قصة مرشح محتمل للرئاسة.. ومواطن: عرفته من فيسبوك

كتبت – نانيس البيلي:

قبل أيام، توجه "محمد مؤمن" في الصباح الباكر إلى أحد مكاتب الشهر العقاري بمدينة 6 أكتوبر، في طابور قصير اتخذ المهندس الأربعيني مكانه ليحرر توكيلاً للمرشح المحتمل للرئاسة "أحمد المختار"، ورغم أن الموظف أخبره بعدم إدراج اسم مرشحه على قاعدة البيانات غير أنه انتظر أكثر من ساعة على أمل تمكنه من تحرير التوكيل ودعم المرشح الذي عَرف عنه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي "مقابلتوش ولا مرة بس بكلمه على النت، ولقيت عنده فكر وبرنامج حلو أوي عجبني".

من خلال صفحته الشخصية بـ"فيس بوك" والتي يتابعها قرابة 10 آلف شخص، أعلن "أحمد المختار" الذي يملك مجموعة شركات استثمارية بمدينة 6 أكتوبر عزمه الترشح للرئاسه، طالبًا ممن يثقون فيه دعمه تحرير توكيلات تمكنه من التقدم للترشح رسميًا.

"عندي خطة شاملة لبناء الإنسان مدتها 7 سنين هدفها تغيير مصر إلى أفضل مواطن ووطن" يقول "المختار" لمصراوي عن برنامجه، متعهداً حال نجاحه بأن تأتي ثمار خطته خلال السنة الأولى للحكم "هتلاحظوا تغيير كامل في الأخلاق والسلوكيات وإتاحة فرصة للعلماء والمبدعين لقيادة المجتمع".

"عاوزة أديله صوتي لأنه جوز أختي ونفسي أقف جنبه، ولأنه كان ضابط جيش وعنده خلفية عن البلد وعاوز يصلح ويمنع فساد"، هذه الأسباب هي ما دفعت "حنان عبد المنعم" 49 عاما، لتحرير توكيل لدعم ترشح "المختار" (زوج أختها)، تقول إن عددا كبيرا من عائلتها حرووا له توكيلات أيضًا لتأثرهم بفكره الذي تعرفوا عليه من خلال تجمعات ينظمها لهم كل فترة "بيقعد مع العيلة خصوصا في رمضان، وبيسمعوله وبيعجبوا بآرائه".

يرى "مؤمن" أن تغيرا كبيرا في الظروف السياسية والأمنية حدث خلال السنوات الأربعة الماضية دفعته للاتجاه لدعم مرشح آخر رغم اختياره للرئيس السيسي في انتخابات عام 2014، "وقتها كان لازم السيسي يمسك لأن البلد كانت ضايعة، لكن دلوقتي حطينا رجلنا على أول السلم عاوزين فكر جديد ينهض ببلدنا"، ويشير إلى أن أكثر ما أعجبه في برنامج "المختار" هو رؤيته للتعليم "بيقول عاوز التعليم يبقى حر، يعني الطفل يفهم المعلومة ويروح يبص عليها في المكتبة أو الانترنت".

قبل ذلك، تقدم "المختار" - الذي خرج معاش من القوات المسلحة قبل 20 عاما برتبة رائد – للترشح للرئاسة مرتين في انتخابات عامي 2014 و 2005. كما ترشح مرة واحدة لانتخابات مجلس الشعب، غير أنه لم يشارك في التصويت بأي انتخابات "مكنتش بحضر خالص لأني كنت شايف إنها تمثيلية"، وعن ترشحه للمرة الثالثة يقول إنه يرغب في أداء واجبه وخدمة مصر، "عندي قناعة إن ربنا هيحاسبني لو عندي فكر ومقدمتوش لبلدي".

دعم كبير يقدمه "مؤمن" لمرشحه المحتمل، فيقول إنه لم يكتف بتحرير توكيل بل يقوم بالدعاية له في دائرة المحيطين به "بكلم كمان أصدقائي ومعارفي عنه وبحاول أقنعهم بيه". وأنه في حالة تمكنه من جمع التوكيلات المطلوبة وتقديم أوراق ترشحه سيشارك معه في مرحلة الدعاية الانتخابية.

نفس الأمر، قامت به "حنان" التي تعمل معلمة بإحدى مدارس العريش "كلمت أصحابي عنه وقولتلهم ده جوز أختي وكان ضابط قديم"، بجانب قيامها بتوزيع دعاية له في مدينتها، "ولما يترشح هعلقله صور في العريش".

تقول إنها حررت توكيلاً له بأحد مكاتب الشهر العقاري بالقاهرة قبل 3 أيام خلال زيارتها لأسرتها بمنطقة عين شمس "مرضتش أستنى لما أرجع العريش، قلت أعمله على طول".

عدد من الاستفتاءات الإلكترونية طرحها "المختار" ديسمبر الماضي عبر صفحته الشخصية حول فكرة ترشحه للرئاسة، شارك فيها ما بين 400 إلى 500 شخص، جاءت نسبة موافقة المشاركين ما بين 65% و75%، بعدها أعلن الرجل الخمسيني ترشحه. يقول إن هناك عدد غير قليل من التوكيلات المؤيدة له تم جمعها لكنه لا يعرف عددها تحديداً، ويضيف أنه يأمل أن يتمكن من جمع العدد المطلوب لأنه وفق ما يقول معروف على نطاق كبير داخل مصر "أتوقع كل الشعب المصري يعرفني، لكن المشكلة أنا مش قادر أوصل لكل أهل مصر من خلال الإعلام".

اعتاد "مؤمن" على التصويت في جميع الاستحقاقات الانتخابية، يقول إنه ينوي مقابلة "المختار" في أقرب فرصة تتاح أمامه بعدما تحدث معه عبر "فيس بوك" وحصل منه على وعد بتنفيذ برنامجه "قلتله أنا مقتنع باللي بتقوله بس ياريت يترجم على أرض الواقع".

فيديوهات للتعريف بسيرته الذاتية، خواطر تتضمن دعوات للتغير ومقاومة الفساد والظلم والمخدرات ومحاربة الإرهاب، رسائل برنامجه الانتخابي، كانت أبرز ما تضمنته صفحة "المختار" عبر "فيس بوك"، والتي يديرها بنفسه ويتولى مهمة الرد على التعليقات والرسائل. يقول إنه يمول حملته من ماله الخاص، بجانب وجود عدد كبير من المطبوعات الدعائية له منذ ترشحه في انتخابات 2014 "هستخدمها لأنها مصر متغيرتش كتير". ويضيف أنه لم يرشح نفسه من أجل الشو الإعلامي " كل اللي رشحوا نفسهم وطنيين وأنا متطوع مش هاخد مرتب الرئيس لو كسبت في الانتخابات".