في السوق الخيري لـ"الإنجيلية".. أسعار مخفضة لأدوات المدارس
كتبت – يسرا سلامة:
تكوي الأسعار بنارها الأسرة المصرية في "دخلة المدارس"، العام الدراسي 2018 أكثر قسوة، باعتباره الأول بعد تعويم الجنيه، الذي تم في نوفمبر الماضي، ومعه قفزت أسعار المستورد إلى ما يقارب الضعف، ولا سيما في الأدوات المدرسية. الكنيسة الإنجيلية بميدان الإسعاف بالقاهرة قدمت معرضا لمستلزمات الدراسة بأسعار مخفضة، تخفيفا على الأسرة.
أمام باب الكنيسة، انتظر "محمود مصطفى" وزوجته وأطفالهما الثلاثة، حبيبة ومحمد ومريم، حتى يُفتح باب المعرض في الثانية عشر ظهرا، جاءت الأسرة الصغيرة من منطقة إمبابة وحتى ميدان الإسعاف "دي السنة التانية نيجي هنا.. الأسعار برة نار"، قالتها الأم، شريهان، فيما يفسر الأب "التضخم وصل لـ100%.. كل الأدوات غالية من الشنطة للبراية"، تضرب الأم المثل "البراية السنة اللي فاتت بنص جنيه، السنة دي بجنيه في المعرض، بس برة توصل لاتنين جنيه".
قصدت الأسرة الكنيسة بحثا عن أسعار أقل بنسبة تصل إلى 30%، بحسب مصطفى. يذكر أن الكشكول بالدستة يصل الواحد فيه إلى 2.5 جنيه، بينما يصل سعره إلى 2.20 في الدستة "الفرق البسيط ده ممكن يوفر وإحنا بنشتري كمية كبيرة لأولدنا الثلاثة". تعرفت الأسرة على المعرض منذ العام الماضي من لافتة وضعت بالخارج أمام المارين في ميدان الإسعاف.
تضع الأسرة أولوية الكشاكيل في زيارتها الثانية للمعرض هذا العام، الأم كانت تطمح لوجود الكتب الخارجية في المعرض، لكن "لوثر خليل" المسؤول عن المعرض يقول لمصراوي إن المعرض لا يمكنه بيع الكتب الخارجية، لأنها تابعة لدور نشر، ولها أسعار محددة، بعكس الأدوات المكتبية والكشاكيل، التي تتواجد بأسعار مختلفة.
قررت الأسرة هذا العام عدم شراء أي شنطة جديدة "مفيش شنطة في السوق أقل من 90 جنيه"، تقولها الأم، وكذلك ملابس العام الماضي لـ"حبيبة"، في الصف الثاني ابتدائي، وشقيقيها. أغلب أموال الأسرة للتعليم ذهب إلى مصاريف المدرسة الخاصة "الأورمان".
"نقلل هامش الربح، فتقل أسعارنا نسبيا عن السوق".. يفسر خليل الأسعار المنخفضة نسبيا بالمعرض، موضحا "المكتبات فيها عمال وضرايب وغيرها، وهامش الربح بيكون من 25% إلى 35%.. لكن إحنا هامش الربح لا يزيد عن 10%".
خلف المسؤول عن المعرض، همّت الأيادي بإنزال دفعة جديدة من الكشاكيل إلى الأرض، ومجموعة من أبناء الكنيسة تسعى لوضع مجموعة طلبات لـ"عطيات سمير".
في العام الحالي، كانت سمير تسير مع ابنها "راشد أحمد"، لشراء بنطلون مدرسي، حتى لمحت لافتة إعلان المعرض بالكنيسة، دلفت لاستعراض الأسعار، وقررت المجيئ خصيصا في زيارة أخرى لشراء أدوات المدارس للابن ولابنة شقيقها، تركز في الشراء على "الكشاكيل، الأقلام، الزمزميات، اللانش بوكس"، تتابع "أسعار هنا أقل بكتير من السوق، خصوصا لو هشتري كمية، عندنا في بولاق هتشتري جملة زي قطاعي، بسعر واحد، وطبعا أغلى في السعر عن هنا".
رغم انتقاد السيدة لتأخر فتح المعرض هذا العام، إلا أنها تراه لافتة طيبة من أبناء الكنيسة الإنجيلية لجميع المواطنين، تفسر "لافتة حلوة.. لو حاجة سبيل وبتروحي تاخدي منها بتحسي إنها مميزة"، فيما يقول مسؤول المعرض "الأسعار غالية جدا، والظروف الاقتصادية صعبة، وإحنا بنحاول نساعد مع المجتمع لكل الناس، كل الأديان". يؤكد المسؤول أن المعرض اختار الأدوات في متوسط الأسعار، ابتعادا عن الرديء الرخيص أو الباهظ ثمنه.
على أرض مدخل الكنيسة، افترشت كراتين صغيرة بها مجموعة من الأدوات المدرسة، وعلى كل كرتونة كُتب السعر؛ الزمزمية 18 جنيها، وأخرى بـ10 جنيها، اللانش بوكس من 10 إلى 20، والجلاد 3 جنيهات. المعرض شهد إقبالا في الساعات الأولى لفتحه، الذي يبدأ من الحادية عشر صباحا وحتى السابعة مساءا، مستمرا حتى السبت القادم.
لم يقتصر زوار المعرض على أبناء المدارس فحسب، لكن كلا من "إسلام نصر مدبولي" و"أحمد عادل" طالبا الهندسة قسم الكهرباء، كانا يبحثنا عن "كشاكيل سلك" وأدوات أخرى، يذكر نصر إن تلك الأدوات وصلت للضعف في السوق، لذا قرر المجيء للمعرض، عقب معرفته عنه من شقيقته، فيما يأمل زميله عادل وجود آلات حاسبة في المعرض "الآلة وصلت من 100 إلى 350 جنيه.. كل حاجة أسعارها ضربت، مدرسة وجامعة".
فيديو قد يعجبك: