بعد تحرير الموصل.. يونس يُزيل آثار "داعش" بالخط وكرة القدم
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
كتبت- فايزة أحمد:
تسلم الطالب العراقي يونس علي،مطلع الشهر الجاري، شهادة تخرجه من كلية "فنون جميلة" بجامعة مدينة الموصل، والتي ظلت تحت قبضة ما يُعرف بـ"الدولة الإسلامية" على مدار ثلاث سنوات خلت، ليتوجه إلى منزله الذي انتهى والده من تجهيزه؛ لانتقال الأسرة عقب هجرهم له قبل عام؛ لتعرضه لقصف من قِبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
كانت الموصل آخر المدن التي حُررت من قِبل الجيش العراقي من قبضة تنظيم داعش، وذلك في العاشر من شهر يوليو العام المُنصرم، عقب ثلاث سنوات اتخذها التنظيم كعاصمة لما أسموه بـ"دولة الخلافة".
وما أن وصل "علي" إلى منزله وقف مرتبكًا، يتذكر ذلك اليوم الذي قُصف فيه ووالده بالداخل "تعرض منزلنا في الساعة 2 ليلًا لقصف بثلاثة صواريخ، وقتها كنا نزور أحد أقاربنا، لكن والدي كان بالمنزل"، وهو ما جعله يهرول إلى هناك؛ حيث أفجعه شكل المنزل بعد القصف، يصرخ بأعلى صوته مناديًا على والده "لم يجب في البداية، في هذه اللحظة قلت إن الوالد فقد حياته" يستسلم، يجثو على ركبتيه ويديه على مؤخرة رأسه قبل أن تحدث المفاجأة "وجدت صوت والدي ينادي من الداخل.. حياتي رجعت بهذا الصوت".
رغم أن نفس "علي" تميل دائمًا إلى تذكر المواقف المُبهجة التي مر بها، إلاّ أنه لم يستطع منع ذهنه من تذكر هذه الواقعة على مضض "لحظات كتير كانت صعبة وقاسية"، غير أنه لم يستسلم لما فُرض عليه وعلى مدينته برمته من واقع مر "داعش حاولت أن تجعل حياتنا جحيم في الموصل لكن بفضل الله لم ينالوا منا.. كنا نسخر من أوامرهم طول الوقت، ونصمم على موقفنا المعادي ضدهم".
حرب من نوع أخر خاضها "علي" مع التنظيم، تسلح فيها بالعلم والفن الذي حاول عن طريقهما مواجهة سموم أفكارهم المتطرفة التي عمدوا إلى نشرها بين شباب المدينة، وذلك رغم قرارهم بغلق الجامعات "لما إجوا داعش على الموصل أغلقوا كلية الفنون الجميلة قالوا بتحض على الكفر"، لم تتوقف قراراتهم الرجعية عند هذا الحد بل امتدت إلى "بعدها منعونا من لعب كرة القدم بالمدينة حتى الفريق الأول لكرة القدم بالموصل عم بيقولوا مضيعة للوقت"، ذلك الفريق الذي كان ملتحقًا به آنذاك.
شعر الشاب العشريني بأنه يقبع داخل سجن مدقع لم ينفك حراسه عن إحكام قبضتهم عليه، انتفض ضد هذا الشعور متخذًا قراره "جه على بالي أتعلم الخط في الجانب الشرقي بالموصل"، الأمر الذي جعله يذهب لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع للتعلم، متحملًا المضايقات التي يمارسها جنود التنظيم عليه أثناء الدخول والخروج، لكنه لم يتوقف إلا عقب اشتداد المعارك بين الجيش العراقي والتنظيم "كل الجسور قُصفت ما عاد فيني أروح أتعلم الخط وتوقفت فترة".
لم يتملك اليأس من طالب "فنون جميلة"، ففي خضم الحرب الدائرة وقتذاك، قرر أن يشارك بعض شباب مدينته في إنقاذ الكتب الناجية من مكتبة الموصل المركزي، التي أُضرم فيها النيران من قِبل التنظيم "تطوعت في إنقاذ الكتب من المكتبة المركزية تحت أصوات القذائف والرصاص، محد وفرلنا شيء كان كله مجهود ذاتي من الشباب"، رغم قتامة المشهد كان يسعى جاهدًا لتخفيف حدة التوتر الذي أصاب هؤلاء الشباب "كنت بحب أقلد بعض المشاهد المضحكة من الأفلام المصرية.. كان الشباب يضحكوا كتير.. نسينا وقتها القصف والرصاص".
بمجرد إعلان الموصل خالية من عناصر داعش، غازلته الرغبة في معاودة التدريبات ولعب كرة القدم من جديد، طرح الفكرة على زملائه في الفريق "تحمسوا للأمر سريعًا"، لكن تطلب تنفيذها قيامهم بتمهيد وردم الملعب الذي سيشهد تدريباتهم ومبارياتهم؛ نظرًا لتعرضه للقصف أثناء الحرب "بدأنا في عملية الردم، وزرع الحشائش بالملعب، ومن ثم بدأنا اللعب"، وذلك من أجل الاستعدادات للمشاركة في الدوري العراقي الذي سينطلق خلال الفترة المُقبلة.
بالتزامن مع تأدية يونس لتدربياته، أقبل مجددًا على دروس تعلم الخط، حتى أحرز تقدمًا كبيرًا به، مكّنه من المشاركة في المهرجانات التي أُقيمت بمدينته التي لازالت محتفظة بآثار ذاك التنظيم "شاركت بمهرجان الموصل للقراءة الذي أقيم في سبتمبر الماضي، وحازت لوحاتي على إشادات كبيرة"، لم تكن هذه الإشادات السبب الرئيسي في سعادته وإنما "هذه المهرجانات كان بمثابة عودة الحياة لمدينتا بعد الظلام الذي عيشنا به 3 سنين".
يتبنى ابن مدينة الموصل شعارًا بعينه في حياته "لا يأس مع الحياة"، ذلك الشعار الذي ثبت صحته لديه لاسيما عقب خروج داعش من البلاد، رغم ما أحدثته من جرائم فادحة هناك "داعش علمتنا درس إن الضربة اللي ما بتموتني بتديني دفعة وتخلينا أقوى.. ونحنا العراقيين بقينا أقوى بعد داعش".
بجانب أمنيته لزيارة مصر، لدى يونس علي أمنيات عدة "حلمي أن ترجع مدينة الموصل مثل قبل، وترجع كرة القدم والمشاركات، والفرق تيجي عندنا، وترمم كل الملاعب اللي قُصفت، كمان بدى أطور مهاراتي في الخط ويصير عندي معرض أظهر به لوحاتي.. بدى كل الناس تعرف يونس".
فيديو قد يعجبك: