدعوة المؤثرين على "فيسبوك" لزيارة المكان ودعمه من أجل الترويج له "نلحق المكان قبل ما يموت" وفق حديثه لمصراوي.
يتعجب "خالد" من عدم شهرة السوق، رغم مميزاته العديدة التي يمكنها تحويله إلى أكبر مول للصناعات اليدوية في القاهرة "عندنا محلات بتبيع كل أنواع الهاند ميد، ومساحة فاضية كاستراحة للضيوف، وسطح ممكن يتعمل فيه معارض وحفلات"، يُعدد الشاب العشريني تلك الأشياء متمنيًا أن تعود الحياة إلى سوق الفسطاط.
حينما حصل "خالد" مع أصدقاء على محل صغير بالسوق منذ عام ونصف، أطلقوا عليه "المولد"، انتظروا الزحام الشديد على منتجاتهم، لكنهم اصطدموا بقلة الزوار وحركة البيع والشراء "لأن رغم جماله ناس كتير متعرفوش، الدولة أهملته والناس، ومفيش تسويق صح عشانه"، 15 عاما مضت على "الفسطاط" دون انتباه لقيمته وقدرته على جذب الجمهور.
من الأزمات المؤرقة بالسوق "إنه بيقفل الساعة 5 عشان الأمن"، في فصل الصيف يصعب نزول الجمهور إلى المكان لشراء احتياجاتهم، وقُرب حلول الليل "دي الفترة المناسبة للبيع" يجب على أصحاب المحال غلقها والمغادرة " بس متهيألي لو بقى فيه رِجل عليه والناس بتيجي، هيحصل تغيير وهيتساب مفتوح وقت أكتر".
لأن الحملات الإعلانية مدفوعة الأجر لم تعد مُجدية "وعشان لو اتكلمنا عن نفسنا تبقى شهادتنا مجروحة" قرر "خالد" أن تصبح دعوته لمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، هؤلاء الذين خرجوا من رحم العالم الافتراضي وصار لهم مكانة مميزة بين الشباب "لو كل واحد فيهم جيه المكان وعمل فيديو واتكلم عنه دي أكبر دعاية والناس هتحب تيجي".
الفنانين أيضًا يطالبهم "خالد" بالذهاب لسوق الفسطاط، والحديث عنه "بالخير أو يقولنا المشاكل ونشتغل عليها مفيش أزمة"، خاصة أن عدد من النجوم صوروا أفلامهم في الفسطاط منهم خالد أبوالنجا "وتبقى فرصة الناس تتعرف أكتر على تاريخ المنطقة".
لا يعلم صاحب "المولد" إلى أي مدى قد تجلب مبادرته الدعم لسوق الفسطاط لكنها على الأقل محاولة لإنقاذه "خاصة إن الإدارة مش مهتمة بتسويقه، والجهود اللي بتحصل فردية"، انتشرت دعوته على "فيسبوك" لكنه لم يتلقَ حتى الآن أي استجابة من المشاهير لدعمهم.
يتمنى "خالد" أيضًا اهتمام إدارة المكان به "على الأقل يتحط على خارطة السياحة بمنطقة مجمع الأديان"، حيث يُمنع السائحين من المرور بتلك المنطقة إلا لدخول أحد المطاعم "يعني بخطوات بسيطة المكان ممكن يبقى علامة سياحية حلوة في مصر".
فيديو قد يعجبك: