لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى نقل رمسيس الثاني.. حكاية أسامة "جار" التمثال

01:17 م السبت 26 أغسطس 2017

كتبت- رنا الجميعي:

في أواخر التسعينيات كان ميدان رمسيس طريقًا يوميًا يمرّ منه دكتور أسامة البري، يستقلّ الأتوبيس إلى مدرسته الثانوية بمدينة نصر، كان تمثال رمسيس المُطلّ على الميدان وجهة لأسامة، يُلاحظ التغيرات التي تطرأ عليه "كنت بقول لصحابي التمثال قرّب يمد إيده"، لم يعلم الصبي حينها أنه سيلازم التمثال في رحلته الطويلة، حيث صار شريكًا معه في عملية نقله، ثُم جارًا له بحسب منصبه في المتحف المصري الكبير.

في طريقه تعلّق الصبي بالتمثال، كان بطبعه مُحبًا للآثار، ما جعله يدرس ذلك المجال، ويُصبح خريج الكلية عام 2004، ويشغل منصب أخصائي ترميم بشركة المقاولون العرب بعدها بسنة، حينها جاء قرار نقل رمسيس الثاني.

يتذكر أسامة التغيرات التي طالت التمثال قبل قرار النقل "كانوا كل شوية يضيفوا حاجة في الميدان"، تحويلات كثيرة كان تمثال رمسيس شاهدًا عليها، منها الترام الذي كان يُلقي بالتحية للتمثال حتى وجهته لعبد المنعم رياض "الترام بعدها بقى نهايته خط رمسيس قبل التمثال بكام متر"، يسحب أسامة شريط التغيرات؛ ثُم اقامة وصلة لكوبري أكتوبر ونفق خاص للسكة الحديد والمترو والجزء الخاص بركن السيارات "كل دا كان بيخلي المكان ضيق على التمثال".

عمل أسامة ضمن فريق بتوثيق التمثال، يشرح أكثر "عملنا نسخة من رمسيس التاني"، حيث تبدأ أي عملية نقل لأثر برفع جميع المقاسات ومعرفة أماكن الضغط والقوة "النسخة عشان نتخيل فكرة رفع ونقل التمثال هتكون ازاي"، استغرقت عملية نسخ التمثال نحو ستة أشهر، وتقبع النسخة الآن، كما يقول أسامة، في طريق مطار القاهرة.

بعد التوثيق جاءت عملية التغليف بلفائف القطن والشاش، حينها لم يكن أسامة حاضرًا بشكل كبير، حيث شغل رئيسًا لموقع ترميم، ويذكر أسامة أن عملية رفع ونقل التمثال كانت "مجهود كبير"، فيما تكلّفت العربة المخصوصة لنقله 6 مليون جنيه، وتم نقل رمسيس الثاني إلى المتحف المصري الكبير.

في الخامس والعشرين من أغسطس 2006 تمت عملية نقل رمسيس، تلك اللحظة التي عايشها كثيرون، كانت حزينة بالنسبة لأسامة، حزّ في نفسه كثيرًا أنه لم يتمكن من حضور موكب النقل "روحت متأخر والأمن منعني من الدخول"، يُشبه أسامة تلك اللحظة بالفرح "زي ما أكون معزوم في فرح ومعرفتش أحضره، وأتصل بصحابي ميردوش من الدوشة".

كما لم يحضر أسامة موكب نقل التمثال، فإن الصور الخاصة التي حفظها على جهازه الكومبيوتر الخاصة به مُشاركًا حُذفت أيضًا، ورغم غفلة الزمن عن أسامة كواحد مُحي من تلك اللحظة التاريخية، إلا أنه ظلّ مُلازمًا لرمسيس الثاني، بعد عدة سنوات انتقل للعمل بالمتحف المصري الكبير عام 2010، وعلى بعد عدة أمتار من مكتب أسامة في معمل الترميم، سكن التمثال هناك.

لازال رمسيس الثاني على نفس الحالة التي تم نقله بها، كما يضيف أسامة، لحين الافتتاح الجزئي للمتحف في ابريل المقبل، حيث سيكون التمثال نجمًا يتهافت عليه أعين الزوار، كربّ منزل يستقبل ضيوفه، في البهو الرئيسي للمتحف.

يشغل أسامة رئاسة معمل تجهيزات العرض الآن بالمتحف المصري الكبير، ورغم أنه لم يشهد لحظة نقل رمسيس، إلا أنه شارك في نقل آثار أخرى منها أسرّة الملك توت عنخ آمون، ويفخر كذلك بكونه واحدًا ممن نقل العديد من الآثار القادمة من الأقصر والشرقية والفيوم وأطفيح.

كان نقل تمثال الملك أول عملية نقل أثر تحدث في مصر، بحسب أسامة، نبعت أهميتها من "عظمة ومكانة رمسيس نفسه"، وهو ما جعله راسخًا في أذهان المصريين، كتاريخ يفتخر به الجميع، حتى أن ألسنتهم مازالت تُدلل على الميدان ومحطة المترو بالاسم نفسه رغم السنين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان