إعلان

لماذا تحولت صورة الشهيد "منسي" مع الصقر إلى "أيقونة"؟

09:44 م الجمعة 18 أغسطس 2017

الشهيد أحمد صابر منسي

كتبت – نانيس البيلي:

مرتدياً بدلته العسكرية المحملة بعدد من شارات الجيش، حاملاً "صقراً" على زراعه الأيمن، ينظر إليه بابتسامه عريضة، بينما يبادله "الطائر الجارح" نظرات ثاقبة ويقف في سكون تام.. صورة للشهيد "أحمد صابر منسي" قائد الكتيبة "103" صاعقة بدت داخل إحدى الوحدات العسكرية حيث يظهر من خلفه جندي يقوم ببعض التدريبات، تحولت تلك الصورة إلى "أيقونة" بعد أيام قليلة من استشهاده في 7 يوليو الماضي في هجوم إرهابي من 40 تكفيرياً على كمين "البرث" بشمال سيناء.

عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت الصورة بشكل واسع النطاق واتخذها عدد كبير من روادها "بروفايل" لصفحاتهم الشخصية.. عن سر ذلك الانتشار الذي حظيت به تلك الصورة المميزة استطلع "مصراوي" رأي حسام دياب، المصور الفوتوغرافي ومدير قسم التصوير بمؤسسة أونا، والدكتور أحمد عبدالله أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، ويرى الرجلان أن الصورة تجمع بين عدد من الأسباب التي تجعلها تصلح لتكون "أيقونة" ننظر لها بفخر ونترحم على "الشهيد الخالد"، وتتمثل تلك الأسباب في النقاط التالية:

الربط ما بين "الصقر" وقدرته على المناورة والانقضاض وتميزه بحدة البصر والهجوم الخاطف، وما بين "الشهيد منسي" الذي عٌرف عنه الشجاعة وقوة القلب، فصنعوا منه أيقونة في البطولة.

الربط ما بين ضحكة "منسي" ونظرة عينيه وتعبيرات وجهه، وما بين "الصقر" الذي يبادله نفس النظرة، ورأوا فيها ارتباط وحميمية وعقدوا مقارنة بينهما "شافوهم شخصيتين قريبين من بعض".

الشعب المصري يبحث عن "البطل"، فمسألة البحث الدائم عن البطل والأسطورة يُعد هاجس مستمر عبر التاريخ، وهناك عدد كبير من الأشخاص الذين تم تحويلهم إلى أساطير لتأثيرهم البطولي لدى البسطاء، بالإضافة إلى سيرة "منسي" الطيبة بين زملائه وفي نفس الوقت يرعب أعدائه فتحول لدى الناس إلى "رمز".

"بدلة" الجيش التي يرتديها "منسي" ومُعلق عليها شارات "الصاعقة" رآها المصريون دلالة على قوة التدريب وأن "منسي" يستحق أن يتحول لرمز فهو حاصل على بطولات حقيقية ولديه قضية مؤمن بها.

الارتباط الوثيق بين المصريين والعرب عمومًا وبين طائر "الصقر"، المعروف عنه امتلاكه للفضاء والأرض، تمتعه بنظرات ثاقبه وأسنان حادة، وارتفاع سعره فهو يصل إلى آلاف الجنيهات، كما أنهم يستخدموه في الصيد.

فكرة الشهادة والشهيد لها وزن كبير عند المصريين، لأن الإنسان عندها يبذل أغلى ما يملك ويضحي بحياته التي لا يعوضها شيء، وذلك أحد أسباب الاهتمام بالصورة وصاحبها.

هناك شعور لدى المصريين بالعجز أمام تحديات كبيرة تواجههم، منها تحدي غير واضح المعالم أمامهم لأنهم لا يعلمون كيف يساهمون في المعركة ضده وهو "الإرهاب".

المصريون وجدوا معنى ومفهوم البطولة في صورة "منسي" مع الصقر، فحولوها إلى أيقونة يحتفون بها ويتحدثون عنها بفخر.

أقرا ايضًا:

"منسي لن يُنسى".. بطل جديد في ذاكرة التاريخ (ملف خاص)

"منسي لن يُنسى".. 10 حكايات من دفتر "الشهيد الخالد"

حكايات بطل.. من داخل مقابر "منسي" في ذكرى الأربعين

حكايات "منسي" لا تنتهي.. هكذا عاش بطلا ومات شهيدا

فيديو قد يعجبك: