لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"غزالي" يلف مصر لتوثيق الحرف التراثية في "أطلس"

12:04 م الخميس 28 سبتمبر 2017

كتب- إشراق أحمد:

منذ بدأ أسامة غزالي مشروع "يدوية" لتنشيط الحرف، وضع يده على مشكلة أساسية "مفيش قواعد بيانات نقدر نحط على أساسها خطة للاهتمام وإحياء الحرف اليدوية"، وعليه قرر الباحث البيئي أن يخوض رحلته في عمل "أطلس الحرف التراثية المصرية".

غادر غزالي عمله كمدير لمحمية جبل علبة جنوب البحر الأحمر عام 2012، وأسس "يدوية" كشركة خاصة لتسويق المنتجات الحرفية، وكذلك التوعية عبر نشر قصص صانعيها وتاريخها "لقيت إن المنظومة سواء حكومة أو قطاع خاص ماشية غلط فقلت أحاول أحافظ على اللي باقي وأبدأ من الصفر" يقول صاحب فكرة الأطلس لمصراوي.

خريطة لكل محافظة في مصر، موزع عليها نقاط تواجد الحرف اليدوية، عددها، الحالي منها والمندثر وما أوشك على الانقراض، فضلاً عن أنواع هذه الحرف، وعدد المواد الخام المتوفر استخدامها. يوضح "غزالي" الفكرة لمصراوي قائلا: "بنوثق عن الحرف على الأرض.. بنلف كل حتة في مصر ونشوف كل المراجع ونحكي مع ناسها الحقيقية"، مما يتطلب التردد على المحافظة وربما المكان ذاته مرات عديدة، حسب قول صاحب المشروع.

خمس خرائط تم الانتهاء منها حتى الأن –قنا، سوهاج، الوادي الجديد، الأقصر وشمال البحر الأحمر (شلاتين). أخرجها "غزالي" للعلن عبر موقع "يدوية" وصفحته الشخصية على فيسبوك، كانت نتاج عمل بدأ قبل أكثر من ثلاثة أعوام، عكف عليه بصحبة متطوعين اثنين في محافظتي قنا والأقصر.

تقوم "يدوية" في الأساس على السفر واستكشاف الحرف في مصر، فيما زاد "الأطلس" مهمة "غزالي" ورفاقه "كنا بنسافر مرة واحدة في الشهر قبل ما نبدأ المشروع. دلوقت مش أقل من مرتين". جولة بحثية، في الأسواق والنجوع، أسئلة لا تتوقف، عيون تدور على موائد الباعة وأفرشتهم، لعلها تجد منتج "مركون"، ومعايشة مع الأشخاص، وفتح مجال للحكي للوصول إلى خيط يقود إلى معلومة عن حرفة ربما اختفت وبقي صناعها.

رحلة طويلة للوصول إلى مرحلة تصميم الخريطة "كل محافظة ليها تقرير ممكن يوصل لمئات الصفحات فيها بحث تفصيلي عن الحرف، مشكلاتها وكمان طرح حلول" يقول "غزالي". هدفان أرادهما ابن الصعيد من وراء الأطلس؛ أولهما وضع اسم مصر في الريادة العربية والإفريقية لتوثيق الحرف "ونوصل رسالة للخارج إننا بنقّدر تراثنا فالناس تحترمنا خاصة أنهم بره بيهتموا بالحاجات دي فلو قلت الحرف المصرية ممكن إنجلترا كلها تسمع"، وثانيهما توجيه رسالة داخلية لأصحاب القرار في مصر بأن تحت يدهم "قاعدة اتخاذ قرار" تمكنهم من بناء خطة استثمار للحرف.

ويوضح "غزالي" معايير التوثيق، بأنه يعمل على تسجيل الحرف التراثية، المتراوح عمرها بين 50 و100 عامًا، فيما يقف تحري الدقة من المعلومة أمام الانتهاء من إحدى الخرائط "بنحاول نغطي المكان عشان لو حد نزل ولقى شيء تاني يبقى قليل جدا وسهل إضافته".

على مدار مشوار "غزالي" مع "الأطلس"، أدرك أن المشقة تزيد في الأماكن الغنية بالحرف، يضرب المثال بأسيوط والواحات، ظن الباحث أن المحافظة الأولى "فقيرة" إلى أن نزلها، وجد بها حرف كثيرة منها المنقرض. تمنى لو تمكن من زيادة أفراد العمل بشكل يُعين على إنجاز المشروع، ولهذا حرص على نشر ما ينتهي من الخرائط لعل أحدهم يتطوع بالمساعدة.

يواصل "غزالي" العمل على مشروعه، يقول إنه صوب إنهاء البيانات الخاصة بكافة المحافظات، ليكتمل "الأطلس" مطلع العام المقبل، يأمل أن تتكفل به أي جهة سواء حكومية أو خاصة، فيما يستعين على الإحباط، بما شهده مؤخرًا، في زيارته لقرية باريس –الوادي الجديد-حين عاد إليهم بعد 20 يومًا، من لقائهم وشراء بعض منتجاتهم التي أوشكت على الانقراض، فوجد الحماس قد دب في عروق صناع الحرف، ووقتها أيقن أن هناك مَن يريد الأمل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان