طارق الجزار.. من أفضل لاعبي العالم لبائع فاكهة بالجيزة: "مفيش تقدير"

 كتبت - مي محمد:

كان القرص الذهبي يرتفع رويدًا رويدًا في السماء، يُعلن عن بدء يوم جديد، تنشر أشعة الشمس خيوطها الدافئة على ميدان الجيزة، يحاول الباعة الجائلون هناك الاستظلال منها قدر ما استطاعوا، ومن بين الباعة يفترش "طارق الجزار" فاكهته، الذي لم يكن يعلم أن حديثه مع أحد الزبائن قد يُدخله إلى عالم الشهرة، تحدث بكل تلقائية مع "الزبون" الذي علم لاحقًا أن بائع الفاكهة حاز العام الماضي على لقب أحسن لاعب في العالم لكرة القدم (الصم والبكم) في مونديال إيطاليا 2016.

قام "الزبون" بتصوير طارق الجزار والذي يفترش ميدان الجيزة منذ 12 عامًا، داوم خلالها على الاهتمام بتنمية مهارته وحبه للعب كرة القدم " كنت بلعب في الشارع زي أي حد"، وما أن قام "الزبون" بنشر الصورة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، حتى انتشرت الصورة، ليصبح "طارق" حديث المواطنين.

يحكى طارق، الشاب الثلاثيني، لـ "مصراوي" عن مدى عشقه لكرة القدم قائلاً "كنت بلعب كورة في الشارع حتى سن الـ18 عامًا في قريتي بمحافظة أسيوط، شاهدني أحد المدربين الذي كان يمر بالصدفة، فقرر اصطحابي للعب في حركة الصم درجة (الممتاز ب)، وربنا كرمنا وصعدنا لـ(ممتاز أ)".

لم تغب الابتسامة عن وجهه الذي بات يعلوه الأمل وهو يتذكر كيف انضم إلى المنتخب، حيث تعرف عليه كابتن "فؤاد" وطلب منه الانضمام إلى المنتخب، وحقق البطولة الأولى معه.

توالت البطولات مع المنتخب المصري للصم والبكم، ولم يكن يتوقع "الجزار" حصوله على جائزة أحسن لاعب في العالم، على الرغم من ثقته في قدراته "كنت اترشحتلها في 2012" يقول "طارق" أنه شعر بسعادة بالغة عند حصوله عليها عام 2016، خلال مونديال إيطاليا.

ويستكمل الجزار بقوله "لعبت في نادي أبنوب ونادي منفلوط" هذا قبل انضمامه لنادي الصم، متذكرًا معارضة والده للعبة كرة القدم منذ أن كان صغيرًا وخلافه الدائم معه "كان بيقولى اهتم بعملك عشان توفر الفلوس لأسرتك".

يقول طارق إنه لم ينتظر رد فعل من الدولة بعد عودته بالجائزة خلال أولمبياد تركيا عام 2017، مؤكدًا عدم احتفاء الدولة بالمنتخب "كنت متخيل التكريم هيبقى أكبر من كده.. لكن للأسف مفيش تقدير"، قبل أن يتحدث عن حلمه "نفسي احترف خارج مصر.. أنا بحب حسام غالي وراموس لاعب ريال مدريد لأنهم يلعبون في نفس مركزي في الملعب".

عاد "الجزار" منتشياً بالميدالية البرونزية إلى بلدته في أسيوط، تهللت أساريره برؤية أسرته وأطفاله، فهوّ البطل الذي عاد بتاجه إلى الصعيد، لكن شريكه في "فرش الفاكهة" بميدان الجيزة قطع لحظات الانتصار بطلبه الحضور العاجل: "قالي داخل عيد وفي فاكهة تعالي استرزق هنا".

بدوره، قال أحمد صديق، المدير الإداري للفريق لمصراوي، إن منتخب مصر للصم والبكم مصنف عالميًا، وإنهم حصلوا على جائزة المركز الثاني على العالم عام 2012، وفي 2013 رابع أولمبياد و2016 خامس عالم و2017 حصلوا علي برونزية كأس العالم أولمبياد، وكان المنتخب أول فريق كرة قدم في مصر والدول العربية أسوياء أو المعاقين، يحصلوا على تلك الجائزة.

وأشار "صديق" إلى أن الفريق صُنف عالمياً على الرغم من عدم دعمه بإمكانيات عالية، مضيفًا بقوله "المنتخب لا ينتمي إلى المعاقين ولا الأسوياء.. أنا تابع للجنة البارالمبية وهي اللي بتشرف علينا"، قبل أن يؤكد أن وزارة الشباب والرياضة وعدتهم بمكافأة تقدر بـ 150 ألف جنيه "لحد دلوقتي مخدناش ولا مليم".