وقفة العيد من "القهوة".. كيف تلقّى المتابعون هزيمة مصر أمام أوغندا؟
كتب- محمد زكريا:
عصر اليوم الخميس، خسر المنتخب المصري أمام نظيره الأوغندي بهدف مقابل لا شئ، في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018، غير أن المباراة تزامن توقيتها مع ساعات يصوم فيها المسلمون قبل حلول عيد الأضحى.
مصراوي يرصد عدد من المشاهد على هامش مباراة التصفيات، من داخل مقهى شعبي في حي المطرية بالقاهرة، يزداد مرتادوه بالتزامن مع مواعيد المبارايات الإفريقية والدولية، والتي تبثها حصرًا قنوات "بي إن سبورت"، في الوقت التي يقل عدد مشتركي القناة في البيوت نظرًا لارتفاع أسعار خدماتها مقارنة بدخول أغلب المصريين، حسبما يقول عدد من المشجعين لمصراوي.
في الثالثة عصرًا، تبدأ المباراة، يمني المشجعون النفس بفوز يعزز بقاء مصر على قمة مجموعتها الأفريقية، تمر الدقائق دون خطورة تُذكر على مرمى الفريقين، ينادي "القهوجي" على مشروباته، يسأله هيثم عطية عن الوضع في حالة "أنه صايم، ومش هيشرب حاجة"، يلتقط صاحب المقهى أطراف الحديث ويرد "تدفع 10 جنيه مقابل الكرسي اللي أنت قاعد عليه"، يرضخ الشاب العشريني لشروط محدثه مقابل مشاهدة تبدو رتيبة حتى اللحظة.
تستمر المباراة دون هدف واحد، يحمل أحد لاعبي المنتخب الوطني زجاجة مياه، يشرب منها قطرات قليلة، يضحك أحمد سعيد ويقول ساخرًا "مش كانوا صاموا عشان ربنا يكرمنا ويكسب"، يبادله صديقه بكلمات ساخرة "ياعم هي حرب أكتوبر"، قبل أن تقطع هجمة خطرة على المرمى المصري حديثهم.
ينتهي الشوط الأول. يوجه حسن محمد حديثه لأصدقائه "هيجي القهوجي دلوقتي، يدَفّعك 10 جنيه تاني، ويقولك كل شوط بمشروب، وأنت صايم أساسًا"، يختلف صديقه مع الطرح ويقول ضاحكًا "لا ياعم استحالة، هو كده عمل مبلغ حلو"، قبل أن تركل أرجل اللاعبين الكرة مع صفارة الشوط الثاني.
تتنقل الكرة بين أرجل اللاعبين، يزيد الفريق الأوغندي من خطورته تجاه المرمى المصري، يدعو المشجعون بالستر للفريق القومي، تحرز أوغندا هدفها الأول بغتة، يصب الجالسون لعنات الضيق، يسأل "القهوجي" أحد الواصلين إلى المقهى في التو عن مشروبه، ينهرّ الشاب العشريني مقدم الطلبات في غضب، قبل أن يجبره الأخير على دفع المبلغ المطلوب.
المباراة في دقائقها الحرجة، المنتخب المصري على أعتاب هزيمة أولى في التصفيات، يُبرر صاحب المقهى لزبونه أنه "مضطر اخد فلوس على الكرسي حتى لو مش هتشرب حاجة، ما أنا هدفع كهربا واشتراك بي ان سبورت، مين هيصبر عليا لو مدفعتش، وأنت شايف الغلا اللي احنا فيه.. هجيب منين؟"، هو ما دفع زبونه إلى تفهم موقفه في العمل.
دقائق قبل نهاية المباراة، يحاول لاعبو مصر تعويض الخسارة، تضيع كرة خطرة للفريق الوطني، ترصد الكاميرا لاعب مصري آخر يشرب الماء، يقول محمود علي في تهكم "مش لو كانوا صاموا، كانوا كسبوا الماتش"، يرد صديقه في ضيق "ياعم مش بالصيام والفطار، لعبنا حلو نكسب لعبنا وحش نخسر"، لم يكذب حكم المباراة الكلمة الأخيرة، أطلق صافرة النهاية معلنًا خسارة الفريق المصري، انفض الجمع عن المقهى قبل ساعة من إفطار الصائمين.
فيديو قد يعجبك: