لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تضع "مكياج فرعوني" وتتحدث الإنجليزية.. الظروف دفعت "منى" للبيع في الحسين

01:07 م السبت 13 يناير 2018

كتبت-دعاء الفولي:

يتزايد عدد البائعين بمنطقة الأزهر بشكل مستمر، تزامنا مع بدء مولد الحسين. بين الباحثين عن الرزق وقفت منى حمدي أمام باب مسجد الحسين، توزع ابتسامتها على المارة، تدعوهم لشراء أطواق الورد والزينة الفرعونية التي بحوزتها، بدت هيئتها مختلفة عن الآخرين؛ ترتدي طاقية تتدلى منها قصاصات ذهبية اللون، وفوقها طوق الزهور، فيما تُزيّن عينيها بما تقول عنه "مكياج فرعوني"، تلك الحالة جعلت السيدات اللاتي يمررن بها يبتسمن، أو تُلقي إحداهن لها كلمة طيبة "والنبي انتي شكلك جميل.. عايزين نتصور معاكي حتى لو مش هنشتري".

منذ ستة أعوام لم تكن منى تعرف طريق الشارع، حتى باغتتها الحياة بطلاقها من زوجها "ساعتها حسيت إني لوحدي ومعايا 3 أولاد ولازم أصرف عليهم". لم تكن التجربة هيّنة، أورثت السيدة الثلاثينية مرض السكّري "لأني زعلت أوي ساعتها"، لكنها قررت ألا تنتظر شيئا من أحد.

في أحد الأيام اشترت الأم مجموعة من الملابس من أحد التجار "بدأت أبيعهم بالقسط في الحسين بس بقت الناس تاخد الهدوم ومتدينيش الفلوس فبطلت"، حارت في أمرها، إلى أن أشار عليها أحد التجار لبيع الزينة الفرعونية والمصرية "زي البرقع والملاية اللف"، لم تخرج السيدة عن منطقة الحسين أيضا، إذ تسكن فيها، لكن العمل في الشارع ظل عسيرا خلال الفترة الأولى.

تحمل منى شهادة دبلوم تجارة وتتقن الإنجليزية، التي تعلمتها لتستطيع البيع للأجانب. "لما نزلت بالبضاعة عند الكافيهات الناس افتكروا إنه عشان شكلي كويس وبهزر هسكت عن الأذى".

تذكر السيدة إحدى البائعات التي أرسلت لها شقيقها صاحب الـ13 عاما "عشان يضايقني في الشغل ويقرفني"، حاولت منى تجاهله في البداية "بس لما لقيته بيقل أدبه جبته من إيديه وكعبلته على الأرض.. ضحّكت الشارع كله عليه"، تضحك منى بدورها حين تحكي الموقف "من ساعتها الشارع كله لم نفسه، ولو مكنتش عملت كدة كنت بقيت ملطشة".

هيئة مُنى المختلفة "خلتني رايقة شوية في عين الناس والبياعين"، تعتقد السيدة أن تلك النظرة عنها أمرا جيدا "إيه المشكلة أما اهتم بنفسي؟". 

تقف منى في ساحة المسجد يومياً "ساعات بقف عند الكافيهات بس لو في حملة بخاف وأدخل"، منذ أيام صودرت بضاعتها خلال إحدى حملات شرطة السياحة "فضلت أعيط لأمين الشرطة لحد ما جابلي الحاجة"، رغم ذلك تُحب أم الثلاثة أبناء عملها، وتنزل يوميا ما عدا الأحد.

لا تتصنّع السيدة اللطف مع الزبائن "طالما الناس بتعاملني كويس ليه أضايقهم؟"، لا تنزعج من تقليب إحداهن في بضاعتها، إلا أن ما يضايقها الفصال "انا ببيع الحاجات بعشرة و15 جنيه.. لما واحدة تقول الـ3 طواقي بعشرة يبقى انا هخسر فيهم".

"الشغلانة دي عرفتني بأجانب كتير وخلت اللغة عندي أحسن"، يأتي بعض الزبائن خصيصا لها "ساعات أقعد يومين منزلش ولما أرجع واحدة تقولي سألنا عليكي، بنحب نشوفك دايما ونتعامل معاكي"، أما من ناحيتها فتُحب منى التقاط الصور مع المشاهير الذي يمرون بالمكان، تُشير إلى صور مُخزنة على هاتفها بفخر "اتصورت مع جورج قرداحي وياسر جلال".

رغم ذلك، فثمة محاذير لا تفعلها منى أبدا؛ أهمها تشغيل ابنها محمود معها "هو عنده 13 سنة وبيتحايل عليا بس بقوله لأ"، لا تُحب رؤيته يعاني مثلها "الشارع مهما كان شقا وقرف"، توصيه باستكمال تعليمه "بقوله إن دي هي المساعدة اللي انا عايزاها منك"، تحاول عزله عن الأجواء المشحونة "بخاف لو نزل هنا يلقط شتيمة مش كويسة.. يبقى تعبي فيه راح على الفاضي"، وفيما تحرص على تربية أبنائها، تتمنى امتلاك محل صغير "هبيع فيه نفس الحاجات، بس أهو يرحم رجلي شوية من وقفة الشارع".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان