"زحمة يا مدارس".. ويبقى "المترو" هو الحل

كتبت – يسرا سلامة:

اعتاد محمد الصادق، 29 عاما، على ركوب مواصلة واحدة تنقله من منطقة صفط اللبن بالجيزة وحتى السيدة عائشة بالقاهرة حيث مقر عمله كباحث بالتاريخ، لكن الشلل المروري في المحافظتين ما بدء الدراسة اضطره إلى أن يلجأ لمترو الأنفاق، هربا من وقت مضاعف على الأسفلت "الطريق اللي كان بياخد ساعة إلا ربع بيوصل لأكتر من ساعة ونص" يقول الشاب.

قرر الصادق أن يغير وسيلة ذهابه إلى عمله، تفاديا للزحام. لجأ إلى المترو منذ الأسبوع الماضي تزامنا مع موسم شراء احتياجات المدارس. وجود إصلاحات بنفق الجيزة بشارع مراد سبب آخر لحالة التكدس، لذلك اختار الذهاب من منطقته إلى مترو جامعة القاهرة، ثم لمحطة محمد نجيب، وأخيرا استقلال مواصلة إلى عمله بمنطقة السيدة عائشة.

القاهرة الكبرى احتلت المرتبة الثانية على مستوى العالم من حيث الازدحام المروري، عقب الهند، حيث بلغ عدد المركبات المرخصة أكثر من 11 مليون سيارة، وهذا ارتفاع هائل مقارنة بعدد المركبات المرخصة في عام 2014 نصف ما هو عليه الآن، وفقا لعدد من الدراسات، منها دراسة للبنك الدولي.

من مواصلة واحدة، لعدة مواصلات يستقلها الصادق بعد تغيير المسار، نفس التوقيت تقريبا يتخذه الشاب، وهو 45 دقيقة. يذكر الشاب العشريني أن المترو وسيلة أكثر ضمانا، خاصة بعد تأخر وصول سيارات الميكروباص إلى مواقفها بمنطقته "زحمة شديدة جدا على الموقف لكن المترو موجود".

ويقول أحمد عبد الهادي، المتحدث الرسمي باسم الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، أن عدد الركاب قطار الأنفاق يكاد يكون ثابت، بمقدار 3 مليون راكب يوميا، مضيفا لـ"مصراوي" أنه لم يُرصد اختلافا بعد الزحام مع موسم الدراسة أو ما قبله.

توقع الإقبال المتزايد على مترو الأنفاق جعل الهيئة تستعد بقطارات إضافية، حيث يتم تشغيل 30 قطارا مكيفا بالخط الأول من حلوان وحتى المرج، 4 قطارات مكيفة من شبرا الخيمة وحتى المنيب، على أن يبدأ التشغيل من 5.15 صباحا وحتى 1 صباحا من اليوم التالي، وفقا لبيان الهيئة.

"ندرس خطط خارج الصندوق لمجابهة الزحام المروري مع دخول المدارس".. يقول محمود عبد الرازق، وكيل الإدارة العامة لمرور القاهرة، مضيفا في تصريحات لقناة (دي إم سي) أن الإدارة العامة للمرور لديها استنفار تام من بداية اليوم وحتى المساء. تدفع المرور بفريق الإغاثة المرورية، والذي يساعد السيارات المعطلة على الطريق، وفقا لـ"عبد الرازق".

من جهة أخرى كشفت دراسة حديثة صادرة عن البنك الدولي والمعهد القومي للنقل أن متوسط السرعة بالطرق الرئيسية بالقاهرة يتراوح من 15 إلى 40 كيلو متر في الساعة، رغم أن السرعات المتوقعة في المعتاد تتراوح بين 60 إلى 80 كيلو مترا في الساعة على الطرق الرئيسية.

وتوصلت الدراسة إلى أن هناك عدة أسباب للتكدس، منها فوضى النقل الجماعي، تهالك السيارات، سلوك السائقين، سوء تنفيذ القانون، قصور حالة شبكة الطرق والإهمال في الصيانة، وفوضى الإشغالات والسير عكس الاتجاه، كما أوضحت الدراسة أن مترو الأنفاق ذات نطاق محدود بالنسبة لمدينة القاهرة.

يقدر الصادق ما ينفقه على المواصلات بنحو ثلث راتبه، بواقع حوالي 15 جنيها بشكل يومي، إذ يستقبل مواصلات بجانب مترو الأنفاق أيضا، فيما لا يخطط الشاب الانسحاب من عالم مترو الأنفاق في الفترة الحالية "هفضل طول الترم الأول لإن زحام المدارس مستمر".

اقرأ أيضا:

العاصمة تتحول إلى جراج كبير.. ازدحام بمعظم الطرق الرابطة ...

العاصمة تتحول إلى جراج كبير ازدحام بمعظم الطرق الرابطة بين القاهرة والجيزة...مصراوى