"لنا عودة".. فيلم طلبة "عين شمس" عن اللاجئين بمصر

كتب- محمد زكريا:

الصراع يضرب دول الجوار. مأساة سورية مستمرة منذ 6 سنوات. معاناة فلسطينية بدأت قبل أكثر من نصف قرن. صراعات مسلحة تحكم عدد من دول القارة الإفريقية. شتات جمع النازحين عن بلادهم المرغمة في الصراع العنيد، بعضهم وجد في مصر ملجأ مناسب لحين عودة يتمناها النازحون قريبا، نقل بعض تفاصيلهم عدد من طلاب كلية الإعلام بجامعة عين شمس، من خلال نماذج تعبر عن معاناتهم وآمالهم التي سكنت مصر هروبا من أهوال تحيط ببلادهم هناك، في تقرير مصور تحت اسم "لنا عودة".

مع بداية العام الجاري، كان على طلاب كلية الإعلام اختيار فكرة مشروع تخرجهم. اشترك شريف السيد ومحمد ناقد في مجموعة تتكون من 10 طلاب، عرض كل فرد في المجموعة فكرته المُقترحة، ناقشها الطلاب بهدوء فيما بينهم، حتى استقر بهم الحال إلى إعداد فيلم قصير ينقل أوجاع اللاجئين بمصر.

عُرضت الفكرة على مشرفة القسم، لاقى مشروعهم قبولًا مبدئيًا، تم تطوير الفكرة مع الأساتذة المشرفين "في مرحلة تطوير الفكرة، لما كان رأي الأغلبية بيخالف رأي المعيدة، كان رأي الأغلبية بيمشي".

عكف الجميع في البحث عن نماذج تعبرعن روح فكرتهم "عملنا بحث كتير، وسافرنا الشرقية عشان نقابل واحدة فلسطينية عندها 110 سنة لكن كانت ماتت" يقول ناقد. عاد أعضاء المجموعة إلى القاهرة، تواصلوا مع اتحاد المرأة الفلسطينية "ولقينا نموذج يعبر عن معاناة شعب فلسطين بعد النزوح عن أرضه اللي اغتصبها الاحتلال" يضيف ناقد.

لم يتوقف البحث عن نماذج تعبر عن معاناة شعوب أخرى "روحنا الجمعية الأفروآسيوية، وتواصلنا مع امرأة إريترية، هجت من بلادها بسبب نزاع إريتريا المسلح مع إثيوبيا" يقول السيد. بعدها تواصلوا مع مواطن سوري لجأ إلى مصر بعد أن ضرب الصراع سوريا قبل 6 سنوات. بعدها شرع الطلاب في تنفيذ مشروعهم "لنا عودة".

تدور قصة التقرير المصور حول ثلاثة أشخاص؛ امرأة من فلسطين وأخرى من إريتريا ورجل سوري يحمل طفله، اختلف الثلاثة في توقيت نزوحهم من بلادهم واللجوء إلى مصر، يروي كلٌ منهم رحلة معاناته في البلد المستضيف، فيما يجمع بين الثلاث أمنية واحدة؛ وهي العودة إلى بلادهم التي هجروها بفعل الاحتلال والحرب والصراعات. 

منذ عرض الفكرة في فبراير حتى إتمام تنفيذها في مايو الماضي، شغل المشروع عقل صنّاعه "عشان كده أول ما المشروع اكتمل، الدكاترة والإعلاميين قالوا لنا الفيلم حلو ومفيهوش غلطات" يقول السيد.

في مايو الماضي، كان موعد الطلاب مع نتائج مشروعات تخرجهم من كلية الإعلام جامعة عين شمس. داخل إحدى قاعات دار ضيافة جامعة عين شمس، يجلس طلاب الفرقة الرابعة بكلية الإعلام، يتابع جميعهم بحضورعدد من الضيوف مشروعات التخرج التي تٌعرض على شاشة كبيرة، ينتهي عرض جميع الأعمال التي عكف عليها الطلاب لشهور، تُعلن نتائج الأقسام الثلاثة؛ الصحافة، العلاقات العامة والإعلان، الإذاعة والتلفزيون، فيما يُعلَن فوز فيلم لنا عودة بالجائزة الأولى للقسم الأخير.