عمرها 100 سنة.. عبد الرحمن يقرر حفظ رُخصة جده في دار الكتب
كتبت-رنا الجميعي:
على مدار سنين عديدة كان محمد عبد الرحمن ابراهيم يحتفظ بوثائق تخص أسرته، شبّ ذو الثمانين عامًا على شيمة الحفاظ على الذكريات، لم يُفرّط في أي من أوراق العائلة القديمة، غير أنه ما إن عرف عن مبادرة "تراثك أمانة"، التي دشّنتها وزارة الثقافة، حتى قرر ايداع رخصة تخصّ جده، تعود للعام 1919، لدار الكتب.
لا يملك عبد الرحمن أيّ ورقة تخص جده ابراهيم عامر عبد الجواد سوى تلك الرّخصة "وحاجات زي معالق مكتوب عليها اسمه، كان راجل مبسوط"، فيما يصف إنها وثيقة في حجم الفلوسكاب مُجلّدة بورقة كراسة كُتب عليها وزارة المعارف، تُوضّح الرخصة مهنة جده، فقد كان يعمل "قباني"، والقباني كما يشرح الحفيد هو "دا الشخص المحاصيل الزراعية، هو الوسيط بين الفلاح والحكومة، يدي المحصول للحكومة وتمنها للفلاح".
لم يعاصر عبد الرحمن جدّه حين عمل قباني، حيث توفي وهو في صغره، لكن العلاقة امتدّت بينهما من خلال اسمه، فمنذ صغره تُناديه الأسرة بـ"الحاج محمد"، وحينما سأل والدته عن سبب تسميته ملحوقًا باسمه "الحاج"، قالت له إن أول ما ذاقه لسانه وقت ولادته كانت مياه زمزم التي أحضرها جده معه قادمًا من رحلة الحج.
تربّى عبد الرحمن على صيانة الجمال، فما إن رأى مبادرة "تراثك أمانة"، والتي تدعو المواطنون من أصحاب المقتنيات الوثائقية لاهدائها إلى دار الكتب، حتى تواصلت ابنته دكتورة سحر، مدير مكتبة متحف الحضارة، مع دكتور أحمد شوكي، رئيس دار الكتب.
أمس ذهب عبد الرحمن إلى دار الكتب، حيث التقى ايناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، ودكتور شوكي، حيث تم تدشين المبادرة، لم يكن عبد الرحمن الوحيد ممن أهدى مقتنيات لدار الكتب، كذلك فعلت دكتورة هدى أباظة، أستاذة اللغة الفرنسية بكلية آداب عين شمس.
ويقول دكتور شوكي لمصراوي إن المواطنين يستطيعون التواصل مع المبادرة عبر البريد الإلكتروني، أو صفحة الفيسبوك، كما أضاف أن من وظائف المبادرة هو تسهيل السبل للمواطنين "لأن تكلفة ترميم المقتنيات غالية، ممكن أي حد عنده وثائق يبعتلنا لو مش قادر ييجي، ونبعت حد يعاين ونضمها".
لسنين طويلة احتفظ عبد الرحمن بتلك الوثيقة، انجذب فيها إلى صورة جدّه "مكنتش أعرف شكله"، فيما يبدو أنه تأملها مرات عديدة حيث يقول "لما بقرا الوثيقة دي بقول ايه الجمال اللي كان في فكر المصريين ده، كاتبين وصف تفصيلي لشكل وملامح جدي لأن لازم الفلاح يشوف الرخصة ويتأكد إن دا راجل أمين".
بمحبّة أوْدع عبد الرحمن الوثيقة، فيما تُشير المبادرة إلى تسليمهم شهادات تقدير وتدوين أسمائهم في سجلات خاصة تأكيدًا لمبدأ المشاركة المجتمعية، وهو ما قاله مدير دار الكتب إلى عبد الرحمن "كمان هيعملوا سكانر على الوثيقة عشان أحتفظ بنسخة منها"، يُثني عبد الرحمن على فكرة المبادرة، وهو ما يجده لزامًا على كل من لديه مقتنيات هامة حفظها للتاريخ "عشان كل الأجيال تشوفها".
فيديو قد يعجبك: