بالألوان.. مشروع تخرّج يُزين حديقة الحيوان بـ7 جداريات عن الأمومة
كتبت-دعاء الفولي ورنا الجميعي:
داخل حديقة الحيوان بالجيزة، بدت حركة الفتيات سريعة، كل واحدة تفعل شيئا مختلفا؛ بين تقليد رسمة من نموذج ورقي صغير، إحضار السلم لتلوين جدار مرتفع، خلط درجات الألوان، وشرح ما يفعلونه للسائلين، ليخرج المنتج في النهاية مبُهجا للناظرين؛ كأن الحديقة المُنشأة منذ 126 عاما ارتدت ثوبا جديدا.
بداية العام الدراسي الجاري، قررت 14 فتاة من كلية التربية الفنية بالزمالك اختيار حديقة الحيوان كمسرح لمشروع تخرجهم.
"كنا بنفكر في مكان تاني لكن جدة صحبتنا قالت لنا ما تروحوا حديقة الحيوان ترسموا هناك".. لمعت الفكرة في ذهن البنات، حسبما تقول نانسي سامح، إحدى المشاركات في المشروع "لقينا عندها حق.. الجنينة بيجيها ناس من كل المحافظات وهيبقى شيء حلو لو اتفرجوا على الرسومات واتبسطوا".
ذهبت نانسي رفقة زميلة إلى إدارة الحديقة لإقناعهم بالمشروع "لقيناهم مرحبين لكن كان فيه شبه اختبار عشان يعرفوا يشوفوا شغلنا"، رسمت الطالبات جدارية بجانب قفص "الشمبانزي"، ونالت إعجاب الإدارة ليدخل المشروع حيز التنفيذ.
يأتي المشروع ضمن مادة تُسمى "التربية الميدانية" في الكلية، تقول دكتورة تغريد يحيى، مدرس المناهج والمشرفة على المشروع، أن الطلاب يتجهون عادة إلى تطبيق مشروعاتهم بالمتاحف والنوادي والمستشفيات "الفريق نزل قبل كدا في مستشفى 57357"، لكن هذه المرّة رغبن في التوجه إلى مجتمع أوسع، وهو ما تتميز به حديقة الحيوانات، التي يدخلها نحو مليوني زائر يوميا.
تكفلت إدارة الحديقة الفتيات بالألوان "دي فرصة كويسة إن يحصل تعاون بين أكتر من جهة وفي الآخر بيصب في مصلحة الناس"، حسبما يقول اللواء محمد رجائي، رئيس الإدارة المركزية للحدائق.
ويؤكد رجائي أن التعاون هو بداية ما يُشبه البروتوكول بين الكلية والحديقة "في النهاية مشروع البنات هيكون مُحدد بوقت لكن احنا هدفنا إن البهجة اللي هما بينقلوها للناس تبقى موجودة في الجنينة كلها".
رغم إجازة منتصف العام، إلا أن طالبات كلية تربية فنية مستمرون في رسم جدران حديقة الحيوانات، يشعرن بحماس مع تفاعل رواد الحديقة "الناس شايفة الشغل وبيسألونا عن اللي بنعمله"، تقول الطالبة نعمة الدنش. يلتزمن بموعد لتقييم المشروع في الرابع من فبراير القادم، وتُكمل الطالبة أن ضمن تفاعل الرواد بعض يعرض عليهم بمحبّة المشاركة "بس طبعًا دا مينفعش عشان فيه تقييم".
رغم ذلك تُقابل الطالبات تعليقات سيئة من البعض "وناس تانية أحيانا بتيجي تسفه من اللي احنا بنعمله"، لكن لا يبقى أمامهن سوى محاولة شرح ما يفعلن، تحكي نانسي أن تخصصهن الدراسي هو "التثقيف بالفن"، بالتالي يُلقي ذلك عبئَا أكبر عليهن "احنا تقريبا يعتبر بنشتغل في الشارع، ولما حد بيسألنا مش بيبقى عنده مبادئ الفن نفسها فبنشرح من الأول خالص".
لا تنزعج نانسي من كثرة التساؤلات، تُهون عليها الأشياء الجيدة في المقابل "الناس بتقولنا الله ينور عليكوا أو فرحتونا أو ياريت تعملوا الجنينة كلها"، أما أكثر ما يسعدها، حين يُحضر الآباء أطفالهن "بيقفوا قدام الجدارية ويقولوا لاولادهم هنعلمكوا ترسموا حلو زيهم كدة".
لا يخلو الأمر أيضا من ميزانية مرتفعة، فالرسم لا يرتبط بالألوان فقط "فيه ورق بنطبع عليه الرسمة عشان ننقلها وفيه خامات تانية بنجيبها"، تحكي نانسي أن جدارية "الشمبانزي"، تكلفت مبلغا كبيرا نسبة لكونهن طالبات "بس احنا مبسوطين إننا بنشارك في تطوير بيحصل جوة الجنينة".
رسمت الفتيات حتى الآن سبع جداريات، وموضوعها عن الأمومة بين الحيوانات، كما تُشير نعمة. لا تدري الطالبة ماذا سيفعل الفريق بعد الانتهاء من المشروع الحالي، حيث ينتظرهن تطبيق فني آخر بالفصل الدراسي الثاني "ممكن نعمل جداريات أو نعلم الأطفال الرسم في الجنينة".
فيديو قد يعجبك: