أحلام وحواس و"فوضى".. كيف عبر طلاب "سيلاس" عن أفكارهم؟
كتبت-رنا الجميعي:
لم ينتهِ طلاب معهد سيلاس للآداب الحرة من دراستهم، وانقطعوا، بل طوّروا ما تعلموه خلال السنة من مواد إلى حالة نقاشية، أقيمت بمعرض "ممم" داخل المعهد، الكائن بمنطقة الخليفة، الذي استمر لثلاثة أيام.
"كل كورس ناخده مطلوب مننا بحث أو كتابات".. يقول إبراهيم أبو جازية، أحد طلاب المعهد، مع نهاية السنة الدراسية ارتأى الطلبة أن منتجاتهم الفكرية تستحق العرض، كانت الأفكار تعبر عن "فوضى" كما ذكرت آلاء بنان، منسقة المعرض، "كان كل حد فينا بيفكر في حاجة غير التاني"، لذا جاءت تسمية المعرض بـ"ممم" التي تُقال عند التفكير في أمر عميق.
يحكي أبو جازية أن الدراسة مُختلفة بالمعهد عن الأماكن الأخرى "هنا انت داخل بإرادتك الحرة"، فبالإمكان تغيب الطلبة عن المحاضرات، إلا أن حُبهم للمكان وتعرّفهم عليه حال دون ذلك "كنا بنقعد بالخمس ساعات، ونستكشف المنطقة اللي مليانة مساجد". بين الفن والفلسفة والثقافة يدرس الطلاب كما يذكر أبو جازية، لذا جاءت مُنتجاتهم بشكل مختلف.
داخل المعرض كانت الحالة تجريبية "مكنش سهل إن الناس تفهمها" لأنها تُعبر عن حالة خاصة بكل طالب، بين "حد بيفكر في الأحلام والتاني بيفكر هل الأشياء ليها عالم وبتتكلم فيه وفيه فكرة تانية عن الحواس ومدى اعتمادنا عليها"، كانت تلك هي المعروضات.
"مذكرات الأحلام" تنتمي لآلاء، المُشاركة والمنسقة في الوقت ذاته، تشرح "كنت بسجل أحلامي وأحلام صحابي"، عبر سماعة يُمكن للزائر سماع أحلام آلاء وآخرون، تحكي المنسقة عن أحد أحلامها الذي ظهر فيه تمساح يأكل البشر "ماما قالتلي في الحلم اسأليه يمكن عايز حاجة"، وبالفعل توصلت لسبب يدفع التمساح للأكل "قالي إنه عايز يشرب".
تُفسّر الشابة الحلم أنه "كانت مسألة تواصل بيني وبينه"، رغم غرابة الحُلم لم تخف آلاء من عرضه "كان كل همي إننا نخرج اللي جوانا".
على مدار الصيف اشتغل الطلبة على تنفيذ المعرض، الذي لم يكن تقليديًا، سماعة وسرير وأباجورة وضوء خافت هي الطريقة التي يُجربّها زوار المعرض لسماع أحلام آلاء "اللي بيدخل بيسمع الأحلام واللي سجّل أحلامه وفيه ناس نامت فعلًا".
تنوّع الزوار بين طلبة ومهتمين بالفن وآخرين منتمين للمجتمع المدني، تُقدّر آلاء تجاوبهم عن طريق التفاعل "فيه ناس شافت إن الموضوع مش شيق، وناس تانية عندها فضول يتناقشوا".
فيديو قد يعجبك: