لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصراوي يحاور السباح الفائز ببرونزية كأس العالم للسباحة في سن 85

05:40 م الأربعاء 30 أغسطس 2017

حوار- رنا الجميعي ومصطفى الجريتلي:

لم يتخيل السباح عصام ناصر، الذي يبلغ من العمر 85 سنة، أن تتسبب صورة التقطها مجهول ضجّة كبيرة في بلده، ظهر فيها يحمل قميص منتخب مصر، ومكتوب أسفلها "هذا الرجل فاز ببرونزية العالم".

مصراوي تواصل مع السباح عصام ناصر، ليحكي لنا القصة وراء مُشاركته في بطولة العالم لسباحة الأساتذة في بودابست بالمجر، ويُخبرنا عن شعوره في تلك اللحظة التي التقطت فيها صورته، وبداياته في مجال السباحة منذ خمسينيات القرن الماضي.

حدثنا عن كواليس صورتك التي أثارت ضجة عبر أوساط "السوشيال ميديا"؟

كانت لحظة لذيذة، ظهر اسمي على اللوحة الإلكترونية، كنت أحرزت المركز الثالث، في مسافة الـ800 متر، سعدت كثيرًا، لا أعلم حتى الآن من التقط لي هذه الصورة، أظن أنه مصري "قالي لازم أصورك وانت معاك تي شيرت عليه اسم مصر".

 

البعض قال أنك انسحبت من المسابقة؟ 

.لا، انسحبت من بعض السباقات فقط، وهو مسافة الـ200 متر الحرة والـ500متر، لكني فزت بالمركز الثالث في مسافة الـ800 متر، والسابع في الـ400 متر

 

ماهي أول بطولة عالم للأساتذة شاركت بها؟

كانت في نيوزلاندا عام 2001 كان عمري 70 سنة وكنت من العشرة الأوائل.

1amonships

كم مرة شاركت فيها في بطولة الأساتذة؟

منذ عام 2002 وأنا أشارك فيها، تحدث البطولة كل عامين، وأوشكت على الاشتراك في بطولة عام 2008، لكن لم يحدث ذلك.

1

لماذا لم تُشارك في بطولة 2008؟

تعرضت لجلطة في المخ فأوقفت كل نشاطي.

كيف أثرت تلك الجلطة على مستواك؟

ضعُف مستواي بعد الجلطة، كما تعرضت بعدها لحادثة موتوسيكل، كُسرت عظمة بقدمي وظللت في المستشفى لفترة، شعرت أني أخوض تحدي للعودة مرة أخرى لمستواي قبل الحادثين، غير أن ذلك لم يحدث.

هل واجهتك صعوبات عند عودتك للسباحة بعد الجلطة؟

بالطبع كانت هناك صعوبات، ولكن كما يقولون "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر"، لم أشعر أني كنت بعيدًا عن السباحة لمدة 40 سنة، المهم أن يكون هناك حافز لتحقيق المرء ما يريده.

هل عُدت لمستواك قبل المرض؟

لا، بعد المرض لم أرجع أبدًا للمستوى الذي كنته قبله، الآن يمنعني الأطباء من الضغط في التمرين، كما لم أفعل ما يزيد من تعبي أثناء بطولة السباحة الأخيرة "كنت بعوم وأنا مفرمل شوية"، ضربات قلبي غير منتظمة لديّ.

متى بدأت تعلّم السباحة؟

تعلمت العوم وأنا صغير مثل أي طفل، كنت أسافر إلى الإسكندرية لمقابلة جدي هناك، حينما كبرت التحقت بفريق السباحة بالجامعة ومثلت مصر في أولمبياد 1951.

متى بدأت احتراف السباحة؟ وهل فكرت يومًا في مجال التدريب؟

لا يوجد احتراف في السباحة، كما أني لا أعتبر نفسي محترف، أنا هاوي، لا أفكر في التدريب إلا إذا طلب مني أحدهم ذلك، لأن هناك أشخاص أخرين أكثر خبرة مني.

وماذا كان مجال دراستك وعملك بعد ذلك؟

التحقت بكلية هندسة القاهرة وتخرجت دفعة الثورة 1952، حصلت على الدكتوراه في مجال هندسة الضغط العالي عام 1959 من جامعة برلين، وتعينت لفترة كمعيد هناك، كما عملت بشركة سيمنز ثم عدت للقاهرة حتى عام 2005.

لماذا تركت القاهرة بعدها؟ 

جاءت فرصة عمل جيدة لزوجتي بميونيخ في ألمانيا، لذا انتقلنا، أعمل الآن كمهندس استشاري بين ألمانيا ومصر، وأغلقت مكتبي في مصر منذ عامين فقط.

2

وهل مارست السباحة أثناء دراستك بألمانيا؟

نعم، كنت أشترك في بطولات الجامعات بفريق جامعة برلين.

هل تركت السباحة يومًا؟

نعم، لمّا وصلت 25 سنة أدركت حينها أن الدراسة أهم، فاعتزلت السباحة لأربعين عامًا، لكن عندما بلغت سن الـ 60 أخبرني من حولي عن بطولة "الماسترز".

أخبرنا عن شعورك أثناء السباحة؟

ألذ شعور.. الأفكار تنطلق، أشعر بوجودي في عالم آخر.

وما هي عاداتك في السباحة؟

عادة أذهب ستة أيام في الأسبوع، وأحاول ايجاد الوقت والمكان المناسب، أحبّ وقت لي للذهاب حينما يكون حمام السباحة خالي من الناس.

3

ما هي النصيحة التي تُحب تقديمها للسباحين الشباب؟ 

يجب أن يكون للمرء هدفًا "هدف يشجع الواحد يستمر"، من دونه يشعر بالكسل، مثلًا تُلازمني دومًا "ستوب ووتش"، من خلالها أقدّر مستواي "أنا عارف كنت بعوم من عشر سنين أد ايه ودلوقت كام"، تلك الطريقة تُفيدني، أشبه بإشارة تُحذرني إذا تراجعت عن مستوايا، كما يجب أن يحافظ السباح على وزنه.

لماذا تحرص على المشاركة دومًا في كل بطولة عالم للأساتذة؟ 

أحب التواجد مع الشباب "بيحسسني إني أصغر من سني بكتير"، المُشاركة تعطيني احساس بالحياة برؤية هذا الكم من السباحين من أنحاء العالم، ذات مرة قابلت شاب صيني، كان يُشارك للمرة الأولى في تلك البطولة "بصلي كدا وعرف أنا عندي كام سنة قالي انت بالنسبة لي مثل أعلى"، وسألني هل تسمح لي بصورة معك، كانت من أكثر المواقف الجميلة التي تعرضت لها.

4-عصام ناصر مع الميداليات الثلاث التي فاز بها في بطولة الماسترز بأمريكا 2006

من هم السباحين المصرين الذي تراهم كمثال أعلى لك؟

في صغري كنت أنظر إلى السباح طه الجمل "كان سباح بيعوم 100 متر في أقل من دقيقة"، وآخرين كانوا مثل أعلى بالنسبة لي، كما اشتركوا في الأولمبياد وحققوا نتائج جيدة.

ماهو موقف أسرتك من حُبك الشديد للسباحة؟

لدي ابنتين هما نادية ومنى، يشعرا بالقلق تجاهي بسبب نصائح الأطباء "فيه بعض الناس بيموتوا بعد السبق نتيجة زيادة ضربات القلب"، لكن من ناحية أخرى هما بيشعروا بالفخر لإحرازي نتائج جيدة.

هل تعلّما حُب السباحة مثلك؟

المهندسة نادية ابنتي كانت بطلة للغطس في الثمانينيات، ومثلت مصر في بطولات دولية، في صغرهما تعلَما السباحة، إلا أنهما شعرا بميل أكثر نحو الغطس.

 

5-عصام ناصر مع السباح عبداللطيف أبو هيف ورانيا شعلان في نادي سبورتنج اسكندرية 2004

ما هي الأندية التي اشتركت فيها لتتمكن من خوض المسابقات الدولية؟

كنت مشتركًا بنادي الجزيرة حينما كنت في مصر، عندما استقررت بألمانيا، شاركت باللعب تحت نادي ميونيخ، مثّلت ألمانيا عام 2006 في بطولة الأساتذة بأمريكا، وقتها أحرزت أفضل نتائج، المركز الرابع في مسافة الـ400 متر، والخامس في الـ200 متر، والسادس في الـ800 متر.

مثّلت مصر هذا العام، هل عُدت مُجددًا للاشتراك بنادي الجزيرة؟

نعم، بعد الجلطة شعرت أني يجب العودة للاشتراك بنادي مصري، فلديّ تاريخ طويل هناك، وكثير من الأصدقاء.

6-السباحين المصريين الأربعة الذين فازوا في بطولة الماسترز بأمريكا 2006

من هو أول شخص قمت بإبلاغه خبر فوزك؟، ومن هو أول من قام بتهنئتك؟

أولًا رغبت إخبار ابنتي منى التي تعيش بكاليفورنيا، بسبب فرق التوقيت، وكانت حفيدتي عايدة أول من هنأني.

كيف تُطوّر نفسك، وما هو حافزك للفترة القادمة؟

أطور نفسي بممارسة تمارين في "الجيم" لتقوية عضلاتي، ودافعي الفترة المقبلة هو تعزيز لياقتي البدنية، والاهتمام بصحتي.

ما هو أفضل تعليق جاءك بعد الفوز؟

"لما بنتي منى قالت لي: أنت أفضل أب في العالم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان